القصيدة 20 من عشرون قصيدة حب وأغنية بائسة لبابلو نيرودا
ترجمة سناء رواشدة
صوت أحمد قطليش
هذه الليلة أقدر أن أكتب الأبيات الأكثر حزا حزناً.
كأن أكتب مثلا: "الليل مرصع بالنجوم
نجومٌ زرقاء ترتعش في الأفق".
ريح الليل يدور في السماء ويغني:
هذه الليلة باستطاعتي أن أكتب أكثر الأبيات حزناً.
أحببتها... وأحيانا هي أيضاً أحبتني.
في ليالِِ كهذه..طوقتها بين ذراعيّ..قبلتها..قبلتها كثيراً
تحت هذه السماء اللامتناهية..
أحبتني، وأحيانا انا أحببتها أيضا.
وكيف لا تُحَبُّ عيناها الواسعتين الثابتتان.
هذه الليلة باستطاعتي أن أكتب أكثر الأبيات حزناً.
أن أفكر بأنها لم تعد لديّ. أن أشعر بأنني قد فقدتها
أن أصغي إلى رعب الليل..الأعمق رعباً بغيابها
و الأشعار تسقط على الروح كسقوط الندى على العشب
ماذا يفيد حبي و لم يستطع الحفاظ عليها
الليلة مرصعة بالنجوم ..و هي ليست معي
وهذا كلُّ شيء.. ومن البعيد يغنّي أحدهم.. من البعيد
و روحي غير راضية بأني أضعتها
و حتى ما أُقربها ..تظل تبحث رؤياي عنها
يبحث قلبي عنها، وهي ليست معي..
و الليلة ذاتها تُبيّضُّ ذات الأشجار
و نحن، اللذَيْن كنّا وقتها، لم نعد كما كُنّا.
لم أعُدْ أُحبها، صحيحٌ، لكنْ كمْ أحببتها.
كان صوتي يبحث عن الريح كي يلامس سمعَها.
لِآخَرَ ستكون . لِآخَر. مثلما كانت من قبْل قبلاتي.
صوتها، جسدها المضيء. عيناها اللا منتهيات.
لم أعُد أُحبها، صحيح، لكنْ ربّما أحبها.
كم هو قصيرٌ الحب، وكم هو طويلٌ النسيان
لأنّي في ليالِِ كهذه..طوقتها بين ذراعيّ
روحي غير راضية بأني أضعتها
حتى و إن كان هذا هو الألم الأخير الذي تُلحقه بي،
وهذه هي آخر الأشعار التي أكتبها لها