غزة: المجاعة تهيمن على الوضع الإنساني ومساعدات قليلة تُقدّم مع عشرات القتلى من منتظريها يومياً، أما مفاوضات الدوحة فمستمرّة منذ ثلاثة أسابيع من دون أي نتيجة.
بدى يوم الأحد كأنه الإعلان الرسمي لاستشراء المجاعة بعدما أصبحت واقعا سائدا في قطاع غزة، إذ بلغ الجوع وسوء التغذية مستويات غير مسبوقة. وأكدت الأمم المتحدة أن عشرات الالاف من الأطفال والنساء يحتاجون إلى علاج عاجل.
وأمس، مضت مائة وأربعون يوما على الحصار المحكم وإغلاق المعابر وتقنين المساعدات الغذائية.
وكما في كل يوم منذ أواخر أيار/مايو الماضي، قضى العشرات ممن كانوا ينتظرون المساعدات التي تقدمها مؤسسة غزة الإنسانية الإسرائيلية الأمريكية، إذ أصبحت مراكزها للتوزيع "مصائد للموت" كما يصفها الغزيون.
وفيما أحصيت وفاة أكثر من سبعين طفلا بسبب سوء التغذية، بلغت الوفيات بسبب نقص الغذاء والدواء نحو ستمائة وعشرين شخصا.
وتزايدت حالات الإعياء الشديد التي تستقبلها المستشفيات ولا تستطيع شيئا حيالها.
وللمرة الاولى اطلقت سيارات الإسعاف سفاراتها بمثابة نداء تحذير من المجاعة.
وأشار فيليب لازاريني مدير وكالة الاونروا التي منعتها إسرائيل من ممارسة عملها، إلى وجود مساعدات تكفي لثلاثة أشهر على بعد أربعة كيلومترات مترات فقط خلف معبر رفح من الجانب المصري.
وطالب لازاريني بإرادة سياسية دولية لدفع إسرائيل إلى السماح بإدخال هذه المساعدات. وإلا فإن التقاعس يصبح تواطؤا، كما قال.
وفي موقف جديد دعا البابا لاوون الرابع عشر إلى وضع حد لوحشية الحرب، وإلى حل سلمي للنزاع.
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فباشر حملة اتصالات واسعة مع قادة العالم لوقف جريمة التجويع في غزة.
لكن إسرائيل لا تبدو معنية بمراجعة سياسة التجويع هذه أو وقفها، بل أصدرت أمس أوامر إخلاء لسكان منطقة جديدة وسط القطاع هي دير البلح، بهدف توسيع عملياتها العسكرية ومواصلة دفع السكان نحو ما تسمى مدينة إنسانية في جنوب غزة، رغم مخاوف عائلات الرهائن الإسرائيليين على أبنائها المحتجزين.
أما مفاوضات الدوحة، ورغم التفاؤل الذي يبديه دائما الوسيط الأمريكي، فإنها تمضي بين تقدم وتعثر، لكن من دون التوصل إلى اتفاق.
ولعل الجديد أنها تبحث للمرة الأولى إمكان إنهاء الحرب، رغم أنه كان مؤجلا إلى ما بعد هدنة الستين يوما.