خمسة عقود مضت على وصول الدكتورة صفاء فودة إلى كندا ، و ما زالت المهندسة الكيميائيّة الكنديّة المصريّة الرائدة تنشط على أكثر من صعيد وتستحقّ التقدير على أدائها المهني ومساهماتها في العمل الطوعي و إنجازاتها في مدّ جسور التواصل بين الثقافات و التقريب بين الكنديّين والمهاجرين.
عملت د. صفاء فودة كباحثة في مجال الموارد الطبيعيّة الكنديّة والطاقة النظيفة ، كما عملت كمستشارة في العديد من اللجان الحكوميّة الفدراليّة ولدى الشرطة الفدراليّة، وترأس حاليّا مجموعة الحوار الديني المسلم المسيحي في أوتاوا.
حازت الدكتورة فودة على جائزة بناء المدينة التي منحها إياها عمدة اوتاوا جيم واتسون، وحازت على وسام اليوبيل الماسي للملكة اليزابيث الثانية.
وتمّ اختيارها من بين 38 سيّدة مصريّة تألّقن في أكثر من مجال ووردت أسماؤهنّ في كتاب "بنات النيل" الذي يتحدّث عن سيّدات مصريّات حقّقن النجاح في الوطن الأمّ مصر وفي دنيا الاغتراب.
سيّدات من منظّمة المرأة المسلمة في اوتاوا خلال الحفل الخيري الثامن عشر لجمع التبرّعات و الذي عاد ريعه لجمعيّة كورنرستون لسكن المرأة /Facebook/ OMWO
ولم يقف تقاعدها عن العمل عام 2005 عقبة في وجه التزامها بالنشاط الطوعي والمجتمعي وتوظيف خبراتها لمساعدة الآخرين.
والدكتور فودة هي حاليّا عضو في مجلس إدارة منظّمة المرأة المسلمة في اوتاوا وسبق أن تولّت رئاستها لبضع سنوات كما قالت لي في مستهلّ حديث أجريته معها من العاصمة الكنديّة.
وقد تأسّست المنظّمة عام 2001، في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر بهدف التواصل مع المجتمع الكندي وتغيير الصورة الخاطئة عن المرأة المسلمة لديه.
وتعمل المنظّمة على 3 محاور كما تقول د. صفاء فودة: التواصل مع المجتمع الكندي، والتوعية على الدين الاسلامي والمساعدة في الأعمال الخيريّة المختلفة.
د.صفاء فودة وعمدة اوتاوا جيم واتسون (إلى اليسار) وعضو المجلس البلدي تيم تييرني/ Facebook/ Jim Watson
وتسعى المنظّمة للتوعية على حقيقة المرأة المسلمة من خلال محاضرات تشارك فيها نساء مسلمات يتمتّعن بقدر كبير من العلم والمعرفة، وأيضا من خلال تصحيح المفاهيم الموجودة في الآيات القرآنيّة عن المرأة وتفسير المقصود بها كما قالت الدكتورة صفاء فودة
وأثمرت جهود المنظّمة، وبدا ذلك واضحا لا سيّما أنّ اوتاوا دائرة صغيرة، وتغيّرت النظرة إلى الحجاب وإلى المرأة المحجّبة شيئا فشيئا، وأصبحنا نرى العديد من المحجّات يعملن في العديد من الأمكنة في اوتاوا ويتعاملن بصورة جيّدة مع الناس.
والتحسّن بطيء ولكنّه ملموس، ومن الأفضل حسب رأي د. فودة أن يكون بطيئا ودائما من أن يكون سريعا ويزول بسرعة.
وتؤكّد د. صفاء فودة على أهميّة أن يعرّف المهاجر بنفسه لأنّ الانسان يخاف ممّا يجهل، وأنّ ذلك ممكن من خلال الحوار والمحاضرات واقامة علاقات الصداقة مع الآخرين، وبالحوار تصبح العلاقات أفضل وأكثر دفئا حسب رأيها.
د. صفاء فودة ما زالت تنشط في المجال الطوعي والاجتماعي والثقافي بعد تقاعدها عن العمل / صفاء فودة
وبحكم كونها عضوا في مجموعة الحوار المسيحيّ الإسلامي، تعلّمت الكثير عن الدين المسيحي وتعلّم المسيحيّون عن الدين الإسلامي كما قالت.
وتقول د. فودة ردّا على سؤالي إنّ عمدة اوتاوا جيم واتسون منحها جائزة بناء المدينة City Building Award، تقديرا لجهودها في العمل الطوعي والتقريب بين أبناء المجتمع الكندي، وأحبّت أن تستمرّ في العمل الطوعي بعد مرحلة التقاعد لردّ الجميل لكندا التي استقبلتها منذ أن كانت شابّة صغيرة كما قالت.
وكانت قد عملت كمستشارة في عدد من اللجان الحكوميّة الفدراليّة كما عملت مع الشرطة الفدراليّة بهدف اطلاعها على ثقافات الجاليات المسلمة بما يسهّل تعاملها معهم، وكانت تجربة مفيدة كما قالت د. صفاء فودا في حديثها للقسم العربي في راديو كندا الدولي.
والمقابلة بأكملها مع الدكتورة صفاء فودة متوفّرة على موقعنا الألكتروني.
استمعواAR_Entrevue_1-20190730-WIA10