التعدديّة الثقافيّة والتفاعل الثقافي: مفهومان احتلاّ حيّزا مهمّا من الجدل خلال المؤتمر السابع والثلاثين  لشباب الحزب الليبرالي المحلّي في مقاطعة كيبيك.

وبحث المؤتمرون في اقتراح قدّمته لجنة الشباب في الحزب تدعو لإقرار قانون حول الفاعل الثقافي "يعترف بوجود أغلبيّة فرنكوفونيّة في مقاطعة كيبيك وبوجود ثقافة مشتركة ينبغي أن تشكّل الأساس لاندماج المهاجرين" كما ورد في الاقتراح.

و قد أثار الاقتراح جدلا حادّا بين المؤتمرين الشباب قبل أن يتمّ اعتماده من قبل المشاركين.

"نناضل من أجل الكيبيكيّين والكيبيكيّات ونقدّم حلولا مهمّة لهم ولا ينبغي أن يظنّ أحد أنّ الحزب الليبرالي الكيبيكي لا تهمّه المجموعات الفرنكفونيّة" قالت المتحدّثة الأولى وأضاف آخر أنّه "من المهمّ التركيز على اللغة الفرنسيّة وأهميّتها، دون أن يعني ذلك التنكّر لحقوق الأقليّات".

ويأتي الجدل بشأن التفاعل الثقافي والتعدديّة الثقافيّة في وقت يسعى فيه الحزب الليبرالي الكيبيكي لتعزيز موقعه خصوصا  بعد تراجع التأييد له في أوساط الكيبيكيّين الفرنكوفونيّين في الانتخابات التشريعيّة الأخيرة لصالح حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك بزعامة فرانسوا لوغو الذي فاز برئاسة الحكومة في المقاطعة.

ستيفان ستريل رئيس لجنة الشباب في الحزب الليبرالي الكيبيكي/ Radio-Canada

وكان زعيم الحزب ورئيس الحكومة السابق فيليب كويار قد استقال من منصبه في أعقاب الانتخابات، وتمّ اختيار بيار أركان زعيما للمرحلة الانتقاليّة إلى أن يتمّ انتخاب زعيم جديد.

وتشكّل أصوات الشباب الليبرالي دون الخامسة والعشرين من العمر ثلث إجمالي الأصوات لدى انتخاب زعيم جديد للحزب، ما يعني أنّهم في موقع لا يستهان به.

وتحدّث ستيفان ستريل رئيس لجنة الشباب الليبرالي أمام المؤتمرين فأكّد في كلمته على أهميّة تعزيز موقع كيبيك داخل الاتّحاديّة الكنديّة.

"أعتقد أنّ كافّة المرشّحين لزعامة الحزب الليبرالي الكيبيكي يصغون إلى مقترحات الشباب. وسوف يأخد الشباب مكانهم في هذا السباق على الزعامة. ولا بدّ أن يمرّ تجديد الحزب بالشباب": ستيفان ستريل رئيس  لجنة الشباب الليبرالي.

ويسعى المرشّحون للزعامة الليبراليّة إلى استمالة الشباب، ومن بين المرشّحين المعلنين  دومينيك أنغلاد وزيرة الاقتصاد السابقة في حكومة فيليب كويار الليبراليّة.

رئيس الحكومة الليبراليّة الكيبيكيّة السابق فيليب كويار ووزيرة الاقتصاد السابقة في حكومته دومينيك أنغلاد/Radio-Canada

وقد تعهّدت أنغلاد بإضافة قانون حول التفاعل الثقافي إلى برنامج الحزب الليبرالي الذي تطمح لتزعّمه.

"اثير الجدل الكثير بهذا الشأن. نريد لمقاطعة كيبيك أن تؤكّد على دورها، وأن تكون قويّة وفرنكفونيّة واشتماليّة. وكلّ هذه العناصر ستكون موجودة في برنامجنا": دومينيك أنغلاد المرشّحة لزعامة الحزب الليبرالي الكيبيكي.

وقالت أنغلاد على غرار الشباب الليبرالي، إنّه من الضروري أن يؤكّد الحزب الليبرالي الكيبيكي على أهميّة الأمّة الكيبيكيّة في برنامجه، وأشارت إلى أنّ إضافة قانون حول التفاعل الثقافي هو أوّل تعهّد تتّخذه في إطار السباق على زعامة حزبها.

ويقول الزعيم الانتقالي بيار أركان إنّ مفهوم الانتماء القومي الذي يطرحه الليبراليّون هو مفهوم جامع.

 "لا نتحدّث عن سلب حقوق من الناس، بل نتحدّث عن رغبتنا في الترويج بنشاط أكبر للثقافة الفرنسيّة، وأعتقد أنّ العديد من مناضلينا في المناطق أشاروا إلى ذلك": بيار أركان زعيم الحزب الليبرالي الكيبيكي للمرحلة الانتقاليّة.

وأعرب أركان عن اعتقاده بأنّ الجدل بشأن هذه الأمور الحسّاسة سيبقى هادئا رغم الاختلاف في المواقف الذي تثيره في أوساط الحزب.

يبقى أن نشير إلى أنّ التحوّل من التعدديّة الثقافيّة إلى التفاعل الثقافي قوبل ببعض المعارضة في اوساط الشباب الليبرالي.

واعتبر محمد برهون رئيس لجنة الجاليات الثقافيّة في الحزب الليبرالي الكيبيكي أنّ التفاعل الثقافي " ليس الدفاع عن الهويّة الكيبيكيّة واللغة الفرنسيّة، بل هو الانقسام بين ثقافة الأغلبيّة وثقافات الأقليّات المحكوم عليها أن تنصهر فيها" كما قال برهون.

استمعواAR_Reportage_1-20190812-WRA10

(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)