روسيا - أوكرانيا: بوتين يفعّل التهديد النووي بعد سماح بايدن لكييف باستخدام صواريخ أميركية ضد أهداف داخل روسيا، فهل يتعقّد مسعى ترامب لإنهاء الحرب؟
لم تكد الولايات المتحدة تسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا، حتى قصفت كييف الأحد وليل الاثنين الثلاثاء، منطقة أوبلاست بصواريخ من طراز آتاكاموس .
كما أُعلن أمس عن استهداف قرية مارينا في منطقة كورسك الروسية بصواريخ بريطانية من طراز ستورم شادو.
في الأثناء، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع على تعديلا للعقيدة النووية، يقضي بخفض عتبة استخدام الأسلحة النووية للرد على أي هجوم بصواريخ باليستية أو مقاتلات ومسيرات.
ووفقا لهذا التعديل، لم يعد التهديد الوجودي لروسيا وحده مبرراً للرد النووي، بل مجرد المسّ بسيادة روسيا أو حتى تهديد بيلاروسيا.
وقد شكل هذا التطور توترا مفاجئاً في الأزمة الأوكرانية الروسية، إذ كانت الدوائر الدبلوماسية تحاول منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية استكشاف احتمالات التسوية لإنهاء الحرب. لذلك، بدا قرار الرئيس جو بايدن تمكين كييف من ضرب العمق الروسي كأنه تغيير للطريقة التي تشارك فيها الولايات المتحدة في الحرب، كما قال الناطق باسم الكرملين. أو كأنه مؤشر إلى رغبة الغرب في تصعيد التوتر.
وفقا لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على هامش مشاركته في قمة العشرين في ريو دي جانيرو، ورغم أن العواصم الأوروبية أبدت تفهما للقرار الأمريكي، وأشارت خصوصا إلى أن روسيا هي التي غيرت طبيعة الصراع باستقدام أسلحة وقوات من كوريا الشمالية للقتال في أوكرانيا، إلا أنها لم تخفي قلقها.
ولذلك دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين إلى دور رئيسي في تجنب التصعيد النووي . واكتفت بكين بالدعوة إلى الهدوء وضبط النفس وتغليب لغة الحوار.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي انتقد قرار بايدن، فاعتبر أن التوتر الصاروخي المستجد بين روسيا وأوكرانيا قد يضع المنطقة والعالم على شفا حرب كبرى.
ورغم أن قرار بايدن كان مجمدا ومتوقعا في أي وقت، فإن تفعيله في نهاية ولايته هو نوع من الدفاع عن الحرب التي تبناها ودعمها. واستباق لأي خطوات متسرعة قد يتخذها خلفه ترامب. لكنه ربما لم يتوقع رد فعل بوتين. وبالتالي فإن قراره قد يعقد أي تسوية مزمعة لإنهاء الحرب أو يؤخرها. لكن هذا يتوقف خصوصا على التطورات الميدانية وطبيعتها خلال الشهرين الفاصلة عن تسلم ترامب صلاحياته الرئاسية.