تناولت المجلات الفرنسية في الأسبوع الأخير من شهر اوت /اب 2025 عدة مواضيع من أبرزها بداية المنافسة بين بعض الوجوه من الوسط الفرنسي لخلافة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ومقال عن ارتفاع المديونية في فرنسا وتأثيرها على الاقتصاد بالإضافة الى مقابلة مع جوزي بوريل مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية السابق.
مجلة لوبوان: الكارثة الاقتصادية الوشيكة...
تناولت مجلة لوبوان عدة مقالات حول الشأن السياسي الداخلي الفرنسي وركزت في مقال على الوضع الاقتصادي للبلاد حيث ترى المجلة ان فرنسا على شفا الانهيار، فبدون انتعاش اقتصادي، ستكون الفاتورة باهظة.
فالدين العام بات مرتفعا، وقد كرر رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا بايرو، بكل الطرق الممكنة، أن الدين العام الفرنسي يُشكل خطرًا داهمًا. وقد ذكر في خطابه في 25 أغسطس/آب، بأن الاعباء تتزايد بالفعل بمقدار 12 مليون يورو إضافية "في كل ساعة، وفي كل يوم، وفي كل ليلة".
ونقلت المجلة عن كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي، أوليفييه بلانشارد، المُصنف على أنه يساري التوجه "ان استقرار الدين العام نسبةً إلى الناتج المحلي الإجمالي يتطلب إيجاد حوالي 150 مليار يورو، من خلال الجمع بين خفض الإنفاق وزيادة الإيرادات".
واوضحت مجلة لبوان انه منذ حل البرلمان، انخفض أداء أسهم شركات CAC40 بشكل ملحوظ مقارنةً بنظيراتها الإيطالية والإسبانية. والأمور لا تبدو في طريقها للتحسن. يعتقد الخبير الاقتصادي إريك دور، الأستاذ في معهد الدراسات الاقتصادية والاجتماعية (ISEG)، أن "الفرنسيين بحاجة إلى تفسير أفضل لخطورة الوضع".
لكن النقاش مُعطّل برسائل صادرة من أقصى اليمين واليسار، إذ يدّعون زورًا وجود حلول سهلة للخروج من المأزق المديونية.
مجلة ماريان: صراعٌ بين وجوه الوسط الفرنسي لخلافة ماكرون
تقول مجلة ماريان ان بعض السياسيين من الوسط الفرنسي على غرار غابريال اتال وادوارد فيليب وجيرارد دارمانان باتوا جميعهم يحلمون بخلافة إيمانويل ماكرون، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2027، وهم يعملون جاهدين للتخلص من الصورة النمطية حول ارتباطهم بالرئيس ماكرون.
فلا يزال أغابريال تال تضيف مجلة ماريان، الذي لا يزال يتمتع بمرونة أيديولوجية كعادته، عازمًا على المنافسة في مساحة "اليسار الوسط التقدمي"، مرسلًا في الوقت نفسه إشارات إلى الناخبين الماكرونيين، اما جيرالد دارمانان فهو يحلم بأن يكون ممثلا للديغولية الاجتماعية" لا تزال غامضة نوعًا ما، في حين إدوارد فيليب، فيصقل شخصيته كشخصية صارمة، واعدًا بالنظام، في الحسابات العامة والشوارع.
في الواقع توضح مجلة ماريان، ان هذه المواقف تسويقية أكثر منها سياسية، والحقيقية، حتى لو حاولوا إخفاءها نظرًا لتراجع شعبية الرئيس، فإن جميع هؤلاء المرشحين الرئاسيين المفترضين يتماشون مع الماكرونية والتوجهات الرئيسية التي اتخذتها فرنسا منذ عام 2017.
مجلة لوبس اجرت مقابلة مع جوزيف بوريل مسؤول السياسة الخارجية السابق بالاتحاد الأوروبي، وجاءت بعنوان: "لقد طال نومنا تحت المظلة الأمريكية".
