"لقد ابتدأ الراعي كلامه بما تعلّمناه الأسبوع الماضي عن أساس مهمّ جدًا من وعظة الجبل كيف نسلك كمؤمنين بالربّ يسوع المسيح. وأنّه في عظته سيتناول أساس آخر لعقيدتنا المسيحيّة المستوحاة من الكتاب المقدّس، ورأس زاوية العقيدة المسيحيّة هو الربّ يسوع المسيح نفسه. وقد تناول عظة تحت عنوان "عند قدمي يسوع لفهم العقيدة الصحيحة". ثم تناول قانون الإيمان لكي ندرسه معًا وهو مؤسّس على كلمة الربّ. بعد قراءة قانون الإيمان وهو مترجم عن النصّ اليوناني. ثم ابتدأ الراعي بتفسيره:
-نؤمن بإله واحد: المسيحيّة كلّها تبدأ بفعل الإيمان، والإيمان هو أمر مهم جدًا، وهو لا يعني فقط أن تعترف بوجود الله، الإيمان أيضًا أن تثق فيه وأن تجعله موضوع اهتمامك الأوّل. الإيمان الكتابي هو أكثر من اقتناع ذهني بحقيقة وجود الله، هو تكريس الحياة لله، لأنّك انجذبت الى الله الذي استحوذ على كلّ اهتمامك. ونؤمن مأخوذة من تثنية 6: 4 تحبّ الربّ أولاً أكثر من أي شيء آخر. نؤمن بالجمع وليس كأفراد. وبولس لخّص الإيمان عندما قال الإيمان العامل بالمحبّة. هل أنت مؤمن حقيقي.
نؤمن بإله واحد: أي لا إله إلا هو في هذا الكون. ولا يوجد إله سواه. هو أحد ولكن وحدته جامعة كما يكشف لنا الكتاب المقدس.
-نؤمن بإله واحد آب ضابط الكل: قادر على كل شيء. خالق السماء والأرض، كل ما يري وما لا يرى. فالله كما كشفه لنا الرب يسوع المسيح، كشفه هو أب، وأب قادر على كل شيء، هو الخالق المبدع الذي لا يعسر عليه أمر. تك 1: 1، عب 11: 3.
الله خلقك، شاء لك أن توجد، الجمال ليس أن تعرف الله بل أنّه هو يعرفك. أنت ثمين في عينيه، أنت عمل يديه. هل تعرف قيمتك أنّ الله خلقك، أنت لست صدفة في هذا الكون، يوجد رسالة لك، دعوة، مأموريّة الله لك في هذا العالم، الله لديه قصد من وجودك.
ثم كانت هناك ترنيمة عن الله الآب بعد الجزء الأول من العظة.
-ونؤمن بربٍّ واحد يسوع المسيح: رومية 9: 5 لنا ربّ واحد هو يسوع المسيح.
-ابن الله الوحيد، ابن الله الفريد من نوعه يوحنا 3: 16. الآب له ابن وحيد هو الربّ يسوع المسيح. ومن يُكرم الابن يُكرم الآب الذي أرسله.
-المولود من الآب قبل كلّ الدهور: والمولود تأتي من1 يوحنا 5: 18 هو اسم مفعول ليس له زمن، هذه حالة دائمة. المسيح مولود من الآب قبل كل الدهور. هذه فوق الزمن، نسمّيها ولادة روحيّة، ليست ولادة جسديّة ولا ولادة مكانيّة لأنّ الله يتعالى فوق الزمان ويتسامى فوق المكان. هذه الولادة نسمّيها ولادة دائمة لأنّها أزليّة أبديّة. الابن دائمًا مولود من الآب، ويبقى فيه. الابن دائمًا في حضن الآب هكذا يقول لنا الكتاب المقدّس.
-نورٌ من نور: النور يلد الشعاع. الابن يولد من الآب. نقرأ في عبرانيين 1 عن يسوع هو بهاء مجده، هو ضياء الآب المجيد. وأفضل طريقة لفهم علاقة الآب والابن، بأن نفكِّر بالطبيعة، الله وضع الطبيعة بين أيدينا وترك بصمته فيها. يمكن أن نفهم الثالوث عندما نتأمّل بالطبيعة. فكِّر بدائرة الشمس، في هذا القؤص، كيف أن النار يولّد النور، يصدر النور منه وهذا التشبيه جميل لنفكّر أنّه عندما يوجد النار يوجد النور معه.
-إله حق من إله حق: المولود حامل طبيعة الوالد. الإنسان يلد إنسان، الحيوان يلد حيوان، الإنسان لا يلد طاولة، الإنسان يصنع طاولة، أما الإنسان يلد من طبيعته. عندما نقول الله الآب يلد ابن، الابن من طبيعته. إله حق يلد إله حق.
-مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر: إذا الآب أزلي، فالابن أزلي مثله. إذا الآب موجود في كل مكان، الابن موجود في كلّ مكان. لذا وحده القادر أن يقول أنا معكم كلّ الأيّام حتى انقضاء الدهر.
-الذي به كان كلُّ شيء: يوحنا 1: 3 كل شيء به كان...كولوسي 1: 16 فيه خُلِق الكلً... كل الكون، ما تراه وما لا تراه فيه قد خُلٍق. المسيح هو خلقك لتعيش فيه، لتكون فيه ولتكون معه، وليكون هو الهدف من وجودك. المسيح خلقك لتعيش له. هو الغاية من وجودك.
-الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا: لا تفكّر أنّ المسيح مات كشهيد، أو تفكّر أنّه جاء ليعمل مملكة مادية، أتى لكي يموت من أجلنا. ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليَخدم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين.
-نزل من السماء: إنّ المسيح لم يكن إنسان وأصبح إلهًا. المسيح إله وتأنّس. كان في السماء ونزل إلينا. ليس أحد صعد الى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء.
-وتجسَّد من الروح القدس ومن مريم العذراء: الملاك قال لمريم "الروح القدس يحلّ عليك..."
-