عناوين النشرة العلمية :
- جوائز "أوسكار العلوم" Breakthrough Prize نالها مكتشفو خبايا مرض التصلّب اللويحي المتعدّد ومطوّر تقنيات جديدة للعلاج الجيني
- مختلف الأنهر الأوروبية ملوّثة بلدائن البلاستيك وصولا إلى نهر النيل
- تطبيق ARK يهدف إلى حماية الملكية الفكرية للفنانين ويتصدّى لسطو الذكاء الاصطناعي عليها
خلال الحفل الحادي عشر لتوزيع جوائز "أوسكار العلوم" Breakthrough Prize في لوس أنجلس، كّرم من بضع أيّام طبيب الأعصاب الأمريكي Stephen Hauser وخبير الأوبئة الإيطالي Alberto Ascherio عن أبحاثهما في شأن مرض التصلب اللويحي المتعدد، بعدما تمكّنا من توسيع المعرفة بهذا المرض المسبّب لاضطرابات حركية وإدراكية معوقة ووفّرا معطيات جديدة عنه، إذ أضاء أحدهما على المقاومة المناعية له، فاتحا الطريق أمام علاجات، فيما بيّن الآخر ارتباط المرض بفيروس Epstein-Barr من خلال نظرية ثبتت صحّتها لاحقا.
إنّ إصابة الإنسان بهذا الفيروس تعتبر شرطا ضروريا لحدوث المرض لكنها لا تفسر وحدها ظهوره إنمّا اكتشاف Alberto Ascherio ارتباط التصلّب اللويحي بفيروس Epstein-Barr أحيى الآمال في ابتكار أدوية جديدة للوقاية ولمعالجة هذا المرض الذي تبقى الأدوية المُبطّئة لتقدمه غير فاعلة لدى جميع المصابين.
ومن بين الفائزين بجائزة "أوسكار العلوم" Breakthrough Prize لعام 2025، لا بدّ لنا أن نذكر أيضا عالم الأحياء الجزيئية الأميركي David Liu، لمساهمته الأساسية في التقدّم الكبير الذي يشهده مجال العلاج الجيني. ابتكر David Liu تقنيتين إحداهما حسّنت بالفعل حياة المرضى الذين يعانون أمراضا وراثية خطيرة، والأخرى تشكّل تطورا كبيرا في مجال تحرير الجينوم. إنّ تقنيتا "التحرير الأساسي" و"التحرير الأولي" للجينوم، لهما تطبيقات محتملة عدة في الطب وكذلك في الزراعة، على سبيل المثال لتطوير محاصيل بقيمة غذائية أعلى أو ذات قدرة أكبر على تحمّل العوامل المناخية.
وفيما تهدف معظم العلاجات الجينية التقليدية إلى تعطيل الجينات المسببة للأمراض عبر تقنية المقص الجزيئي " Crispr-Cas9 " الثورية التي حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2020، فإن تقنية "التحرير الأساسي" التي هي نسخة معدلة من "كاس9" يمكنها أن تصلح بشكل مباشر نحو ثلث التحورات الجينية.
تشكل تقنية "التحرير الأساسي" محور 14 تجربة سريرية على الأقل، أتاحت إحداها معالجة مرضى يعانون من عوز alpha-1-antitrypsine (DAAT)، وهو مرض وراثي نادر يؤثر على الكبد والرئتين.
ومع أن تقنية "التحرير الأساسي" واعدة، فإنها لن تكون قادرة على علاج سوى نحو 30 في المئة من نحو 100 ألف متحورة تُسبب أمراضا وراثية. هذه التقنية هي غير مفيدة مثلا في حال وجود حرف مفقود أو إضافي ضمن تسلسل الحمض النووي.
بهدف معالجة هذه العيوب، أعلن فريق ديفيد ليو عام 2019 عن تقنية "التحرير الأولي"، وهي طريقة قادرة على استبدال تسلسلات الحمض النووي بأكملها.
ويمكن استخدامها خصوصا لعلاج التليف الكيسي، وهو مرض وراثي يؤدي إلى تدهور الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.
