برنامج الصحة المستدامة يستضيف ملف جديد نفتحه مع د. غسان نكد، الاختصاصي في أمراض القلب التداخلية في مستشفى ميدكير في دبي، لفتح ملف: هل سيغير الذكاء الاصطناعي العلاقة بين المريض و الطبيب؟
دراسة طبية جديدة تقول إنّ فحصاً جديداً يعتمد على الذكاء الاصطناعي قد يحدث ثورة في تشخيص أمراض القلب
قامت دراسة حديثة أجريت في جامعة "ملبورن" الأسترالية، لأول مرة، بدمج مسح شبكية العين المدعوم بالذكاء الاصطناعي في عيادات الطب العام، بهدف تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى المرضى.
هذا وأظهرت النتائج، أنّ هذه التقنية السريعة وغير الجراحية يمكن أن تكون وسيلة فعالة للكشف المبكر عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وشملت هذه الدراسة التي اشرفت عليها الباحثة ويني هو، 361 مريضًا تراوحت أعمارهم بين 45 و70 عامًا، خضعوا سابقا لتقييم مخاطر أمراض القلب باستخدام الفحوصات التقليدية، وخضع المرضى لمسح شبكية العين باستخدام كاميرا متخصصة، تعتمد على تحليل الذكاء الاصطناعي للأوعية الدموية ومن ثم إصدار تقرير فوري عن المخاطر المحتملة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
هذا و قارن الباحثون نتائج المسح الشبكي بمخطط منظمة الصحة العالمية لتقييم مخاطر القلب، والذي يعتمد على عوامل مثل العمر والتدخين وضغط الدم ومرض السكري ومستويات الكوليسترول.
وتبيّن أنّ نتائج مسح شبكية العين المدعوم بالذكاء الاصطناعي تطابقت مع تقييم مخطط منظمة الصحة العالمية لمخاطر أمراض القلب في 67.4% من الحالات،
وبلغت نسبة نجاح التصوير 93.9%، ما يدل على إمكانية تصنيف معظم المرضى بناء على الفحص البصري فقط، و عبّر 92.5% من المرضى و87.5% من الأطباء العامّين عن رضاهم عن هذه التقنية وإمكانية استخدامها في المستقبل.
وأكّد الدكتور مالكولم كلارك، أحد الأطباء المشاركين في الدراسة، أنّ هذه التقنية يمكن أن تزيد من عدد المرضى الذين يخضعون لتقييم مخاطر أمراض القلب.
وأضاف بأنّه يمكن أن يكون مسح شبكية العين أداة فرز مبكر تنبه الأطباء إلى المرضى الذين قد يحتاجون إلى مزيد من الفحوصات، وربما يصبح جزءا من الفحوصات الصحية الدورية .
وأخيرا أشار الباحثون إلى أنّ دمج هذه التقنية في العيادات يمكن أن يعزز الرعاية الصحية الوقائية، خاصة في المناطق النائية و انه يمكن أن توفر فحوصات العين المدعومة بالذكاء الاصطناعي رؤى حول صحة الدماغ و الكلى، ما يجعلها أداة متعددة الاستخدامات في الرعاية الصحية المستقبلية.