يشكل الحَراك السوداني الذي انطلق في ديسمبر-كانون الأول 2018 سابقة في العالم العربي. فقد وُفِّق في تنظيم صفوفه والبدء في التصدي للنظام الإسلامي العسكري الذي كان يديره عمر البشير بقبضة حديدية طيلة ثلاثة عقود. بل إن قوى التغيير والحرية نجحت في الذهاب أبعد من ذلك حيث عرفت كيف تتجاوز خلافاتها الداخلية وكيف تنقل الحَراك أمام مقر القيادة العسكرية في الخرطوم للمطالبة بإطلاق فترة سياسية انتقالية يقودها المدنيون ويُعِدُّون خلالها العُدَّة لإرساء نظام ديموقراطي قائم على مبادئ دولة القانون وقواعدها.