برز القانون حول علمانيّة الدولة في كيبيك إلى الواجهة منذ انطلاق الحملة الانتخابيّة التي تسبق الانتخابات التشريعيّة الكنديّة المقرّر اجراؤها  في الحادي والعشرين من تشرين الأوّل أكتوبر المقبل.

و تتمثّل المقاطعة بـ78 مقعدا في مجلس العموم الكندي ويحتلّ الملفّ الكيبيكي حيّزا مهمّا في جولة زعماء الأحزاب الكنديّة على الناخبين في كافّة أنحاء البلاد.

واليوم، كشف رئيس الحكومة الكيبيكيّة فرانسوا لوغو عن توقّعاته بالنسبة لمقاطعة  كيبيك، كما هي العادة بالنسبة لرؤساء حكومات المقاطعات والأقاليم الذين يتحدّثون عن توقّعاتهم وما ينتظرونه من الحكومة الكنديّة المقبلة.

وحلّت ملفّات الهجرة وعلمانيّة الدولة والاقرار الضريبي  الوحيد تحت اشراف حكومة كيبيك في قائمة المطالب التي تحدّث عنها فرانسوا لوغو.

وعلى صعيد الهجرة، أكّد رئيس حكومة التحالف من أجل مستقبل كيبيك أنّ المقاطعة تتطلّع لاختيار عدد المهاجرين المقبولين لديها من الفئات الثلاث: الهجرة الاقتصاديّة ولمّ شمل العائلات وفئة اللاجئين.

"ينبغي أن تختار كيبيك المهاجرين في كلّ واحدة من هذه الفئات، ومن التغييرات المطلوبة، أن تضع كيبيك شروطا قبل منح تأشيرة الاقامة الدائمة": فرانسوا لوغو رئيس حكومة كيبيك.

رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو (إلى اليسار) رفع مطالبه إلى الحكومة الكنديّة جوستان ترودو في وقت سابق من العام الجاري 2019/Radio-Canada

ودعا لوغو زعماء الأحزاب الكنديّة إلى احترام القانون 21 حول علمانيّة الدولة الذي أقرّته الجمعيّة الوطنيّة خلال الصيف، والتعهّد بعدم المشاركة في أيّ طعن به أمام المحكمة.

"أطلب من الأحزاب الفدراليّة أن تتعهّد باحترام خيارات كيبيك في هذه المجالات الأساسيّة بالنسبة لأمّتنا": رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو

وكان رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو قد أكّد أنّه ليس في نيّته "في الوقت الراهن" المشاركة في الطعن بالقانون حول علمانيّة الدولة أمام المحكمة، الذي بدأ في كيبيك، ما يعني أن ترودو لم يستبعد احتمال الطعن فيه.

وقد أعرب زعيم حزب الكتلة الكيبيكيّة  إيف فرانسوا بلانشيه عن تأييده لقانون العلمانيّة، في حين أكّد  زعماء الأحزاب الكنديّة الأخرى أنّهم سوف يحترمون صلاحيّات الحكومة الكيبيكيّة في هذا المجال رغم معارضتهم للقانون المذكور.

ودوما في سياق الحملة الانتخابيّة، يسعى  كلّ واحد من الأحزاب الكنديّة إلى إقناع الكيبيكيّين بالتصويت له في الانتخابات التشريعيّة المقبلة، ويسعى كلّ منها للحفاظ على مقاعده والفوز بالمزيد من المقاعد في الدوائر الانتخابيّة في كيبيك.

ويجد الحزب الديمقراطي الجديد صعوبة على هذا الصعيد رغم جهود زعيمه جاغميت سينغ لإقناع الناخبين الكيبيكيّين بأنّ برنامج حزبه مختلف عن برامج الأحزاب الباقية.

زعيم الديمقراطيّين الجدد جاغميت سينغ يسعى لاستمالة الناخبين في مقاطعة كيبيك/ CBC/هيئة الاذاعة الكنديّة

ويجد الحزب الديمقراطي الجديد صعوبة على هذا الصعيد رغم جهود زعيمه جاغميت سينغ لإقناع الناخبين الكيبيكيّين بأنّ برنامج حزبه مختلف عن برامج الأحزاب الباقية.

"نحن واثقون تماما من أهميّة الطابع الفريد لكيبيك والدفاع عنه": زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ.

ويسعى سينغ لاستعادة التأييد الواسع النطاق الذي منحته كيبيك لزعيم الديمقراطيّين الجدد الراحل جاك لايتون في الانتخابات التي جرت عام 2011، يوم اجتاح المدّ البرتقالي المقاطعة وحصد الحزب 59 مقعدا فيها.

لكنّ الوضع تغيّر اليوم، ويطمح الحزب في أفضل الأحوال، للاحتفاظ بأربعة عشر مقعدا فاز بها في الانتخابات الأخيرة عام 2015.

من جهة أخرى، يأمل حزب الكتلة الكيبيكيّة الداعي إلى انفصال كيبيك عن الاتّحاديّة الكنديّة باستعادة المقاعد التي انتزعها منه الديمقراطيّون الجدد.

ويدرك زعيم الكتلة الجديد إيف فرانسوا بلانشيه أنّ حزبه بحاجة للفوز باثني عشر مقعدا على الأقلّ في مجلس العموم الكندي ليستعيد صفته كحزب رسمي، علما أنّ لديه عشرة مقاعد في مجلس العموم المنحلّ.

زعيم حزب الكتلة الكيبيكيّة إيف فرانسوا بلانشيه يقول إنّ حزبه يؤيّد قانون علمانيّة الدولة في كيبيك/Charles Contant/Radio-Canada

وقد يلعب تأييد الكتلة الكيبيكيّة لقانون علمانيّة الدولة في كيبيك دورا مهمّا في الانتخابات المقبلة.

"لقد اخترنا في إجماع ساحق علمانيّة الدولة. وهذا من حقّنا": إيف فرانسوا بلانشيه زعيم حزب الكتلة الكيبيكيّة.

ويحظى القانون 21 حول علمانيّة الدولة الذي يحظر على موظّفي القطاع العام الذين يمارسون ...