يتلقّى طلاّب مسلمون في الجامعات الكنديّة من حين لآخر اتّصالت هاتفيّة وزيارات مفاجئة من قبل عناصر من الشرطة الفدراليّة ووكالة الاستخبارات الكنديّة.

وتنامت هذه الزيارات والاتّصالات ، ولكنّ المشكلة لم تخرج إلى العلن، ويتردّد الكثيرون في الحديث عنها مخافة الوصم حسبما قال كلّ من إينفر ايمون أستاذ القانون في جامعة تورونتو و نادر حسن  محامي الجنايات في حديث لسي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة.

وواجه الطلاّب هذه الحالات في جامعات تورونتو وريجاينا  وألبرتا، وكان معظم الذين تمّ الاتّصال بهم ينشطون في وقت من الأوقات في جمعيّات الطلاّب المسلمين في جامعاتهم.

ولم يُعرف عدد الطلاّب الذين يتمّ الاتّصال بهم، ويقول البعض إنّهم بالعشرات، ويطرح عناصر الشرطة  أو الاستخبارات عندما يلتقونهم أسئلة حولهم شخصيّا وحول أصدقائهم، وأسئلة غامضة حسبما قال البعض لسي بي سي.

ويشعر الطلاّب بالقلق ويتساءلون إن كانوا قد ارتكبوا خطأ ما وماذا يمكن أن تكون المضاعفات في حال لم يتعاونوا مع عناصر الشرطة والاستخبارات كما قال كلّ من ايمون وحسن.

محامي الجنايات نادر حسن (إلى اليسار) وإينفر ايمون أستاذ القانون في جامعة تورونتو /Susan Goodspeed/CBC/ هيئة الاذاعة الكنديّة

وأطلق الرجلان مبادرة لمساعدة الطلاّب من خلال إنشاء خطّ ساخن في معهد الدراسات الإسلاميّة في جامعة تورونتو بالتعاون مع جمعيّة المحامين الكنديّين المسلمين والمؤتمر الكندي الإسلامي.

ويقدّم الخطّ الساخن الدعم القانوني المجاني لطلاّب الجامعة الذين تمّ الاتّصال بهم من قبل الشرطة الفدراليّة أو وكالة الاستخبارات، للتأكّد من أنّهم يعرفون حقوقهم قبل أن يقرّروا الالتقاء بعناصر الشرطة والاستخبارات أم لا.

"الطلاّب مسلمون بأغلبيّتهم. وقد ينتمون أو لا لجمعيّة الطلاّب المسلمين في حرم الجامعة، وقد يلتزمون أو لا يلتزمون بممارسة الشعائر الدينيّة، وقد للا يكون لهم تاريخ من المشاكل في الخارج. ومن غير الواضح لماذا أصبحوا تحت رصد وكالة الاستخبارات الكنديّة في بعض الحالات. والجامع المشترك هو أنّهم مسلمون": نادر حسن محامي الجنايات

ويشير المحامي  نادر حسن إلى بعض الحالات التي جرى فيها تشجيع الطلاّب على عدم اللّجوء إلى المشورة القانونيّة وقيل لهم بأنّ الاستعانة بمحام قد يوحي بأنّهم مذنبون كما قال.

ويتحدّث الطالب في جامعة تورونتو رمز عزيز عن مشاعره عندما تلقّى اتّصالا من وكالة الاستخبارات الكنديّة قبل 7 سنوات.

"ما يقومون به معارض للحدس. ويشعر الناس الذين تتّصل بهم الشرطة والاستخبارات الآن بأنّهم أقلّ انفتاحا للمشاركة. ويميلون للشعور بأنّ كندا ليست منزلهم وليست المكان الذي كبُروا فيه حتّى لو كانوا مولودين هنا، وأنّ المجتمع لا يؤمّن  لهم التساوي في الفرص : الطالب في جامعة تورونتو رمز عزيز.

الطالب في جامعة تورونتو رمز عزيز تحدّث عن تجربته مع وكالة الاستخبارات لتلفزيون سي بي سي/Grant Linton/CBC/ هيئة الاذاعة الكنديّة

وكان عزيز قد تفاجأ عندما تلقّى  اتّصالا هاتفيّا  عام 2012من عنصرين في وكالة الاستخبارات دعياه للقائهما على فنجان قهوة والحديث معه، وكان يومها في العشرين من العمر.

وقال إنّه كان بإمكانهما من خلال بحث بسيط على موقع غوغل أن يعرفا أنّه طالب في جامعة تورونتو.

وظنّ بداية أنّه وقع في مقلب ويذكر أنّ الأسئلة وما قاله عنصرا الوكالة كان غامضا كما قال لسي بي سي وأعرب عن حزنه لذلك مشيرا إلى أنّ تلك ليست كندا التي كبُر فيها.

وقالت طاهرة مفتي المتحدّثة باسم وكالة الاستخبارات الكنديّة في بيان إنّ "الوكالة تبني علاقات مع الأشخاص من أجل جمع المعلومات، و اعطاء المشورة للحكومة حول ما يهدّد الأمن القومي".

"عندما تسعى وكالة الاستخبارات للحصول على التعاون أو المساعدة من الكنديّين، نؤكّد على أن تكون المناقشات طوعيّة" قالت المتحدّثة في بيانها، واضافت بأنّ تعاطي الوكالة قانوني ويحترم الخصوصيّة.

(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ هيئة الاذاعة الكنديّة)

استمعواAR_Reportage_1-20190807-WRA10