في قلب العراق البلد الذي أنجب الفراهيدي والمتنبي والسياب، تتصاعد اليوم معركة بين الإسفاف والذوق، فبين ليلة وضحاها، باتت منصات التواصل الاجتماعي ساحة لظهور ما يعرف بالمحتوى الهابط، محتوى متخم بالصراخ والرقص والتهريج والشتائم، كل ذلك من أجل اللايك والمشاهدة والترند.
ياسر الطائي ناشط مدني:
ارى ان مثل هذه المحتويات لا تليق بالعراق بشكل عام ومدينة الموصل بشكل خاص،لكن في ذات الوقت يجب التفريق بين من يقدم محتوى هابط واخر جيد،لكننا بالمجمل نختلف مع من يقدم محتوى هابط
هنا في مدينة الموصل شمالي العراقي شنت القوات الأمنية حملة اعتقالات واسعة طالت تسعة اشخاص بتهمة المحتوى الهابط، اللافت أن هذه الإجراءات رافقها دعمٌ شعبيٌ واسع، حيث عبر كثيرون عن ارتياحهم لتحرك الحكومة أخيرًا، معتبرين أن هذه خطوة لحماية النسيج الثقافي والاجتماعي العراقي
حسن المعماري مواطن موصلي:
نحن ضد هذه الفئة التي دمرت المجتمع،نحن نؤيد جهاز الأمن الوطني ونحثهم على شن المزيد من الحملات ضد هذه الفئة التي دمرت اطفالنا وشبابنا ونساءنا،هؤلاء دخلاء على المجتمع ويجب مكافحتهم.
وبحسب صحافيين مستقلين فإن الإعلام التقليدي يتحمل الكثير من المسؤولية، فبعض القنوات العراقية أسهمت في إبراز نجوم المحتوى الهابط ، فيما كانت محطات أخرى أكثر وعيًا، وسخرت منصاتها للتحذير من هذا التيار.
محمود الجماس صحفي عراقي تحدث لمونت كارلو الدولية عن دور القنوات الفضائية التي وضفت صُناع المحتوى الهابط كمقدمي برامج لديها وهم لايمتلكون من الثقافة شيء، في الوقت ذاته يعاني خريجوا الاعلام من عدم توفر فرص عمل في هذه المحطات كونها تولي اهتمامًا بصناع المحتوى الهابط.
ويضيف الاستاذ في جامعة الموصل علي أغوان قائلا:
هناك قمع لهذه الحريات،في دولنا التي تبحث عن ديمقراطية حقيقة،لكن هناك خصوصيات حيث لايمكن ان نعمم مفهوم الحرية المطبق في المانيا او فرنسا او الولايات المتحدة على مجتمع مثل المجتمع الموصلي الذي لديه خصوصيات اجتماعية ودينية وقضايا لايمكن السكوت عنها تحديدًا فيما يتعلق بالاسفاف والابتذال في طرح بعض الأفكار
لم يعد الأمر مجرد مزحة ثقيلة، بل ظاهرة تشظت في فضاء مفتوح، تخترق كل بيت، وتطال كل هاتف، ومايزال إنتاج هذا المحتوى يتزايد طلبًا للشهرة والمال، أو هربًا من واقع محبط