التصريحات اللافتة للرئيس ترامب في وصفه الشريك البريطاني بأنه مازال خارج الإطار المطلوب في مجال العلاقات التجارية يكون برأي مراقبين قد أربك النخب البريطانية التي لطالما عولت على تاريخية و خصوصية العلاقات بين البلدين، للجزم بأن هناك ما يمكن اعتباره ثابتا في هذه العلاقات أي هذا الاستثناء البريطاني في المنظور الأمريكي.
أندرو غريفيس باحث في العلاقات البريطانية الأمريكية:
ترامب كما تعلمون هو ملك المنحنيات و أعتقد أنه من العدل أن نقول إنه كثيرًا ما يخرج بأشياء لا يتوقعها الناس أو لا يستبقونها ولذا سيتعين علينا أن نكون مستعدين لذلك وأنت تعرف بعض المشكلات الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على علاقاتنا مع الولايات المتحدة، من قبيل رفع التعريفات الجمركية الأمر الذي كما تعرف قد يؤدي الى نوع من الحرب التجارية. هذا السلوك وإن حصل لا بد وأن كلفته ستكون عالية بالنسبة للجميع
في المقابل هناك من النخب البريطانية من يعتقد أن السبب وراء الحزم التجاري للرئيس ترامب أن الذي يحكم في بريطانيا هو حزب أشتراكي يحاول عبثا ايجاد توازن صعب بين الشريفين الأمريكي والأوروبي.
دانيال رونن كاتب و محلل سياسي:
لدينا الآن حكومة اشتراكية هنا في المملكة المتحدة، ولا نعرف بعد كيف ستسير الأمور وكيف ستكون العلاقات مع الشريك الأمريكي ولكن تاريخيا حتى عندما كانت لدينا أحزاب حاكمة مختلفة أيديولوجيًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كنا دوما نواصل المضي قدما بعلاقاتنا ذلك بالنظر الى ما يجمعنا من قيم مشتركة. لذا من السابق لأوانه أن نحسم في الأمر
وسأكون مندهشا للغاية إن أصبحت العلاقة عدائية ولكن سننتظر لنرى إن كانت جهود الحكومة ستثمر في التوصل الى اتفاق جديد للتجارة الحرة بين البلدين
ويبقى جانب مهم من نخب حزب المحافظين من يعتقد أن مواقف الرئيس ترامب أنما هي لخلق صدع في العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
دانيال كاوزنسكي نائب برلماني سابق من حزب المحافظين:
مهما يكن ما سيفعله الرئيس ترامب فيما يتعلق بمحاولة خلق صدع في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، كما قد يلمح اليه سؤالك .لا أعتقد أن هذه أولويتنا.. أولوية البريطانيين هي أن نقر بحجم الفرص التي تنتظرنا لتأمين اتفاقية تجارية أفضل مع أمريكا مقارنة بمنافسينا في الاتحاد الأوروبي
توني ترافرس أستاذ الشؤون الحكومية في كلية لندن للإقتصاد فيعتقد أن الصادرات البريطانية للولايات المتحدة ليست ذات أهمية كبيرة.
للملكة المتحدة هذه الميزة كونها قوة متوسطة الحجم لا تصدر الكثير من السلع المصنعة أوالمنتجة إلى أمريكا، لذا فإن تجارة بريطانيا تتركز في الغالب في الخدمات التي لا تخضع عموما للتعريفات الجمركية ومن ثمة فإن لدى بريطانيا مجالًا للمناورة بطريقة لا تنطبق على حالة الدول الأوروبية الكبيرة داخل الاتحاد الأوروبي
ويبقى الإحتراز من الشريك الأمريكي إنطباعا غير معهود لدى البريطانيين لسنا ندري إن كانت ستبدده الأيام القادمة .