في الحلقة 178 من بودكاست الميدان استضفنا الباحثة في العلوم الاجتماعية د. ميسلون دلاشة لمناقشة مقالها حول أوضاع الأكاديميين الفلسطينيين في المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر، ولطرح تساؤلات حول مدى قدرة الأكاديميا الإسرائيلية على استيعاب أفكار ونقاش أكاديمي خارج أو معارض للإجماع الإسرائيلي.

بدأنا النقاش بالحديث عن الواقع الذي سبق الحرب والصعوبات التي يواجهها عموم الأكاديميين في الوصول إلى الدراسات العليا، والعثور على مصادر التمويل، والتنافس حول الوظائف، مع التركيز على التمييز البنيوي داخل هذه المؤسسات.

مع ذلك، ركزت الحلقة بشكل أساسي على الواقع بعد 7 أكتوبر، بدءًا من الملاحقة السياسية للبروفيسورة نادرة شلهوب كيفوركيان، إلى الرقابة الذاتية التي بات يمارسها كثير من الأكاديميين الفلسطينيين نتيجة هذه الملاحقات، والتي أشارت إلى وجود خطر شخصي يتهدد كل من يختار التعبير عن موقف، خاصة إذا كان معارضًا للإجماع الإسرائيلي.

في الجزء الأخير من الحوار، تطرقنا لمستقبل الأكاديميين الفلسطينيين وظاهرة هجرة العقول، التي تأتي كنتيجة مباشرة ليس فقط للملاحقة السياسية بل لتقييد حرية البحث والمعرفة، الأمر الذي يعيق الإنتاج الأكاديمي الفلسطيني، رغم الموقع المميز للأكاديميين الفلسطينيين الذين يملكون القدرة على الوصول إلى مصادر معرفية غنية باللغتين العربية والعبرية، ما كان يمكن أن يشكل فرصة لإنتاج معرفة متميزة، لولا التسييس الشديد في تلك المؤسسات والذي يمنع تطوير مثل هذه الأفكار البحثية.