
Sign up to save your podcasts
Or


تناولت المجلات الفرنسية في الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر /كانون الاول 2025 عدة مواضيع من أبرزها تداعيات الاستراتيجية الأمنية الامريكية الجديدة على العلاقات الأطلسية الأوروبية، ومقال عن ارتفاع المديونية في العالم، بالإضافة موضوع عن غضب المزارعين الأوروبيين من اتفاق التجارة الحرة مع دول أمريكا الجنوبية.
مجلة لوبوان: ترامب يُسيطر على العالمتقول مجلة لوبوان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُجسّد اليوم ذروة اللامبالاة الأمريكية تجاه أوروبا، وهي لامبالاةٌ تنبأ بها البعض لأكثر من ثلاثين عامًا، ولكن من المفارقات أن القارة العجوز لم تكن يومًا بهذا القدر من التبعية لأهواء رئيس أمريكي.
وتابعت المجلة ان العالم يدور بأسره الآن حول تقلبات ترامب؛ ولم يبقَ سوى مراقبة قدرة الرئيس الأمريكي على التدخل في كل مكان، "فاستراتيجية الأمن القومي الامريكي " التي نشرها البيت الأبيض في 5 ديسمبر الجاري، تُعدّ بمثابة شهادة وفاة رسمية لأوروبا الأطلسية، إذ تدفن ثمانين عامًا من العلاقات عبر الأطلسي في ثلاث عبارات: "الانحدار الحضاري لأوروبا" يعني أن أوروبا "تقودها في الغالب حكومات أقلية، عدائية، ومنحلة".
كما ان ترامب ينتهز هذه الفرصة ليُنسب لنفسه "حق التدخل الحضاري"، مُعلنًا نفسه حَكَمًا على الحضارة الأوروبية نفسها.
وهذه القطيعة جذرية؛ فلم يسبق لرئيس أمريكي أن أعلن رسميًا "انتهاء" أوروبا في وثيقة استراتيجية وطنية، فهو يُخطط لـ"إعادة تنظيم" عسكري، أي انسحاب مُجدول للقوات الأمريكية من أوروبا، حيث سيبقى حلف الناتو قائماً، لكن بصورة مُغايرة - إذ يتعين على الأوروبيين دفع 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي للدفاع (مقارنةً بـ2% اليوم)، في حين تتحول واشنطن من لاعب رئيسي إلى مُنظم.
مجلة لوبوان: التجارة الحرة: الاستثناء الفرنسيتناولت مجلة لوبوان غضب المزارعين الاوروبيين من اتفاق التجارة مع دول امريكا الجنوبية او ما تعرف السوق الجنوبية المشتركة، فالاستثناء الاقتصادي الفرنسي يتأكد بشكل مأساوي يوماً بعد يوم، سواءً من خلال عجزها القياسي أو معارضتها لاتفاقية التجارة الحرة بين ميركوسور والاتحاد الأوروبي.
وتابعت المجلة ان فرنسا لا تُعاني من ديونها فحسب، بل هي أيضاً ضحية للنزعة الحمائية. بدءًا من الرئيس إيمانويل ماكرون نفسه، الذي فاجأ الجميع في قمة مجموعة السبع في بياريتز في أغسطس/آب 2019، بإدانته لمشروع اتفاقية اعتبرها تهديدًا لغابات الأمازون والتنوع البيولوجي في أمريكا الجنوبية.
كما تستغل النقابات الزراعية خطر غزو الدجاج البرازيلي المعالج بالهرمونات للأسواق الاوروبية للتنديد باتفاقية التجارة بين دول (ميركوسور)، وتحظى هذه التهديدات بدعم حماسي من مختلف الأطياف السياسية، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين. مع ذلك، لا يملك المزارعون الفرنسيون القدرة على التنديد بالآثار الضارة للتجارة الحرة، نظرًا لأن قطاع الأغذية الزراعية حقق فائضًا تجاريًا تراكميًا يزيد عن 200 مليار يورو منذ عام 2000. فهم يدينون بشكل استباقي واردات شرائح اللحم الأرجنتينية، بينما ينتقدون في الوقت نفسه الرسوم الجمركية التي تفرضها الدول الأمريكية والصينية على الكونياك الفرنسي.
وتضيف مجلة لوبوان، ان المزارعين يعانون اليوم بشكل أقل بكثير من المنافسة الأجنبية غير العادلة مقارنة بنقص قدرتهم التنافسية، مما يتسبب في خسارتهم لحصتهم السوقية بينما تكتسبها ألمانيا والدنمارك.
