تناولت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 24 ديسمبر كانون الأول 2025الأزمات الإنسانية والعسكرية: لوفيغارو عن عيد الميلاد تحت القصف في أوكرانيا، ليبيراسيون عن معاناة غزة في الشتاء والحصار، لي زيكو عن النفط الفنزويلي وطموحات فرنسا البحرية، ولوموند عن تداعيات حرب دارفور على تشاد.
صحيفة لوفيقارو
عيد الميلاد الرابع في أوكرانيا: استنزاف بلا هدنة ولا أمل في السلام
مع حلول عيد الميلاد الرابع في زمن الحرب، لا يبدو أن أي هدنة تلوح في الأفق. فقد رفض بوتين اقتراح زيلينسكي، وأطلق مئات الطائرات المسيرة والصواريخ على ثلاث عشرة منطقة، بينها أوديسا التاريخية، مع التركيز على تدمير البنى التحتية للطاقة لاستنزاف السكان المدنيين
وتشير صحيفة لو فيغارو إلى أن تحقيق النصر العسكري يبدو بعيد المنال، في ظل شح الدعم الأميركي وعدم قدرة الأوروبيين على تعويض النقص.
كما أن المسار الدبلوماسي مسدود،خاصة و ان دعم ترامب لمطالب بوتين قد زاد من الضغط على كييف، و لفتت لوفيقار الى ان أي تنازل عن أراضي دونباس أو إجراء انتخابات تحت وطأة الهزيمة العسكرية قد يمنح موسكو فرصة للتلاعب بالرأي العام
وترى الصحيفة أن الشعب الأوكراني، رغم الإرهاق الجسدي والنفسي، يواصل المقاومة بشجاعة دفاعًا عن بلاده، مؤكدة أن أي استسلام قد يكون أخطر من أي تهديد خارجي مباشر
صحيفة ليبيراسيون
حصار غزة الشتوي: سياسة متعمدة تهدد حياة المدنيين
يجتمع البرد القارس والفيضانات مع قيود إسرائيلية صارمة على المساعدات، لتتحول معاناة المدنيين في غزة إلى مأساة مفتوحة.
الصحيقة أشارت إلى أن وفاة العشرات من الرضع والمحتاجين ليست مجرد نتيجة الطقس، بل تعكس إخفاقات سياسية متعمدة
فمنع إسرائيل دخول المساعدات بالقدر الكافي وفرض إجراءات تسجيل جديدة على المنظمات الإنسانية، وتهديد العشرات منها بالطرد، يُظهر أن البيروقراطية تُستعمل كأداة للضغط السياسي، على حساب حياة اكثر من مليون شخص بحاجة عاجلة للمأوى والغذاء والرعاية الصحية.
الصحيفة لفتت الى تحذيرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الكبرى من أن توقف نشاط هذه المؤسسات سيؤدي إلى إغلاق ثلث المستشفيات وحرمان آلاف الأطفال من التعليم والرعاية الصحية كاستراتيجية إسرائيلية جديدة لإعادة فرض السيطرة على غزة من خلال معاقبة المدنيين
وفي ظل هذه المعطيات،اعتبرت صحيفة لوموند أن مأساة غزة لم تعد مجرد كارثة طبيعية، بل اختبار صارخ للمجتمع الدولي، وكشف حقيقي عن استخدام السلطة السياسية للمساعدات الإنسانية كأداة حرب
صحيفة لي زيكو
كيف تخطط فرنسا للعودة إلى سباق عمالقة البحار بحاملة طائراتها الجديدة؟
تستعد فرنسا لإعادة تأكيد مكانتها البحرية مع حاملتها الجديدة بونغ المتوقع دخولها الخدمة عام 2036، بعد سنوات من التراجع منذ دخول «شارل ديغول» الخدمة.
وهذا المشروع بحسب صحيفة لي زيكو يرمز إلى قوة فرنسا الصناعية والتقنية وقدرتها على حماية مصالحها الاستراتيجية وملاحة البحار العالمية
وتوضح لي زيكو أن السباق الدولي تغير بشكل كبير: الولايات المتحدة تتصدر بـ 11 حاملة نووية، بينما الصين تتسارع نحو ست حاملات بحلول 2035. كما تعمل دول أخرى مثل الهند وإيطاليا وإسبانيا وتركيا على تعزيز قدراتها البحرية.
فرنسا اليوم تملك حاملة طائرات واحدة، متقدمة تقنيًا لكنها أصغر من العملاق الأميركي تهدف من خلالها إلى سد الفجوة وإعادة التأكيد على نفوذ باريس الدولي
وتشير الصحيفة إلى أن حاملة الطائرات الجديدة بونغ ليست مجرد أداة عسكرية، بل تحمل رسالة سياسية تؤكد رغبة فرنسا في المنافسة مع القوى الكبرى وحماية مصالحها في محيطات متوترة استراتيجيًا.
صحيفة لي زيكو
النفط الفنزويلي بين الأزمة الداخلية والطموحات الدولية
على الرغم من امتلاك فنزويلا أكبر احتياطي نفط عالمي إلا أن، صناعتها النفطية تتخبط في أزمة مستمرة. فالإنتاج انهار إلى أقل من مليون برميل يوميًا، والبنية التحتية متداعية، بينما تقلص دور الشركات الخاصة بفعل العقوبات الامريكية
في المقابل، يواصل النفط الفنزويلي إثارة طموحات القوى الدولية. واشنطن تستغل العقوبات والتوترات التجارية للضغط على النظام وتوجيه الإنتاج نحو مصالحها، مستهدفة السيطرة على السوق وتقويض النفوذ الصيني، الذي أصبح المستورد الأكبر للخام الفنزويلي.
وتشير الصحيفة إلى أن النفط لم يعد مجرد مورد اقتصادي، بل أداة جيوستراتيجية تُستخدم في لعبة النفوذ الدولي، على حساب الشعب المحلي الذي يعيش الفقر وانهيار الخدمات الأساسية
هذا يبرز تناقضًا واضحًا بحسب صحيفة لي زيكو ثروات هائلة محاصرة بأزمات سياسية وعقوبات دولية تُحوَّل إلى قوة ضغط خارجي أكثر من كونها مصدر رفاهية وطنية
صحيفة لوموند
تشاد على شفا انتشار صراع دارفور: تحديات أمنية وإثنية متصاعدة
تواجه تشاد خطر انتقال تداعيات حرب دارفور إلى أراضيها، مع تصاعد العنف في شمال السودان، خصوصًا بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.
فمنذ عام 2003، تتحمّل البلاد أعباء الصراع السوداني عبر تدفق أكثر من مليون لاجئ، إضافة إلى عبور السلاح والمقاتلين عبر الحدود
و اشارت الصحيفة إلى ان التوترات الإثنية تزيد المخاوف، إذ تشكّل قبيلة الزغاوة العمود الفقري للجيش التشادي، بينما تعتمد قوات الدعم السريع على مقاتلين من جماعات عربية، ما قد يؤدي إلى امتداد النزاع داخل تشاد، خاصة مع تقارير عن مشاركة مقاتلين تشاديين في القتال بدارفور
فضلاً عن ذلك، تشير صحيفة لوموند إلى اتهامات موجهة للسلطات التشادية بدعم قوات الدعم السريع، مدفوعة بتحالفات إقليمية ومصالح داخلية، في رهان محفوف بالمخاطر على الأمن الحدودي.
كما ترى الصحيفة أن انسحاب فرنسا من تشاد ساهم في تراجع أدوات الردع، مما يرفع احتمالات زعزعة الاستقرار