قصيدة سؤال فائض عن الحاجة للشاعر اليمني زهير الطاهري ونصها : لا تسأليهِ كثيراً عن خسائِرِهِ
فصوته صارَ أدمى من أظافِرِهِ
وقلبه الذي عاشَ منفيَّاً بداخلهِ
يصبُّ نهرَ شرودٍ في محاجِرِهِ
لا تسأليهِ رجاءً... واسألي فمَهُ
كم شهقةٍ قد طواها في حناجِرِهِ
فلتعشقيهِ شقيَّاً، شاعراً، نزقاً،
يخبِّىءُ الليلَ شعراً في دفاتِرهِ
الساعةُ الآنَ صارتْ غيرَ صالحةٍ
فأوَّلُ القلبِ يعدو نحو آخِرِهِ
عند الغروبِ أتى كالليلِ مُرتجفاً
ويسحبُ العمرَ سَحْبَاً من مناخِرِهِ
مُرِّي عَليْهِ وكُوني مِثْلَ أُغْنِيَةٍ
وسَافِرِي مِثْلَ لَحْنٍْ في خَوَاطِرِهِ
ولتعشقيهِ غريباً جاءَ مُرتبكاً
ووجهُ ألفِ يَتِيْمٍ خَلْفَ نَاْظِرِهِ
وكفكفي عنه ما قد بانَ من تعبٍ
وعانقي ألفَ طفلٍ في مشاعِرِهِ
لا تسأليهِ ففيهِ اليومَ مقبرةٌ
من الذهولِ وبيتٌ من خناجِرِهِ
لا شيءَ في يدِهِ إلا قصيدتُهُ
وخيبةٌ أصبحَتْ أُمّاً لحاضِرِهِ
يمشي وينثرُ كالمجنونِ واقعَه
والرملُ يضحَكُ مثلي من نوادِرِهِ
من وجهِهِ يعرفُ الآتونَ غربتَهمْ
كأنَّهمْ قدْ تعرَّوا في مَظَاهِرِهِ
مُدِّي إليهِ ذراعَ الوصلِ وانتظري
فسوفَ يأتي ركاماً من مقابِرِهِ
يأتي إليكِ كنهرٍ ظامئٍ فمُهُ
يمدُّ ألفَ سبيلٍ نحوَ عابِرِهِ
يأتي إليكِ وخفقُ الغيمِ في دمهِ
ورقصةُ الطيرِ تسري في بيادِرِهِ
يأتي إليكِ وفي عينيهِ حُجَّتُهُ
والدمعُ أصدقُ ما يسري بخاطِرِهِ
فلتعشقيهِ ولكنْ دونَ أسئلةٍ
ما للسؤالِ حياةٌ في شعائِرِهِ
دعيهِ يُكملُ شعراً فيكِ نَكبَتَهُ
إنَّ الكِتابةَ أنكى من خسائرِهِ