من غزة إلى سوريا مرورا في لبنان ما تزال الحرب في الشرق الأوسط موضوعا ساخنا في الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء 18/12/2024.
العرب اللندنية: كثرة اللاعبين تحرق الشرق الأوسط
الأمر يتعدى فكرة إن كنت تدعم النظام أو المعارضة الفكرة تكمن في أن كل السيناريوهات الهوليودية في الشرق الأوسط ليست من صنْع أهالي المنطقة؛ لا النص من كتابتهم ولا الإخراج وليد رؤيتهم ترى الكاتبة ربى عياش في مقالها الذي تؤكد فيه أن مقولة كثرة الطباخين تحرق الطبخة تنطبق على الدول أيضا
تنوه الكاتبة إلى أنها لا تدعم نظاما معينا وأنه من المهم كسر القيود وتحرير الشعوب لذاتها لكن الحذر ضروري في الطريق إلى التحرر كي لا يتم الوقوع في جحيم أشد ظلمة
تصف الكاتبة ما حدث مؤخرًا بأنه قطع لأذرع الأخطبوط الإيراني في المنطقة بأياد إسرائيلية – أميركية وتتسائل إذا ما كان ذلك حدث ذلك مقابل تحرير الإنسان وإذا ما كانت هيئة تحرير الشام تفهم معنى الحرية والديمقراطية والإنسانية والتعددية واحترام الاختلاف؟
منطقة الشرق الأوسط لم تأخذ فرصتها تاريخيًا في تحديد مصيرها وعيش تجربتها الخاصة في إيجاد مشروعها الوطني الخاص بها، ولطالما كانت هناك أطراف خارجية تتحكم بظل غياب مفهوم الانتماء الوطني وتعريف واضح للدولة والحريات والقيم المشتركة، واستشراء الفساد كل ذلك زج بالشرق الأوسط في جحيم دائم
تستشهد الكاتبة بما قاله أينشتاين يومًا إن الإله لا يلعب النرد وتقول إن الولايات المتحدة لا تلعب النرد بل تفرض نظامًا عالميًا قائمًا على بصيرة قطب واحد.
القدس العربي: اغتيال الألف باء جيم
يشرح الدكتور صبري صيدم كيف اغتالت الحرب الإسرائيلية في غزة مقومات الحياة فلا البشر ولا الشجر ولا الحجر باتوا بمأمن من القصف والنيران المتواصلة في غزة وقد امتدت حمم الحرب لتطال كامل مقومات البنى التحتية، والغذاء، والدواء، والخيام، والقائمة تطول مما تمنعه إسرائيل وتحجبه عن الشعب الفلسطيني
المحظورات شملت وقفاً تاماً وقسرياً للعملية التعليمية، بصورة يحاول معها الاحتلال وقف عجلة الحياة بكامل أركانها، وتجهيل الفلسطينيين الذين أدمنوا التعليم في مسعى واضح لإيذاء الشعب الفلسطيني وتجهيله وإعطاب عقول أبنائه
ويستشهد الكاتب بأرقام وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية حيث قتل نحو ثلاثة عشر ألف طالب وأصيب عشرون ألفا بجروح منذ بدء الحرب على قطاع غزة والضفة بينما سقط فيهما نحو ست مئة معلم وإداري
في غزة تعرضت للقصف أو للتخريب أربع مئة وخمسة وعشرون مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة للوزارة، وخمسة وستون تابعة لوكالة أونروا كما تعرضت للاقتحام والتخريب في الضفة الغربية المحتلة مئة وتسع مدارس وسبع جامعات
يتابع الكاتب بأن نحو ثماني مئة ألف طالب في غزة محرومون من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء الحرب، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفاً صحية صعبة
وعلى الرغم من هذا وذاك، إلا أن مبادرات عدة خرجت إلى النور ممهورة بشغف الفلسطيني وقناعته بأن التعليم خبزه لمواصلة المسيرة أمام الذي اغتال الألف باء جيم.
الشرق الأوسط: لبنان والمسألة الثقافيّة قبل نكبة حزب الله وبعدها
ينتقد حازم صاغية الرقابة غير منتخبة والتي لا تملك صفة رسميّة وتستخدم مَسطرة الماركسيّة – اللينينيّة لتحديد من هم أعداء الشعب
وفي السياق المفعم بالترميز هذا، استُهدف بالتشهير أحد أهمّ روائيّي لبنان، أمين معلوف، وأحد أهمّ سينمائيّيه، زياد دويري، وأحد أهمّ مسرحيّيه، وجدي معوّض، وكثيرون غيرهم.
وكان يُرفع في وجوه المُشهَّر بهم «القانون» في أشدّ تأويلاته ضيقاً وسلطويّة في ظلّ استيلاء حزب على الدولة وعلى تأويل القانون
والرقباء هؤلاء لو امتلكوا حساسيّة ثقافيّة لراعَهم مشهد الحشود التي يجمعها لون واحد، وتهتف بصوت واحد، معلنةً استعدادها للموت فداء لقائد معبود واحد
مع حالة ملئ للرؤوس بأفكار غاية في الرجعيّة والخرافيّة والعداء لكلّ إصلاح وتحرّر ثقافيّين
والحال أنّ مناهَضة الثقافة، في حالتها اللبنانيّة، تغلّب ركيزتين نقع عليهما في سائر أشكال مناهَضة الثقافة:
أوّلاً، العداء للحرّيّة، وهو في لبنان يفضي إلى العداء للبنان نفسه الذي يفقد كلّ معناه من دونها. فقضيّة الحرّيّة، أقلّه في البيئة الثقافيّة اللبنانيّة، يُفترض أن تفوق أيّة قضيّة أخرى أهميّة ونبلاً
وثانياً، إطلاقيّة العداوة التي يُغني التشبّع بها عن الاهتمام بالجهد الثقافيّ وليس هناك ما يلخّص هذه النظرة المريضة إلى العالم وأشيائه كتعبير ثقافة المقاومة
إنّ كسر هذا التسلّط الثقافيّ اللاثقافيّ، يستحقّ النظر إليه كجزء حميم من كسر تسلّط السلاح