الأدب دوما ليس سوى تعبير عما يختلج الإنسان من أحاسيس، ومشاعر، وعواطف، أو ما يصطدم به خلال مسيرته الطويلة في هذه

الحياة. لهذا اتخذه الإنسان وسيلة يعبر من خلالها على البوح الداخلي، والتواصل الخارجي مع الآخر عبر الرمز، والكلمة، والسياق، والأسلوب. كان ولا يزال الأدب هو الحجاب الذي يتستر خلفه الأديب ليقول أشياء ربما تمنعه الظروف من قولها، أو الصدع بها في واقع لا يمنحنا في الكثير من الأحيان أن نقول كل شيء أو نعارض أي شيء.

من هنا تكمن أهمية رواية مزرعة الحيوان لكاتبها جورج أورويل الاسم المستعار لشخصية فريدة في تاريخ الأدب وهو الكاتب أريك بلير، صاحب العديد من الروايا الأشهر على الإطلاق، والأكثر مبيعا، والمعبرة بشكل واضح أحيانا، ومتستر أحيانا أخرى، عن وقائع، وأحداث عاشها العالم في فترة المد الشيوعي، وانقسام العالم إلى معسكرين كبيرين أنتجا المزيد من الدمار على حلم الإنسان بالحرية، والكرامة، والعدالة.