يتواصل الهجوم التركي على الشمال السوري إلى الشرق من نهر الفرات ليوم ثالث على التوالي. وقالت منظمة الأمم المتحدة إن نحواً من 100 ألف مدني نزحوا عن ديارهم هرباً من القوات المهاجمة ومن عمليات القصف الجوي والبري.
وتقول تركيا إن عملية "نبع السلام"، وهو الاسم الذي أطلقته على هجومها، تهدف للقضاء على الإرهاب المتمثل بكل من "وحدات حماية الشعب" (YPG) الكردية، التي تعتبرها تنظيماً إرهابياً، وتنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش")، ولتحقيق عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم من خلال المنطقة الآمنة التي ستقيمها في شمال سوريا. وتؤكد أنقرة أنها حريصة على وحدة الأراضي السورية.
وبدأ هذا الهجوم العسكري، الذي تشارك فيه قوات سورية مدربة على أيدي الجيش التركي ومدعومة منه، بعد أيام من حديث هاتفي نهاية الأسبوع الماضي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن أنه آن الأوان لكي تنسحب قواته من شمال شرق سوريا حيث كانت تدعم "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تشكل "وحداتُ حماية الشعب" عمودها الفقري، في الحرب ضد تنظيم "داعش" التكفيري.
وقوبل موقف ترامب، الذي اعتبر بمثابة ضوء أخضر لهجوم تركي على حلفاء واشنطن الأكراد، باستياء بالغ في الدول الغربية وفي الولايات المتحدة، حتى داخلَ حزبه الجمهوري.
وزيرة الخارجية في الحكومة الفدرالية الخارجة كريستيا فريلاند متحدثةً إلى الصحفيين اليوم (Radio-Canada)
وهنا في كندا أعربت الحكومة الفدرالية الخارجة عن قلقها "العميق" من الهجوم العسكري التركي على شمال شرق سوريا.
"تحدثت صباح أمس مع نظيري، وزير خارجية تركيا (مولود تشاوش أوغلو)، لأعرب عمّا سبق لكندا أن قالته علناً، وهو أننا قلقون جداً، جداً، من الأعمال الأحادية الجانب من قبل تركيا"، قالت اليوم وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند للصحفيين خلال جولة انتخابية كانت تقوم بها في مقاطعة كيبيك.
"نفهم أنّ لتركيا قلقاً بشأن أمنها، لكنّ الأعمال الأحادية الجانب التي تقوم بها تركيا مقلقة جداً"، أشارت فريلاند، مضيفةً أن "الوضع رهيب للناس المتواجدين هناك"، مشيرةً إلى المدنيين في شمال شرق سوريا.
وقالت فريلاند، "الأكراد هم حلفاء شجعان جداً لكندا. كنا معهم خلال الحرب على ’’داعش‘‘ ومن المهم جداً أن نظل أوفياء لحلفائنا".
يُشار إلى أنّ كندا وتركيا عضوتيْن في منظمة حلف شمال الأطلسي ("ناتو").
ما أهداف الهجوم العسكري التركي على شمال شرق سوريا وما حدوده؟ وكيف تنظر إليه شريكتا تركيا في عملية أستانا، روسيا وإيران، ونظامُ الرئيس السوري بشار الأسد؟ محاور تناولتُها مع الناشط الكندي السوري الدكتور محمد محمود في حديث أجريته معه اليوم.
(أ ف ب / أ ب / راديو كندا / الجزيرة / راديو كندا الدولي)
استمعواAR_Entrevue_3-20191011-WIA30