كان صبي يرعى خرفان سيده قريبا من غابة مظلمة ليست بعيدة عن القرية. لكنه سرعان ما وجد الحياة في المرعى مملة إذ كان يتسلى بالحديث إلى كلبه أو العزف على مزماره.
ذات يوم كان جالسا يرقب الغنم و الغابة الهادئة وهو يفكر ماذا سيفعل لو رأى ذئبا، فخطرت بباله فكرة لتسلية نفسه.
أوصاه سيده بطلب المساعدة إذا رأى ذئبا يهاجم القطيع وسوف يدفع أهل القرية الذئب بعيدا. فجرى نحو القرية مناديا بأعلى صوته: "ذئب. ذئب." على الرغم من أنه لم ير أي ذئب.
و كما توقع، ترك أهل القرية الذين سمعوا إستغاثته أعمالهم و ذهبوا إلى المرعى. لكن عندما وصلوا وجدوا الصبي يضحك من خدعته.
وبعد بضعة أيام نادى الصبي مرة أخرى: "ذئب. ذئب." و مرة أخرى نهض أهل القرية لمساعدته، لكنهم إنخدعوا مرة أخرى.
وذات يوم عند غروب الشمس بينما كان الظلام يخيم على المرعى، قفز ذئب من بين الأشجار وانقضّ على الغنم.
فأسرع الصبي إلى القرية وهو ينادي بفزع "ذئب. ذئب." وبالرغم من أن أهل القرية سمعوا صراخه فإنهم لم يساعدوه كما ساعدوه من قبل فقد قالوا: "لن يستطيع أن يخدعنا مرة أخرى."
و هكذا قتل الذئب عددا كبيرا من أغنام الصبي و أختفى في الغابة.
لا يصدق الكاذب حتى إن صدق قوله.