ما هي الأنهر الأوروبية التسعة الملوّثة بلدائن البلاستيك ؟
بعدما خضعت تسعة أنهر رئيسية في القارة الأوروبية إلى دراسة واسعة ضمن مهمّة " Tara Microplastiques " التي ضمّت 40 كيميائيا وعالم أحياء وفيزيائيا من 19 مختبر أبحاث، تبيّن أن التلوّث البلاستيكي موجود في كافّة الأنهر الأوروبية التسعة كما جاء في الدراسة المنشورة في مجلة علوم البيئة وأبحاث التلوّث "Environmental Science and Pollution Research".
الأنهر الأوروبية التي شملتها الأبحاث والتي اتّضح أنّها ملوثة "بدموع حورية البحر" أي أنّها ملوّثة إمّا بلدائن بلاستيك أصغر من حبّة الأرز وإمّا بلدائن لا ترى بالعين المجرّدة هي نهر Elbe في ألمانيا ونهر Ebre في إسبانيا، ونهر Tamise في إنكلترا ونهر Tibre في إيطاليا وخمسة أنهر فرنسية هي Garonne, la Loire, le Rhône, le Rhin, la Seine.
وذكر العلماء أنّ التلوث البلاستيكي "المقلق" الذي رُصد في الأنهر الأوروبية التسعة المذكورة هو في المتوسط "ثلاثة جسيمات بلاستيكية دقيقة لكل متر مكعّب من الماء".
من المؤكّد أن هذا الرقم بعيد عن نسبة التلوّث اللاحقة بالأنهر العشرة الأكثر تلوثا في العالم وهي النيل والنهر الأصفر، و Yang Tse، و Mékong ، والغانج، والنيجر، والهندوس و Amour و Perle و Hai He.
في كلّ متر مكعّب من ماء تلك الأنهر العشرة يصل معدّل التلوّث البلاستيكي إلى 40 جسيم دقيق.
بفضل التقدّم في أساليب التحليل التي اعتُمدت خلال الدراسة، اكتشف العلماء أمرا جديدا فاجأهم، وهو أنّ كميات الجزيئات البلاستيكية الصغيرة، أي تلك التي لا نستطيع رؤيتها بالعين المجردة، كانت أكبر من تلك التي نستطيع رؤيتها.
تطفو وتتجمّع المواد البلاستيكية الدقيقة الكبيرة على السطح، بينما تتوزّع المواد البلاستيكية غير المرئية في مختلف أنحاء عمود الماء وتبتلعها حيوانات وكائنات حية كثيرة. أما مصدر ربع المواد البلاستيكية الدقيقة التي عُثر عليها في الأنهر الأوروبية فهي غير متأتّية من نفايات، بل من مواد بلاستيكية أوّلية قادمة من القطاع الصناعي. من بين هذه المواد ألياف نسيجية صناعية ناتجة عن الغسيل، وجزيئات دقيقة تخرج من إطارات السيارات.
حماية الملكية الفكرية من براثن الذكاء الاصطناعي وسطوته عليها
بهدف تمكين الكتّاب والفنانين وغيرهم من امتلاك ابتكاراتهم البشرية وحمايتها بعدما بات الذكاء الاصطناعي يهدّد المجالات الإبداعية، سيبصر النور في صيف 2025 تطبيق ARK الذي طوّره كاتب السيناريو Ed Bennett-Coles وكاتب الأغاني Jamie Hartman.
يرمي تطبيق ARK تسجيل ملكية الأفكار والعمل، من الفكرة الأولية إلى المنتج النهائي. ويُمكن للمتعاونين في الإنتاج الفنّي تسجيل مساهماتهم الخاصة طوال فترة العملية الابتكارية.
https://myarkapp.com/
يتضمّن تطبيق ARK خصائص عدّة من بينها اتفاقات عدم الإفصاح، والتحقق القائم على تقنية بلوكتشاين، وإجراءات أمان بيومترية تؤكّد أنّ الملف ملك للفنان الذي حمّله.
بحسب مبتكري تطبيق ARK، إنّ الذكاء الاصطناعي يُقلّل من قيمة العملية الإبداعية، التي يأملان بأن تترسّخ أهميتها بفضل تطبيق ARK.
لذلك قرّرا أن يكون التطبيق قائما على تقنية بلوكتشين، أي تخزين البيانات في سجلّ رقمي لامركزي لمنح المبتكر استقلالية وسيادة على ملكيته الفكرية والتحكّم في مصير حقوق الطباعة والنشر لناحية طريقة إثباتها.