كانت مصر الدولة الأولى التي عرفت السينما وذلك بعد أن أرسلت دار لوميير الفرنسية في عام 1897 مبعوثاً ليقوم بتصوير شرائط سينمائية تضم مناظر ومشاهد من الإسكندرية والقاهرة والمناطق الأثرية. حيث قامت أول دار للسينما في الإسكندرية عام 1900 وشهد عام 1905 وجود ثلاث دور للعرض في القاهرة.
أول فيلم روائي طويل انجز في عام 1923 وكان بعنوان " في بلاد توت عنخ آمون" ويحكي قصة اكتشاف مقبرة الملك الفرعوني. أما نقطة التحول في صناعة السينما المصرية فكانت عام 1925 بإنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما.
لا شك أن صورة العرب والمسلمين في السينما العالمية كانت نمطية، بل وفيها افتراء كبير على شعوب بدأت من منطقتهم بواكير الحضارة الإنسانية وكانت مهداً لديانات يدين معظم العالم بها.
لعبت السينما المصرية دوراً مهماً في الحياة الثقافية المصرية والعربية وكان للإنتاج السينمائي في البدايات علاقة وثيقة مع الإنتاج الادبي حيث أثرى بعضهما بعضاً بجمالياته ومحتواه بالرغم من أن الأدب سبق السينما الا أنها نقلته بالصوت والصورة والأداء الى حياة الناس التي كانت تنتظر هذه الانتاجات على امتداد العالم العربي، لم تدم هذه العلاقة للأسف مع أن سبعين بالمئة من قائمة أهم مئة فيلم في تاريخ السينما العربية مأخوذين عن نصوص أدبية.
سيطر ما دعي بسينما المقاولات على المشهد ولحقت السينما ركب الخضوع للسلطة لتصبح أداة سياسية كغيرها من الأدوات سواء بشكل مباشر أو عن طريق نجومها.
السينما العربية في الدول الأخرى لم تحظ بفرص كالمصرية التي دعمتها الدولة وبقيت محاولتها خجولة..
السينما العربية المستقلة (البديلة)
تفوقت في لبنان وكان هدفها أن تكون مختبراً بصرياً لرواية الحكايات فتصبح أداة لإدانة الواقع السياسي وتكتب تاريخاً مضاداً للتاريخ الذي ترويه السلطة.
السينما؛ هناك من يراها مهرجان وسجادة حمراء وإطلالات ومجوهرات
وهناك من يراها أداة من أدوات التحرر..
نعود للجونة
كيف يكون لبهرجة السجادة الهوليودية وتداول مقاطعها بفجاجة علاقة بالإنسانية؟
أنه لأمر يدعو للغثيان، تسمية المهرجان السينمائي باسم يحتوي على كلمة (إنسانية) بينما غزة في الجوار تذبح وتدمر ويقتل أهلها بالآلاف المؤلفة. ربما لإراحة الضمائر المستترة عن موقف مصر السياسي تجاه غزة.