المفاوضات النووية أمام منعطف خطير: الولايات المتحدة تصرّ على وقف تخصيب اليورانيوم كشرط للاتفاق، وإيران تتمسّك بحقها في امتلاك تكنولوجيا التخصيب في برنامج نووي للأغراض السلمية.
بعد الجولة الخامسة التي أحرزت بعض التقدم، لكن من دون نتائج حاسمة. بحسب التصريحات الرسمية، تبدو المفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية متجهة نحو مزيد من التأزم، وربما نحو طريق مسدود.
إذ أكد مسؤولون إيرانيون، يوم الاثنين، أن طهران تعد ردا سلبيا على المقترح الأمريكي الذي أرسله كبير المفاوضين ستيف ويتكوف، الأسبوع الماضي بواسطة سلطنة عمان، ما يلقي ظلالا على الجولة السادسة من التفاوض التي لم يحدد لها موعد بعد ولم يعلن مضمون المقترح.
لكن نيويورك تايمز أفادت بأنه يدعو إيران إلى وقف تخصيب اليورانيوم، ويقترح إنشاء تجمع إقليمي لإنتاج الطاقة النووية يضم إيران والسعودية ودولا عربية اخرى، بالإضافة إلى الولايات المتحدة التي ستكون في هذه الحال مشرفة على الإنتاج.
وتصر إيران على امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، كما تنفي سعيها إلى تطوير أسلحة نووية، فيما تنظر واشنطن الى رفض طهران وقف التخصيب على أنه مسار محتمل لتطوير قنبلة نووية.
وجاء تسريب تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم السبت الماضي ليؤكد الشكوك الأمريكية. إذ قال إن إيران سرعت أخيرا وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وزادت مخزونها منه، وأنها تنفذ أنشطة نووية سرية في ثلاثة مواقع قيد التحقيق منذ فترة طويلة.
لكن طهران رفضت التقرير واعتبرته منحازا وسياسيا ويفتقر إلى معلومات محدثة.
إلا أن التقرير سيعرض الأسبوع المقبل على مجلس محافظي الوكالة الدولية. وتحاول الترويكا الأوروبية بريطانيا وفرنسا وألمانيا الضغط كي يتبنى مجلس المحافظين قرارا يتهم إيران بعدم التعاون مع الوكالة الدولية.
وهذا يتيح مطالبة مجلس الأمن بإعادة تفعيل آلية العودة السريعة إلى العقوبات الأممية على إيران.
وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل التهديد بمهاجمة المنشآت النووية، وهو ما يشكل ضغطا إضافيا تستخدمه واشنطن في المفاوضات.
ورغم أن طهران لوحت قبل أسبوع باحتمال القبول بوقف مؤقت للتخصيب مقابل الإفراج عن ودائع إيرانية مجمدة في قطر، إلا أن الجانب الأمريكي متمسك بشرط وقف التخصيب نهائيا داخل إيران، ليكون هناك اتفاق جديد وبحث في رفع العقوبات.