حذّرت اللجنة الحكوميّة  الدوليّة للتغيرات المناخيّة GIEC في تقرير أصدرته في جنيف من  ارتفاع خطر الجفاف وحرائق الغابات والخطر على الامدادات الغذائيّة بسبب تدهور الأراضي.

ودعت اللجنة في تقريرها إلى تغيير العادات الغذائيّة وتناول المزيد من الأغذية النباتيّة والتقليل من استهلاك اللحوم.

وصدر التقرير في سياق اجتماع عقده ممثّلون من 195 بلدا في سويسرا، وحذّر العلماء من أن ترتفع المخاطر التي تواجه الأرض بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وحذّرت اللجنة في التقرير الصادر تحت عنوان "المناخ والأرض" من ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة التي هي من صنع الانسان، وأكّدت على ضرورة الحدّ من إهدار الأغذية للحدّ من تراجع الأراضي.

ويشير التقرير إلى أنّ الاستخدام الكثيف للأراضي والغابات  يهدّد الأمن الغذائي ، وتساهم  الزراعة وتربية المواشي في تدمير الأنظمة البيئيّة وفي ارتفاع  انبعاثات الغازات الدفيئة.

ويشكّل النموّ الديمغرافي والزراعة والاستخدامات الأخرى للأراضي 23 بالمئة من انبعاثات الغازات الدفيئة في الوقت الحالي.

يقول المهندس الزراعي الفرنسي مارك دوفومييه في حديث  لتلفزيون راديو كندا إنّ تقرير الخبراء الدوليّين هو محصّلة لمجموعة من الأبحاث العلميّة التي جرت منذ فترة..

خبير مناخي يستعدّ لقياس التآكل الساحلي في مقاطعة جزيرة برنس ادوارد/Randy McAndrew/CBC/ هيئة الاذاعة الكنديّة

"أعتقد أنّ التقرير هو محصّلة ممتازة تدعونا لتغيير الزراعة و استهلاك الأغذية، والأمر ملحّ إن اردنا تجنّب استمرار التغيّر المناخي": المهندس الزراعي الفرنسي مارك دو فومييه.

ويشير دوفومييه إلى التغيّر في طريقة التغذية  والتحوّل من استهلاك اللحوم ومشتقّات الحليب نحو المزيد من الأغذية النباتيّة كما يدعو إليه التقرير.

"إنّها ثورة ثقافيّة و تقنيّة حقيقيّة. وينبغي أن نضع حدّا للزراعة الصناعيّة التي تساهم في تآكل التربة وفي انبعاث الغازات الدفيئة، مثل ثاني أوكسيد الكربون و غاز الميثان وأكسيد النيتروس،  وعلينا أن نضع حدّا للاستهلاك المفرط في اللحوم": المهندس الزراعي الفرنسي مارك دو فومييه.

واوضح المهندس الزراعي مارك دو فومييه أنّ استهلاك اللحوم يتطلّب مساحات واسعة لتربية المواشي و يساهم في إزالة غابات الأمازون من أجل توفير الأعلاف من  حبوب الصويا للدواجن.

يدعو تقرير اللجنة الحكوميّة الدوليّة للتغيرات المناخيّة إلى التقليل من استهلاك اللحوم واستهلاك المزيد من الأغذية النباتيّة/Radio-Canada

وسيكون هنالك تغيير كامل في الزراعة والتغذية على حدّ سواء، و لا بدّ من وضع حدّ لإهدار الطعام  إن اردنا تجنّب الأسوأ كما قال.

ويقول المهندس الزراعي ومؤلّف كتاب "ايكولوجيا الزراعة ممكن أن تنقذنا " مارك دو فومييه إنّ هنالك طرقا أخرى مختلفة يمكن اعتمادها في الزراعة للتخفيف من مضاعفاتها السلبيّة على البيئة وعلى الأرض وهو أمر يحدو على التفاؤل.

"مصدر التفاؤل يكمن في وجود أنظمة زراعيّة تجمع بين الزراعة وتربية المواشي، والاستخدام الكثيف للطاقة الشمسيّة لإنتاج الطاقة الغذائيّة، وهو ما يُعرف بالتركيب الضوئي، والاستخدام المكثّف للكربون وثاني أوكسيد الكربون الموجود بوفرة في الغلاف الجوّي " المهندس الزراعي الفرنسي مارك دو فومييه.

ويمكن استخدامها في انتاج السكّر والنشاء والدهون كما يقول دو فومييه،  ويمكن انتاج البروتينات من الحبوب وتجنّب استخدام الأسمدة الاصطناعيّة التي تؤدّي إلى  انبعاث أكسيد النيتروس بكثرة وتساهم بالتالي في الاحتباس الحراري .

وهنالك أيضا الحراجة الزراعيّة التي تتيح استخدام الخصائص التفاعليّة للأشجار وأوراقها و النسغ التي يمكنها تخصيب الأراضي الزراعيّة كما قال مارك دو فمييه.

" هنالك ميزتان لهذين النهجين من الزراعة ، التي تتيح التكيّف مع الاحترار المناخي من خلال التنويع، كما تساهم في التخفيف من الاحترار المناخي من خلال تقليص ثاني أكسيد الكربون و غاز الميثان وأكسيد النيتروس" المهندس الزراعي الفرنسي مارك دو فومييه.

ويؤكّد المهندس الزراعي الفرنسي مارك دو فومييه في حديثه لتلفزيون راديو كندا أنّ  التحوّل نحو هذه التقنيات مكلف ولا بدّ من تقديم الدعم للمنتجين الزراعيّين للخدمات التي تصبّ للمصلحة العامّة.

(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)

استمعواAR_Reportage_1-20190808-WRA10