"صدى الأنين"
يا من له تعنو الوجوه وتخشعُ * ولأمره كل الخلائقِ تخضعُ
أنا من علمت المذنب العاصي الذي * عظمت خطاياه فجاءك يُهرعُ
كم ساعة فرطت فيها مسرفاً * وأضعتُها في زائلٍ لا ينفعُ
كم بتُ ليلي كله متثاقلا * وذوو التقى حولي قيامٌ رُكعُ
كم زينت لي النفس سوء فعالها * فأطعتها ضعفا فبئس الطَـيِّعُ
كم أقرأ الايات لو نزلت على * شم الجبال رأيتَها تتصدعُ
مالي أُردد وعدها ووعيدها * ما رق قلبي أو جرى لي مدمعُ
يا حسرتا ! أعظ الأنامَ فليتَني * نفسي وعظتُ فوعظ نفسيَ أنفعُ
يارب حكمتك اقتضتني مذنباً * لأجيءَ بابك أستجيرُ وأضرعُ
فترى عُبيدَك تائباً مستغفراً * وأراك غفاراً لذنب يَفظُعُ
أ
نا إن عصيتُ فذاك مِن نقصي، ومَن * غير الأله له الكمال الأرفعُ ؟
لولا هداك ونفحةٌ عُلويةٌ * أودعتَها روحي لكان المصرعُ
يارب عبدك عند بابك واقفٌ * يدعوك دعوة من يخاف ويطمعُ
فإذا خشيتُ فقد عصيتُك جاهلاً * وإذا رجوتُ فإن عفوك أوسعُ
يارب إن أكُ في الحقوقِ مفرطاً * فلأنتَ أبصرُ بالقلوب وأسمعُ
بين الجوانحِ خافقٌ يهوى التُقى * ويضيق كُرهاً بالذنوبِ ويجزعُ
ويُحب ذكرك ، والقلوب إذا خلتْ * من ذكر ربي فهي بُورٌ بْلقَعُ
ولكم ذكرتُك خالياً فوجدتُني * والقلب في وجلٍ وعينيَ تدمعُ
هل لي رجاءٌ إنني ممن دعوا * يوماً إليك وقال : توبوا وارجعوا ؟!
ومشيتُ في ركب الهداةِ وإن أكن * وأبطئتُ في طلب الكمال ، وأسرعوا
حسبي أُحِـبُّهُمُ وأقفوا خَطْوَهم * ولكم أرى حُب الأكابر يَشفعُ
يارب مالي غير بابِك مفزعٌ * آوي إليه إذا يَعزُ المفزعُ
مالي سوى دمعي إليك وسيلةٌ * وضراعتي، ولمن سوالك سأضرعُ؟!
إن لم أقف في الباب راجيَ رحمةٍ * فلأيِّ بابٍِ غير بابك أقرعُ؟!
هذا أوان العفو ، فاعفوا تفضلاً * يامن له تعنو الوجوه وتخشعُ
من أشعار الدكتور يوسف الرضاوي
تسجيل وإلقاء معتصم الشامي