ما زال ... صباح الخير
ما زال العرب في بلادهم يعيشون بشكل لا ينم عن أي إحساس بفداحة وهول ما يجري في فلسطين!!!
ما زالوا لا يشعرون بالخطر المحدق بهم ويضعون رؤوسهم في حفر اللامبالاة بشكل مهين!!!
صباح الخير
ما زالت غزّة تنزف.
ما زال الدخان يعلو من مدارس لم تكن يومًا بيوتًا، لكنها أصبحت الملاذ الأخير لأرواحٍ منهكة، لحلمٍ بسيط بالحياة.
ما زالت الخيام تحترق، وتحترق معها دفاتر الأطفال، ثيابهم المعلّقة، لعبهم المكسورة، وذكرياتهم الصغيرة.
ما زال الموتُ يمرّ كل صباح، يطرق بابًا، أو لا يطرق، يدخل بصاروخ، أو بقذيفة مع انهيار سقفٍ فوق رؤوس ساكنيه.
تمر فصول المأساة أمام أعيننا الزائغة
وما برح صغار غزة يرتجفون برداً في الشتاء ويتصببون عرقاً في الصيف ويعتصرون ألما من التجويع!
ما زال الأطفال يُقتَلون في أحضان أمّهاتهم، وهم يتعلّقون بآيةٍ تحفظهم، أو بسطرٍ من نشيدٍ مدرسيٍّ علق في الذاكرة.
ما زالت الأجسادُ الصغيرة تُقطع، لن تمشي للمدرسة، بل إلى السماء، ذوبها صاروخ أميركي قبل أن تتعلّم كيف تُنادي ماما، بابا.
ما زالت الأمهاتُ والآباء الثكالى، يحملون صور أبنائهم في جيوب قلوبهم، ولا يجدون متّسعًا للدموع، لقد جفّ الدمع واستحال وجعًا مقيمًا في الضلوع.
(يا لقلبك المكلوم يا آلاء النجار، يا ألاء القطراوي، يا أسماء المغاري، يا كل أم وأب في غزة)
ما زال الألمُ مقيمًا في زوايا الروح من خذلان بحجم التاريخ
ما زالت الأرواح تهيم على وجهها، تبحث عن مكانٍ لا يُقصف، عن مأوى لا يُدَمّر، عن صدى كلمة حق يتردد صداها من آخر الدنيا، يقولها رجل ياباني واحد ما انفك يتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية منذ بداية الحرب.
ما زال العالمُ يراقب وهو في حالة عمى طوعي
ما زال الخرسُ سيدَ الموقف، والبيانات الباردة تُملى ثم تُنسى.
ما زالت الشاشات تمرّر الموت كخبرٍ عابر، ثم تنقلب إلى إعلانٍ مبتسم.
ما زال قلب غزة ينبض
ما زال في غزة من يرفض الاستسلام.
وما زالت هناك طفلة تمشي على النار لتنجو
ما زلنا ب ش ر س ف ل ة
حتى نقاوم الظلم
صباح الخير