الصحفي الكندي اللبناني ابراهيم الغريّب (Facebook / Abraham Ghorayeb)

"ورشة الإنقاذ قادمة أيها اللبنانيون، فكونوا شركاء فيها"، قال رئيس الحكومة المكلّف في لبنان حسّان دياب في نداء وجّهه إلى مواطنيه.

وحرص دياب على التقرّب من الحراك الاحتجاجي في وطن الأرز، فقال في حوار مع القسم العربي في "دويتشه فيله" (إذاعة ألمانيا الدولية)، "انتفاضتكم تمثلني كما تمثل كل الذين يرغبون في قيام دولة حقيقية"، مؤكداً للحراك "أنا مستقل... وشخص اختصاصي، وبالتالي حكومة الاختصاصيين هي الأولوية، لكن يجب أن تعطوني فرصة لأستشير الجميع".

ويبدأ دياب استشاراته لتشكيل الحكومة يوم غد ويتوقع لها أن تستغرق بين أربعة وستة أسابيع.

وتمّ تكليف دياب أمس بتشكيل حكومة جديدة بعد حصوله على تأييد 69 نائباً من أصل 128 نائباً يضمهم البرلمان اللبناني، فيما امتنع 43 نائباً عن تسمية أي شخص ونال القاضي في محكمة العدل الدولية نوّاف سلام تأييد 14 نائباً.

وحظي دياب بتأييد كتلة الرئيس ميشال عون النيابية وكتلة رئيس البرلمان نبيه برّي وكتلة تنظيم "حزب الله" وكتل أخرى أقلّ عدداً حليفة لهذه أو تلك من الكتل الثلاث الكبيرة المذكورة.

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مغادراً عقب إعلانه استقالته واستقالة حكومته في 29 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت من "بيت الوسط"، مقر إقامته في العاصمة اللبنانية بيروت، وتظهر على الجدار صورة والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الذي اغتيل في انفجار في بيروت في شباط (فبراير) 2005 (محمد عساكر / رويترز)

ويخلف دياب في رئاسة الحكومة زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري الذي قدّم استقالة حكومته في 29 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، في اليوم الثالثَ عشر لانطلاق الحراك الاحتجاجي الواسع الذي طالب، من جملة ما طالب به، باستقالة الحكومة ومحاسبة المسؤولين الفاسدين.

ودياب دكتور في الهندسة الكهربائية ودرّس هندسة الاتصالات والكومبيوتر في الجامعة الأميركية في بيروت، وهو نائب رئيس الجامعة لشؤون البرامج الخارجية الإقليمية.

وعلى صعيد الخبرة السياسية كان دياب وزيراً للتربية والتعليم العالي خلال الفترة الممتدة بين حزيران (يونيو) 2011 وشباط (فبراير) 2014. وأمام الحكومة التي سيشكلها تحديات كبيرة، أبرزها إنقاذ لبنان من أزمة اقتصادية ومعيشية حادة وتجنيبه انهيار اقتصادي يتخوّف الكثيرون من حدوثه.

تجمُّع للحراك الاحتجاجي في ساحة الشهداء في وسط بيروت أوائل الشهر الفائت (Andres Martinez Casare / Reuters)

وفي لبنان يعود منصب رئيس الحكومة لمسلم سنّي. ومن بين الأصوات الـ69 التي نالها دياب ستةٌ فقط هي لنوابٍ سنّة من إجمالي 27 نائباً سنّياً في البرلمان، إذ حجب الحريري، الذي يُعتبر السياسي الأكثر شعبية في أوساط السنّة، وأعضاءُ كتلته البرلمانية أصواتهم عنه، وكذلك فعل رئيسا الحكومة السابقان نجيب ميقاتي وتمّام سلام.

وبالتالي قوبل تكليف دياب باعتراض واسع في أوساط اللبنانيين السنة، تُرجم بقطع طرقات في بيروت ومناطق ذات غالبية سنية في مختلف أنحاء لبنان.

ضيفي، الصحفي الكندي اللبناني الدكتور ابراهيم الغريّب، هو رئيس تحرير مجلة "المستقبل الكندي" الشهرية الصادرة في مونتريال ومنسق الإعلام في تيار "المستقبل" اللبناني، حزب سعد الحريري، في مقاطعة كيبيك. سألتُه عن قراءته للوضع السياسي في لبنان على ضوء تكليف حسّان دياب تشكيل الحكومة المقبلة.

(دويتشه فيله / بي بي سي / أ ف ب / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:

لبنانيو كندا يدعمون الحراك الشعبي ضد الفساد في الوطن الأم

استمعواAR_Entrevue_3-20191220-WIA30