في حال انك ما قرتش الأسبوع ده خبر أصابك بالحيرة، والتعجب والتساؤل والغضب، خليني احكيلك عن خبر عجيب قريناه هذا الأسبوع ومن كتر اعتيادنا على أخبار شبهه وعلى الرغم من عجائبيته ما تسببش في صدمة كبيرة في المجتمع.
الأسبوع الماضي حكمت محكمة في صعيد مصر بالسجن لمدة عام واحد، عام .. واحد. مع إيقاف التنفيذ، مع.. إيقاف.. التنفيذ، على زوج اتخانق مع مراته فضربها بطفاية حريق على راسها مما تسبب في قتلها.
الحكم الحقيقي من فرط غرابته يصح وضعه تحت بند هم يضحك وهم يبكي!
حاجة كده زي ما نكون بنقول للزوج: ولا يهمك يا راجل، خدت الشر وراحت. ولا كأن الضحية بني آدم، إنسان فقد حياته بدون ذنب، ولا كإن الزوج أنهى آلام وأحلام وأمومة وحق في الحياة لمخلوق يستحق القصاص له.
وبعد قرون من سطر المصطلح الشائن: جريمة شرف، واعتبارها مبرر يتيح لأي ذكر التخلص من أي ست في حيز قرابته لمجرد الشك ودون عقاب يماثل الجريمة. لأ ما شاء الله أضفنا إليه مصطلح جديد ومبرر نوفي وهو: جريمة غضب. عشان يسمح بمساحات جديدة من امتهان المراة ومعاملتها كشيء لا يستحق الوقوف عنده حتى لو قتل!
وأظن ان المستقبل هييجي بمصطلحات جديدة ومبررات أجدد فقط لتمرير فكرة إننا ما ينفعش يعني نضيع مستقبل راجل عشان قتل حيالله امرأة.
فهنلاقي مثلا جريمة الزهق: واحد زهق فقام رمى مراته من البلكونة. جريمة البرد: كان سقعان فقام ولع فيها. جريمة الحر: كان حران فنزل غرقها في الترعة. كلها مبررات منطقية، ما احنا لازم نعذر الراجل طبعا لإنه كائن حساس بيتضايق ولازم يفرغ ضيقه ده في حد، ويا حبذا لو كان الحد ده هو الست معدومة الإحساس والحقوق والقيمة.
الخبر كمان بتاع الزوج الغضبان لما اتنشر في المواقع الإخبارية وصف الجريمة بإن الزوج تخلص من زوجته، تخلص، مش قتل.
استمراءا للتعامل مع المرأة كشيء ”ديسبوزابل“، شيء يمكن التخلص منه وتعويضه بسهولة، زيها زي كوب ورقي أو شفاطة بلاستيك.
المثير للضحك والحزن قي نفس الوقت انه تم رصد أحكام لنفس المحكمة في قضايا تانية بتبين الفارق الشاسع بين الحكم لما تكون الضحية أنثى ولما يكون ذكر، اذ ان نفس المحكمة حكمت بالسجن ١٠ سنين على شقيقين ضربوا نجار بماسورة فمات. نفس الفعل تقريبا: غضبانين وسلاح الجريمة تصادف انه قدامهم. فحصل اللي حصل.
دول ياخدوا ١٠ سنين، والتاني سنة مع إيقاف التنفيذ، مع.. إيقاف.. التنفيذ. وتبرير الحكم كان ان المتهم استسمح القاضي انه يخرج يربي ولاده اللي مالهومش غيره دلوقتي. فتأثر القاضي، وحكم بإن الظروف تستدعي
خروج الزوج الغضوب لتربية أولاده، طبعا، واحنا هنلاقيلهم أب أحسن من كده؟
وزي ما حدف امهم بطفاية الحريق، فلنستعد لسماع أخبار انه حدف حد فيهم بإيد هون، أو بماسورة أو ربما بسكينة، وساعتها هنفكر نلتمس له العذر والا لأ على حسب جنس الضحية بنت والا ولد.
لو حدف بنته بسكينة فاستقرت في قلبها، ياللا، عليه العوض بسيطة، يخلف غيرها.
طب لو ولد؟ لأ هنا لينا وقفة بأه عشان الضحية ذكر مش أنثى، وليس الذكر كالأنثى .. والا إيه يا مجتمع؟