مجلة ماريان: اتفاقية تجارة الحرة مع سوق الجنوبية المشتركة ميركوسور: "ميلوني تُؤيد ماكرون لأنها تأمل في الحصول على تنازلات بشأن قضايا أخرى"اجرت مجلة ماريان مقابلة مع ميشيل ماركي، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة بولوني، تطرقت الى الاسباب التي جعلت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني تُؤيد فجأة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حيال عرقلة اتفاقية الاتحاد الأوروبي وسوق الجنوبية المشتركة ميركوسور.
واعتبر ميشيل ماركي ان موقف الحكومة الإيطالية يشكل رؤية جورجيا ميلوني للسياسة الخارجية، ففي البداية، بدا أن روما تدعم هذه الاتفاقية التجارية، التي تهدف إلى إنهاء 25 عامًا من المفاوضات المعقدة بين الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور - الأرجنتين، والبرازيل، وباراغواي، وأوروغواي. لكن في الأيام الأخيرة، دعت عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما فيها فرنسا، بالإضافة إلى بولندا والمجر والنمسا وبلجيكا، إلى تأجيل التصويت المقرر في اجتماع المجلس الأوروبي المقبل.
ويُعدّ هذا التغيير المفاجئ في موقف إيطاليا لافتًا للنظر يضيف ميشيل ماركي أستاذ التاريخ المعاصر، لا سيما وأن إيطاليا لاعب رئيسي في التجارة مع ميركوسور، فهي ثاني أكبر مُصدّر أوروبي إلى المنطقة بعد ألمانيا. إلا أن هذه المصالح التجارية تتعارض مع مخاوف متزايدة داخل القطاع الزراعي الإيطالي، الذي يخشى من ازدياد المنافسة من المنتجات الزراعية والغذائية من أمريكا الجنوبية، والتي قد تكون أكثر تنافسية من المنتجات الأوروبية.
فموقف ميلوني الجديد مفاجئ وكاشف في آنٍ واحد. فهو يُشير إلى إمكانية تشكيل محور روما-باريس حول قضية استراتيجية. لكن هناك عنصران آخران يبدوان بنفس القدر من الأهمية، أولًا، يعكس هذا التراجع قيودًا سياسية داخلية.، حيث تمارس بعض القطاعات الرئيسية لأغلبية يمين الوسط، وخاصة الزراعة - حيث تتمتع رابطة ماتيو سالفيني بقاعدة انتخابية قوية - ضغوطاً كبيرة على سياسات الحكومة.
مجلة لكسبريس: العالم يترنّح على بركان من الديوناوضحت مجلة لكسبريس ان العالم الان بات يثير القلق، بسبب تجاوز الدين العام والخاص العالمي 300 تريليون دولار، وهو رقم غير مسبوق ومذهل، وفقًا لأحدث تقديرات معهد التمويل الدولي.
ففي الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، ارتفع الائتمان العالمي بمقدار 26 تريليون دولار، أي ما يعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي السنوي للولايات المتحدة، ومعدل 675 مليار دولار أسبوعيًا، هي سرعة غير مسبوقة في التاريخ.
وتابعت مجلة لكسبريس أن الحكومات اصبحت تتخذ عدة إجراءات زادت من المديونية على غرار السباق في إعادة تسليح غير مسبوق منذ الحرب الباردة، في الوقت الذي يُعرّض فيه تسارع شيخوخة السكان أنظمة الحماية الاجتماعية والمعاشات والتأمين الصحي لضغوط هائلة في كل مكان.
في غضون ذلك تضيف المجلة، تقترض الشركات مليارات الدولارات استعدادًا لانتقالها إلى قطاع الطاقة النظيفة، ولا سيما عمالقة التكنولوجيا الرقمية، لتكثيف استثماراتها في الذكاء الاصطناعي. لكن دعونا لا نخدع أنفسنا تقول المجلة، فجزء كبير من هذه الديون لن يُسدد أبدًا، إذ تقوم الحكومات ببساطة بتجديدها، أي أنها تقترض مجددًا لسداد القروض عند استحقاقها.
By مونت كارلو الدولية / MCD5
55 ratings
