قامت في الصين
أحد أقدم وأعرق الحضارات الإنسانية. وتشتمل الحضارة الصينية على كثير من الأماكن والمعالم
التاريخية والسياحية الشهيرة التي تجذب لها السياح سنويا وتتنوع المناظر الطبيعية في
الصين ففي الشرق شواطئ البحر الاصفر وبحر الصين الشرقي ، أما في الشمال فتوجد حواف
هضبة منغوليا ، جنوب الصين يهيمن عليه التلال والسلاسل الجبلية المنخفضة ، في حين يمر
النهر الاصفر ونهر اليانغتسي في شرق ووسط الصين ويوجد عدد من الأنهار الأخرى في الصين
منها نهر شي ، نهر ميكونغ ، نهر براهمابوترا ونهر أمور ، وفي غرب الصين يوجد سلاسل
جبلية كبرى أبرزها جبال الهيمالايا . ونحن مازلنا نواصل معكم التطواف فى هذه البلاد
وسنتحدث اليوم عن [ تسونيى] فأهلا ومرحبا بكم .
موسيقى
بجبالها وأنهارها
ونوافيرها وكهوفها، تألقت تسونيي بتشكيلة واسعة من المناظر الطبيعية، متميزة بتضاريس
دانشيا وبيئة مناسبة للسياحة الإيكولوجية. فهي لوحة رائعة تختلط فيها آلاف الألوان،
بينما يطغى عليها اللون الأخضر طبعاً. تتضمن مواقع سياحية جميلة لا تحصى مثل تلك الموجودة
بتشانغجياجيه أو المضايق الثلاثة وجيوتشايقو، إضافة إلى شلال تشيشوي، وهو موقع مكرس
للشاي الصيني، وممر ووجيانغ، فضلاً عن محميات عديدة: سولوه، كوانكواشيوي، فينغهوانغشان
وغيرها، دون أن ننسى حديقة الخيزران.
تضم تسونيي أوسع
منطقة لتضاريس دانشيا المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وكهف شوانغخه المسجل
في ((موسوعة غينيس للأرقام القياسية))، وحفرة تشانغتشيان المغطاة بغطاء نباتي أولي
دائمة الخضرة.
تفع مدينة تسونيي
في مقاطعة قويتشو تفوح بعبق التاريخ والثقافة والشعر، وتتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة
كالشلالات والجبال والكهوف. حصلت هذه المدينة
على اسمها من واحدة من الكلاسيكيات الصينية الخمسة، بمعنى "طريق الوسط، دون تحيز"،
يحتوي اسم المدينة على مقطعي الكتابة "تسون" أي الاحترام، و"يي"
ويعني البِر.
يرجع تاريخ المنطقة
إلى العصر الحجري القديم، حيث كانت موطناً لأبناء تونغ تسي الذي أوقد بناره مشعل المسار
التاريخي لشعب تسون يي، ليزداد اتقاد هذه الشعلة تدريجياً مع مرور الزمن، ويصل مع ثقافة
ممالك تشين وتشو وباشو.
لآلاف السنين،
اهتزت أرض تسونيي على وقع الحروب القبلية، ولذلك بقيت بعيدة قليلاً عن عيون العالم
الخارجي.
ولكن مؤتمر تسونيي
دفع المدينة لتتلألأ على صفحات التاريخ، كما أن ماوتاي الذي يعتبر "النبيذ الوطني
في الصين"، ساهم في إكسابها سمعة عالمية. بينما ساهمت الجبال والأنهار التي تعبرها،
إلى جانب نبيذ ماوتاي، في جعل تسونيي تتجاوز اختبارات الزمن بنجاح، لتتخمر بصمت وتتربع
بفخر على معالم استثنائية.
تسونيي، مدينة
على سفح جبل يقع بين حوض سيتشوان وهضبة يونقوي.
تاريخياً كان
هذا الجبل حقلاً مشتركاً بين العديد من الممالك، بما في ذلك باشو ويهلانغ
ثقافة تسونيي
في أواخر أسرة تشينغ
تقع شاتان التي
تعني الشاطئ، على بعد 47 كيلومتراً عن مدينة تسونيي، في قرية شاتان- ببلدة شينتشو،
حيث جزيرة رملية وسط نهر لهآنجيانغ، ومنها تأتي تسمية القرية. هذه الجزيرة الرملية
تأخذ شكل آلة موسيقية صينية ذات سبع أوتار، فيحمل هذا 'الشاطئ أيضا اسم "تشينتشو"،
أي جزيرة الآلة الموسيقية.
يعكس المكان مناظر
طبيعية خلابة، فالمنازل محاطة بحقول الخيزران الخضراء التي تنعكس صورتها على مياه النهر
الصافية والشفافة، بينما تتوارى المعابد القديمة وراء الأشجار القديمة، ليرسم هذا المشهد
روعة لامتناهية لهذا المكان.
من نهاية عهد
أسرة مينغ وحتى أواخر أسرة تشينغ، أنجبت شاتان عدداً كبيراً من الأدباء، أمثال تشنغ
تشن وموه يو تشي ولي شو تشانغ.
