كندا في يوم الذكرى، و اليوم، يتذكّر الكنديّون تضحيات جنودهم الذين سقطوا في الحرب العالميّة الأولى.
وتجري الاحتفالات في مختلف أنحاء البلاد، واحتشد الآلاف في العاصمة الفدراليّة أوتاوا، حيث تجري الاحتفالات الرسميّة بحضور الحاكمة العامّة جولي باييت ورئيس الحكومة جوستان ترودو اللذين وضعا أكاليل من الزهر على نصب الحرب التذكاري وقبر الجندي المجهول، تكريما لكلّ الذين سقطوا خلال تأدية الواجب.
ففي الساعة الحادية عشرة من اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر عام 1918، توقّفت أعمال القتال بين الجيوش المتحاربة في أوروبا، و دخلت الهدنة حيّز التنفيذ في وقت لاحق بعد توقيع اتّفاق فرساي في حزيران من العام التالي 1919.
مئات المحاربين تجمّعوا أمام نصب الحرب التذكاري في أوتاوا للمشاركة في مراسم يوم الذكرى/Adrian Wyld/CP
وبدأ يوم الذكرى بتكريم الجنود ضحايا الحرب العالميّة الأولى، ليتحوّل فيما بعد إلى مناسبة يتذكّر فيها الكنديّون جنودهم الذين قتلوا في كلّ الحروب و كلّ مهمّات السلام حول العالم التي شاركت فيها كندا.
ويضع الكنديّون على صدورهم زهرة الخشخاش الحمراء التي هي رمز يوم الذكرى، ومستوحاة من قصيدة بعنوان: في حقول فلاندرز، In Flanders Fields كتبها الجندي الكندي جون ماكري خلال مشاركته في الحرب العالميّة الأولى، ويتحدّث فيها عن ويلات الحرب ومآسيها.
ووقف المئات من قدامى المحاربين أمام نصب الحرب التذكاري تحت سماء زرقاء وفي ظلّ طقس بارد، في مشهد مؤثّر للغاية، ومع انتهاء الحفل، اقترب المواطنون كما درجت العادة منذ بضع سنوات ليضعوا زهرة الخشخاش على قبر الجندي المجهول.
رئيس الحكومة جوستان ترودو وزوجته صوفي غريغوار يصلان إلى هضبة البرلمان في أوتاوا في 11-11-2019/Adrian Wyld/CP
رئيس الحكومة جوستان ترودو أكّد في إعلان نشره قبل بدء المراسم أنّ كندا "تكرّم اليوم قدامى المحاربين وكلّ الذين أصيبوا خلال تأدية الواجب والذين ضحّوا بحياتهم .
"لقد دافعوا عن الحريّة وضحّوا بمستقبلهم من أجل تأمين مستقبل الآخرين. وما زالت شجاعتهم وكرمهم مصدر إلهام لكلّ الذين يرتدون البزّة العسكريّة" كتب رئيس الحكومة جوستان ترودو بالمناسبة.
وأكّد المشاركون الذين تحدّثوا إلى راديو كندا عن أهميّة المشاركة لتكريم الجنود الذين ضحّوا بحياتهم دفاعا عن قيم الحريّة والسلام الكنديّة.
"لم يبق على قيد الحياة الكثير من قدامى المحاربين من الذين شاركوا في الحرب العالميّة الثانية، ومن المهمّ حسب اعتقادي أن أصطحب أولادي إلى أوتاوا للمشاركة في المراسم رغم أنّ الحديث في المدارس يدور اليوم حول المناسبة" مواطنة كنديّة مشاركة في مراسم يوم الذكرى في اوتاوا
"اإنّه ليوم الذي يجتمع فيه الكنديّون بغضّ النظر عن الحزب الذي صوّتوا له، وهم مجتمعون معا، ويعملون معا، وقد ربحنا الحربين العالميّتين الأولى والثانية معا"" مواطنة كنديّة مشاركة في مراسم يوم الذكرى في أوتاوا
رين سامسون داو ، أمّ الصليب الفضّي فقدت ابنها الجندي ماثيو داو خلال أدائه الخدمة في أفغانستان/ Radio-Canada
وتجدر الاشارة إلى أنّ مراسم اليوم، الحادي عشر من تشرين الثاني نوفمبر هي مسك ختام أسبوع من مراسم التكريم، لأنّه بات هنالك أسبوع كامل للذكرى، من بينها مراسم جرت في المقبرة العسكريّة الوطنيّة في أوتاوا، حيث وضع تلامذة المدارس زهرة الخشخاش على مقابر الجنود وتلوا أسماء كلّ جندي ضحيّة تكريما لذكراه.
وجرت مراسم في هاليفاكس وتورونتو ووينيبيغ وسواها من المدن الكنديّة، وفي مدينة كيبيك، شارك المئات من المواطنين وعائلات العسكريّين في مراسم تقليد الصليب الفضّي لوالدة أحد الجنود الضحايا قرب النصب التذكاري.
ويُمنح صليب الذكرى المسمّى أيضا الصليب الفضي منذ العام 1919 لتكريم أمّهات وأرملات الجنود والبحّارة الكنديّين ضحايا الحروب.
ويتمّ اختيار أمّ تمثّل كلّ الأمّهات في المراسم التي تجري في أوتاوا في يوم الذكرى، ونالت الصليب هذه السنة رين سامسون داو، وهي زوجة ضابط سابق في الجيش ووالدة أربعة شبّان انخرطوا جميعا في القوّات الكنديّة، وفقدت الأمّ احد أولادها الجنود ماثيو جوناتان داو الذي لقي مصرعه في أفغانستان في تمّوز يوليو 2007.
ويفخر والدا الجندي بولدهم الذي ضحّى بحياته لخدمة بلده، ويجدون القوّة في تربية أحفادهم في اجواء من الفرح وبعيدا عن الحزن كما قالت رين سامسون داو.
"لديّ ثمانية أحفاد وأريدهم أن يفرحوا عندما يأتون لزيارة جدّهم وجدّتهم، وألّا يعيشوا في بيت حزين": رين سامسون داو والدة الجندي ماثيو جوناتان داو الذي لقي حتفه أثناء الخدمة في أفغانستان
ميداليات نالها بول ديمارتو من سلاح البحريّة الكنديّة الذي شارك في الحرب العالميّة الثانية/RCI
ومن بين الجنود الضحايا الذين سقطوا أثناء تأدية الواجب، بول ديما...