تناولت المجلات الفرنسية في الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر /كانون الاول 2025 عدة مواضيع من أبرزها تداعيات الاستراتيجية الأمنية الامريكية الجديدة على العلاقات الأطلسية الأوروبية، ومقال عن ارتفاع المديونية في العالم، بالإضافة موضوع عن غضب المزارعين الأوروبيين من اتفاق التجارة الحرة مع دول أمريكا الجنوبية.
مجلة لوبوان: ترامب يُسيطر على العالمتقول مجلة لوبوان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُجسّد اليوم ذروة اللامبالاة الأمريكية تجاه أوروبا، وهي لامبالاةٌ تنبأ بها البعض لأكثر من ثلاثين عامًا، ولكن من المفارقات أن القارة العجوز لم تكن يومًا بهذا القدر من التبعية لأهواء رئيس أمريكي.
وتابعت المجلة ان العالم يدور بأسره الآن حول تقلبات ترامب؛ ولم يبقَ سوى مراقبة قدرة الرئيس الأمريكي على التدخل في كل مكان، "فاستراتيجية الأمن القومي الامريكي " التي نشرها البيت الأبيض في 5 ديسمبر الجاري، تُعدّ بمثابة شهادة وفاة رسمية لأوروبا الأطلسية، إذ تدفن ثمانين عامًا من العلاقات عبر الأطلسي في ثلاث عبارات: "الانحدار الحضاري لأوروبا" يعني أن أوروبا "تقودها في الغالب حكومات أقلية، عدائية، ومنحلة".
كما ان ترامب ينتهز هذه الفرصة ليُنسب لنفسه "حق التدخل الحضاري"، مُعلنًا نفسه حَكَمًا على الحضارة الأوروبية نفسها.
وهذه القطيعة جذرية؛ فلم يسبق لرئيس أمريكي أن أعلن رسميًا "انتهاء" أوروبا في وثيقة استراتيجية وطنية، فهو يُخطط لـ"إعادة تنظيم" عسكري، أي انسحاب مُجدول للقوات الأمريكية من أوروبا، حيث سيبقى حلف الناتو قائماً، لكن بصورة مُغايرة - إذ يتعين على الأوروبيين دفع 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي للدفاع (مقارنةً بـ2% اليوم)، في حين تتحول واشنطن من لاعب رئيسي إلى مُنظم.
مجلة لوبوان: التجارة الحرة: الاستثناء الفرنسيتناولت مجلة لوبوان غضب المزارعين الاوروبيين من اتفاق التجارة مع دول امريكا الجنوبية او ما تعرف السوق الجنوبية المشتركة، فالاستثناء الاقتصادي الفرنسي يتأكد بشكل مأساوي يوماً بعد يوم، سواءً من خلال عجزها القياسي أو معارضتها لاتفاقية التجارة الحرة بين ميركوسور والاتحاد الأوروبي.
وتابعت المجلة ان فرنسا لا تُعاني من ديونها فحسب، بل هي أيضاً ضحية للنزعة الحمائية. بدءًا من الرئيس إيمانويل ماكرون نفسه، الذي فاجأ الجميع في قمة مجموعة السبع في بياريتز في أغسطس/آب 2019، بإدانته لمشروع اتفاقية اعتبرها تهديدًا لغابات الأمازون والتنوع البيولوجي في أمريكا الجنوبية.
كما تستغل النقابات الزراعية خطر غزو الدجاج البرازيلي المعالج بالهرمونات للأسواق الاوروبية للتنديد باتفاقية التجارة بين دول (ميركوسور)، وتحظى هذه التهديدات بدعم حماسي من مختلف الأطياف السياسية، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين. مع ذلك، لا يملك المزارعون الفرنسيون القدرة على التنديد بالآثار الضارة للتجارة الحرة، نظرًا لأن قطاع الأغذية الزراعية حقق فائضًا تجاريًا تراكميًا يزيد عن 200 مليار يورو منذ عام 2000. فهم يدينون بشكل استباقي واردات شرائح اللحم الأرجنتينية، بينما ينتقدون في الوقت نفسه الرسوم الجمركية التي تفرضها الدول الأمريكية والصينية على الكونياك الفرنسي.
وتضيف مجلة لوبوان، ان المزارعين يعانون اليوم بشكل أقل بكثير من المنافسة الأجنبية غير العادلة مقارنة بنقص قدرتهم التنافسية، مما يتسبب في خسارتهم لحصتهم السوقية بينما تكتسبها ألمانيا والدنمارك.