ولهذا مازال الناس
حتى اليوم، يتحدثون عن ثقافة شاتان التي تعود جذورها إلى بداية ثقافة قويتشو.
قبل حوالي ألفي
سنة، افتتح ين تشن، وهو معلم وخطاط عاش خلال عهد أسرة هان الشرقية، ثقافة قويتشو، ما
شكل إنجازاً ثقافياً كبيراً مازال شعب هذا الإقليم يفتخرون به حتى اليوم.
تعتبر سجلات تسونيي
كتابا مشتركا لتشنغ تشن وموه يو تشي، فقد صنفه المفكر ليانغ تشي تشاو كأول عمل فكري
من نوعه، وتضعها الأوساط الأكاديمية على صعيد واحد مع ((كتاب الأنهار والبحيرات)) و((سجلات
هوايانغ)).
موه يو تشي عالم
كبير رفض المناصب العالية في البلاط الإمبراطوري التي عرضها عليه لي هونغ تشانغ وتشي
جيوان تساو ليكرس نفسه تماماً لأعماله الأدبية. عند الإعلان عن وفاته، انتقل تسنغ قوه
فان حاكم ليانغجيانغ التي تضم مقاطعات جيانغسو وآنهوي وجيانغشى شخصياً إلى قبره لرثائه
وتأبينه.
ومن بين الثلاثة
الممثلين لثقافة شاتان، كان لي شو تشانغ الوحيد القائم على الاتصال مع العالم الخارجي..
خلال فترة أسرة
تشينغ، نجح لي شو تشانغ من بين المبعوثين إلى الخارج في تحويل البلد المضيف من استخفاف
الدبلوماسيين الصينيين إلى احترامهم، بفضل أخلاقه ومواقفه الحسنة، بالإضافة لبراعته.
ولست سنوات، شغل منصب مستشار في سفارات أربع دول أوروبية، وبعد سفره إلى إنجلترا، وفرنسا
وألمانيا، وأسبانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، والنمسا والسويد، تحدث عن خبراته في هذه الأمم،
وجعلها جزءاً من أفكاره في كتابه عن البلدان الغربية، التي لامست عقول العديد من الصينيين
وفتحت لهم نافذة على العالم، بعد أن كانوا يعيشون في بلد مغلق تماماً في ذلك الوقت.
الجبال والأنهار،
ولوحات طبيعية جميلة
يعتبر شلال تشيشوي،
أول شلال في تضاريس دانشيا في الصين، وقد صنف كأحد المواقع السياحية الوطنية، إذ يقع
على بعد 39 كيلومتراً من مركز مدينة تشيشوي، عند المجرى الأوسط لنهر فنغشي، ارتفاعه
76 متراً وعرضه 80 متراً، وهو أعلى من شلال هوانغقوشو بثمانية أمتار، ولكن أقل منه
عرضا بمتر واحد. وقد بدأ يجذب الأنظار في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، عندما قررت
مصلحة الكهرباء بالمنطقة القيام بأشغال كهرومائية على نهر فنغشي في 19 يوليو عام
1986، حيث أظهرت محطة التلفزيون الصينية المركزية في نشرة الأخبار المسائية للعالم
وللمرة الأولى صورة مذهلة لتضاريس دانشيا، ومنذ ذلك الحين، بدأ السياح يتدفقون إلى
هذا الموقع
إضافة إلى هذين
الشلالين، يمكن للزوار الاستمتاع بمناظر أخرى، طبيعية واصطناعية من مسارات حادة ومنحدرات
مذهلة، طبقات الصخور، وبحيرة شيانغشي ومزرعة نباتات الشاي وفطريات (لينغتشي) وتماثيل
معبد هويشوي وشعارات كتبها الجيش الأحمر.
تغطي الموقع غابة
عذراء ومجموعة متنوعة من النباتات الخضراء على مدار العام، وهي موطن للحيوانات البرية
كالنمور والغزلان وقرود المكاك. إنه مكان مثالي للاستمتاع بالشلالات والاسترخاء واسترجاع
ذكريات الماضي.
بعد زيارته للموقع،
أهدى ليو هاي سو، وهو رسام صيني مشهور، مخطوطة بأربعة مقاطع لهذا الشلال المدهش:
"حسناء كسحلبية" التي تترجم تماماً المظهر الخلاب والروح النقية لهذا المكان.
موطن السرخس
محمية سولوه الطبيعية
هي المحمية الوطنية لنبات السرخس الذي لا توجد منه إلا أحافيره في الأماكن الأخرى بالعالم.
تضم المحمية أربعين ألف شجرة سرخس، ولذلك أطلق العلماء عليها اسم الموطن العالمي للسرخس.
عندما ترى أشجار
السرخس تتذكر أحافير الديناصورات في تشوشيونغ بمقاطعة يوننان البارزة على واجهة الجبل.