يُحلل الممثل الأعلى السابق للاتحاد الأوروبي لمجلة لوبس استراتيجية الدول السبع والعشرين، التي تتمسك بوصاية الرئيس الامريكي دونالد ترامب على أمل التأثير على المفاوضات بشأن أوكرانيا.
فيقول جوزيب بوريل إن دونالد ترامب ليس محايدًا، ويجب ألا يقلّل من شأن الخطر الأيديولوجي الذي يُمثّله على أوروبا التي تجد نفسها في حالة ضعف خارجي كبير وخطر داخلي كبير. فانتظار مغادرته البيت الأبيض لن يكون كافيًا، كما ستُجرى ثلاث انتخابات حاسمة عام 2027 في فرنسا وإسبانيا.
واضاف جوزيف بوريل مسؤول السياسة الخارجية السابق بالاتحاد الأوروبي، ان نائب الرئيس الأمريكي، جيه. دي. فانس، سعى مؤخرًا إلى التودد إلى أحزاب اليمين المتطرف الرئيسية في القارة الاوروبية، وهم سياسيون مقربون من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يسعون إلى الإطاحة بالنظام السياسي الليبرالي في أوروبا، وسيبذلون قصارى جهدهم لتقويضه من الداخل
وبخصوص الحرب في غزة اوضح جوزيف بوريل ان موقف أوروبا تجاه غزة شوّه سمعتها عالميًا، فحتى الآن، لم توزع الدول الاوروبية سوى القنابل على جهة والضمادات على جهة أخرى، والعالم لاحظ هذه اللعبة المزدوجة والنقص المريع في التعاطف مع معاناة الفلسطينيين.
كما ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الممثلة السامية الحالية للاتحاد الأوروبي والحكومة الإسرائيلية بشأن المساعدات الإنسانية هو خدعة سمحت للدول الأعضاء قبول هذا المزيج من السذاجة والنفاق، وعدم اتخاذ أي قرار بشأن فرض عقوبات على اسرائيل.
مجلة لكسبريس: الدفاع، الطاقة النووية... في بولندا، لماذا يُقلق وصول رئيس مؤيد لترامب قصر الإليزيه؟
افادت مجلة لكسبريس ان في الأول من يونيو الماضي، فاز Karol Nawrocki كارول ناوروكي، المؤيد للسيادة، بالانتخابات الرئاسية البولندية. بالنسبة لمعسكر دونالد توسك المؤيد لأوروبا، كان الفوز بطعم المرارة.
واوضحت المجلة انه على الصعيد الدولي، ورغم صلاحياته المحدودة، قد يكون الرئيس البولندي الناقد للتكامل الأوروبي، شريكًا صعبًا، إذ يركّز كارول ناوروكي، بشكل أساسي على بناء علاقات وثيقة مع البيت الأبيض.
ففي أوائل مايو، عندما كان مرشحًا فقط، استقبله الرئيس الامريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي. وبعد بضعة أيام، أشادت به وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، علنًا خلال زيارة لبولندا. وصرح دونالد ترامب بحماس على احدى المنصات بانه سيكون رئيسًا عظيمًا". في المقابل، دعا الرئيس الفرنس يإيمانويل ماكرون، في معرض تهنئته، ناوروكي إلى "بناء أوروبا تحترم سيادة القانون".
وكان هذا تلميحًا مباشرًا تقول المجلة إلى تآكل استقلالية القضاء البولندي خلال ثماني سنوات من هيمنة حزب القانون والعدالة المحافظ، والداعم الرئيسي لناوروكي. ولم تمر هذه الرسالة مرور الكرام، حيث أكد أحد النواب البولنديين عن حزب القانون والعدالة، ان هذه الرسالة لن تساعد على خلق جو إيجابي و"على قصر الإليزيه أن يُبرز التاريخ المشترك.