مجلة ماريان: اتفاقية تجارة الحرة مع سوق الجنوبية المشتركة ميركوسور: "ميلوني تُؤيد ماكرون لأنها تأمل في الحصول على تنازلات بشأن قضايا أخرى"اجرت مجلة ماريان مقابلة مع ميشيل ماركي، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة بولوني، تطرقت الى الاسباب التي جعلت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني تُؤيد فجأة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حيال عرقلة اتفاقية الاتحاد الأوروبي وسوق الجنوبية المشتركة ميركوسور.
واعتبر ميشيل ماركي ان موقف الحكومة الإيطالية يشكل رؤية جورجيا ميلوني للسياسة الخارجية، ففي البداية، بدا أن روما تدعم هذه الاتفاقية التجارية، التي تهدف إلى إنهاء 25 عامًا من المفاوضات المعقدة بين الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور - الأرجنتين، والبرازيل، وباراغواي، وأوروغواي. لكن في الأيام الأخيرة، دعت عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما فيها فرنسا، بالإضافة إلى بولندا والمجر والنمسا وبلجيكا، إلى تأجيل التصويت المقرر في اجتماع المجلس الأوروبي المقبل.
ويُعدّ هذا التغيير المفاجئ في موقف إيطاليا لافتًا للنظر يضيف ميشيل ماركي أستاذ التاريخ المعاصر، لا سيما وأن إيطاليا لاعب رئيسي في التجارة مع ميركوسور، فهي ثاني أكبر مُصدّر أوروبي إلى المنطقة بعد ألمانيا. إلا أن هذه المصالح التجارية تتعارض مع مخاوف متزايدة داخل القطاع الزراعي الإيطالي، الذي يخشى من ازدياد المنافسة من المنتجات الزراعية والغذائية من أمريكا الجنوبية، والتي قد تكون أكثر تنافسية من المنتجات الأوروبية.
فموقف ميلوني الجديد مفاجئ وكاشف في آنٍ واحد. فهو يُشير إلى إمكانية تشكيل محور روما-باريس حول قضية استراتيجية. لكن هناك عنصران آخران يبدوان بنفس القدر من الأهمية، أولًا، يعكس هذا التراجع قيودًا سياسية داخلية.، حيث تمارس بعض القطاعات الرئيسية لأغلبية يمين الوسط، وخاصة الزراعة - حيث تتمتع رابطة ماتيو سالفيني بقاعدة انتخابية قوية - ضغوطاً كبيرة على سياسات الحكومة.
مجلة لكسبريس: العالم يترنّح على بركان من الديوناوضحت مجلة لكسبريس ان العالم الان بات يثير القلق، بسبب تجاوز الدين العام والخاص العالمي 300 تريليون دولار، وهو رقم غير مسبوق ومذهل، وفقًا لأحدث تقديرات معهد التمويل الدولي.
ففي الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، ارتفع الائتمان العالمي بمقدار 26 تريليون دولار، أي ما يعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي السنوي للولايات المتحدة، ومعدل 675 مليار دولار أسبوعيًا، هي سرعة غير مسبوقة في التاريخ.
وتابعت مجلة لكسبريس أن الحكومات اصبحت تتخذ عدة إجراءات زادت من المديونية على غرار السباق في إعادة تسليح غير مسبوق منذ الحرب الباردة، في الوقت الذي يُعرّض فيه تسارع شيخوخة السكان أنظمة الحماية الاجتماعية والمعاشات والتأمين الصحي لضغوط هائلة في كل مكان.
في غضون ذلك تضيف المجلة، تقترض الشركات مليارات الدولارات استعدادًا لانتقالها إلى قطاع الطاقة النظيفة، ولا سيما عمالقة التكنولوجيا الرقمية، لتكثيف استثماراتها في الذكاء الاصطناعي. لكن دعونا لا نخدع أنفسنا تقول المجلة، فجزء كبير من هذه الديون لن يُسدد أبدًا، إذ تقوم الحكومات ببساطة بتجديدها، أي أنها تقترض مجددًا لسداد القروض عند استحقاقها.

7,598 Listeners

26 Listeners

2 Listeners

647 Listeners

3 Listeners

3 Listeners

3 Listeners

1 Listeners