في الجنوب تمثل الضربات الاسرائيلية المتكررة تهديدًا يوميا للسكان يحول حياتهم اليومية إلى سلسلة ذعر وقلق لا ينتهيان، فالأحياء المدنية معرضة للتدمير. اصحاب المهن الحرة يتوقفون عن العمل فور بدء العمليات العسكرية، حيث يصبح البقاء على قيد الحياة اغلى بكثير من رغيف الخبز.  

الأطفال يسدّدون الفاتورة الأكبر لهذه الحرب و بدل الألعاب تصطدم  براءتهم بالمسيرات الطائرة، واصوات الانفجارات والصواريخ  التي تصم آذانهم الصغيرة رغم اختبائهم في منازلهم.  

في ظل هذا التوتر العسكري المتصاعد، يبذل المجتمع المدني والجمعيات والبلديات جهدًا هائلًا لتوفير بيئة آمنة فيركزون على جلسات نفسية تغطي القرى والبلدات المعرضة للضربات، كما تقول الاخصائية في علم النفس ضحى قشور عبر مونت كارلو الدولية. 

هذا السواد مشوب ببصيص أمل، فهناك من صمم على الحفاظ على  إيجابيته رغم قسوة المشهد والحياة مستمرة في الجنوب رغم أنف الحرب.  

رغم حركة النزوح الكثيفة بقي ستون الف مواطن جنوبي  في منازلهم فهم يفضلون معايشة القلق والخوف كل لحظة على النزوح و الاشتياق إلى مسقط الرأس كل يوم .