كل هذه الديناصورات تدير رأسها في نفس الاتجاه وتنظر إلى وادي تشيشوي على مسافة خمسمائة
كيلومتر تقريباً. قبل مائة وثمانين مليون سنة، وكانت تصل إلى أحجام كبيرة، وتعتبر علامة
لعصر الزواحف الكبيرة التي كانت تعيش معها في نفس الحقبة. ولكن مع التغيرات الجيولوجية
العميقة، وخاصة بسبب الهجمات المتكررة للأنهار الجليدية، اختفت تقريباً من على وجه
الأرض.
في الصين، لا
نجد السرخس إلا في عدد من المقاطعات الجنوبية، مثل قويتشو وسيتشوان وفوجيان، ووادي
تشيشوي الرطب بالقرب من تسونيي، إنه المكان الوحيد الذي تنمو فيه أربعون ألف شجرة سرخس
يانعة مترعرعة.
تبدو الأشجار
كمظلات عملاقة، في حين تشبه أوراقها ريشاً ناعماً. في هذه المحمية الطبيعية، يصل ارتفاع
أشجار السرخس في المتوسط من أربعة إلى ستة أمتار، ويمكنها أن تتجاوز هذا الطول لتصل
إلى ثمانية أو تسعة أمتار. وهي تنمو ببطء، ربما يكون سنتيمترا واحدا في السنة، ولعل
هذا يفسر استمرارها لأكثر من مائتي مليون سنة.
بحيرة تشينغشي
تشكلت بحيرة تشينغشي
في محافظة سوييانغ، نتيجة لبناء السدود الكهرومائية على نهر تشينغشي، ومنذ جولتي الأولى،
تأثرت بمياه هذه البحيرة، التي يبلغ طولها خمسين كيلومترا ويقل عرضها عن مائة متر.
تقع بحيرة تشينغشي
في قلب منطقة ذات تضاريس متميزة، من الجبال والوديان والكهوف، محصورة بين جبال متموجة
وعالية، يعتقد زوارها لوهلة أنهم في لوحة ضخمة، في جولة على متن قارب.
عندما تشرق الشمس
بعد هطول الأمطار، تعكس البحيرة مناظر طبيعية أكثر من مذهلة، الآلاف من أقواس قزح تلون
الشلالات المتساقطة من أعالي الجبال، لتشكل منظرا فريدا من نوعه في العالم.
جيوداومن، أي
الأبواب التسعة، هو المكان الأكثر قرباً من بحيرة تشينغشي، حيث تنتصب فوقه 13 صخرة
ضخمة الصواعد، تعتليها أشجار صنوبر عمرها آلاف السنين، وبعض القمم تشبه أعمدة طبيعية
تشق السماء، مع عدد قليل من الشجيرات الصغيرة أسفلها وأشجار مورقة كبيرة في القمة،
تشبه جبل هاليلويا في الفيلم الأمريكي بلوكبوستر.
يمكن النزول إلى
نهر تشينغشي بالتجديف من أعلى البحيرة والانسياب مع تيار النهر بطول 8ر11 كيلومترا
وعرض عشرين مترا في المتوسط، تستغرق الجولة بين ساعتين إلى ثلاث ساعات. شعور لا يوصف
عند نزول السيل، سريعا أحياناً، وبطيئا أحيانا أخرى، تحيط به الجبال الوعرة التي يتراوح
ارتفاعها بين مائة ومائة وخمسين مترا. إنه المنتجع المثالي في الصيف للتجديف والاستكشاف،
والسياحة والترفيه
بمقاطعة يوننان؛
نهر تشيشوي، وهو رافد من نهر اليانغتسي، ومنبع الخمور الجميلة، وأطلق عليه بذلك
"نهر الخمر الجميل"، يمر النهرً بمنطقة ذات تربة حمراء، ويأخذ لوناً أحمر
داكناً بعد أن تجرف الأمطار الغزيرة هذه التربة وتأتي بها الى النهر، ومن هنا جاء اسمه
"تشيشوي" أي الماء الأحمر. على ضفتي نهر تشيشوي، تظهر منحدرات حادة والعديد
من المصانع التي تفوح منها رائحة كحول طيبة. ولكن وحدها مدينة ماوتاي نجحت في صب مياه
تشيشوي في جميع أنحاء العالم.
طول شوانغخه يبلغ7ر145
كيلومترا وهو يضم ثمانية كهوف رئيسية على ثلاثة مستويات، مع 118 كهفاً ثانوياً، وأربعة
أنهار تحت الأرض و23 مخرجاً. يعتبر الكهف الأكبر في الصين من حيث الأبعاد، وموقعاً
سياحياً من الدرجة العالمية.
باختصار، إن ثقافة
كهوف قويتشو تتميز بروعتها العظيمة والغموض والثقافة الرحبة.
وفي عام 1992،
أدرجت الحكومة المحلية هايلونغتون ضمن قائمة الآثار الثقافية المحمية. وفي عام
2001، أعلن مجلس الدولة أن أطلال هايلونغتون من الآثار الثقافية الوطنية الهامة. واليوم،
ومنذ تقديم ترشيحه لإضافته لقائمة التراث الثقافي العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية
والعلوم والثقافة (اليونسكو)،