تغيب ملامح العاصمة العراقية بغداد وراء سُحب من الدخان يملأ الاُفق،مداخن معامل الطابوق الضحمة والمولدات الأهلية وعوادم السيارات تنفُث انبعاثات غازية سامة متمثلة بثاني اوكسيد الكاربون وثاني اوكسيد النيتروجين،أحد عشر مليون شخص يقطنون العاصمة بغداد تتفقُ اُنوفُهم على رائحة الكبريت،فجُودة الهواء رديئةٌ جدًا.

لؤي صادق الناطق بأسم وزارة البيئة العراقية:

الكثير من المصانع ومعامل الطابوق التي كانت تقع بعيدًا عن مركز العاصمة أصبحت محاذية لها بعد التوسع السكاني لبغداد وزحف المجمعات السكنية الى الخارج،إضافة الى رداءة الوقود الذي تستخدمه هذه المصانع ماينتج عنه تلوث كبير جدًا في الهواء.

في منطقة المهدية المجاورة لمصفى الدورة النفطي جنوبي العاصمة،يوصد السكان المحليون نوافذ منازلِهم بإحكام ويضعون عليها قطع قُماش يبللونها طوال اليوم، فالسُخامُ الاسود يتسلل الى رئاتهم ،أتعبَهم صحيًا وأرهق أجسادَهَم،لاتمر فترات قليلةٌ حتى تُسجل حالاتُ اختناق ووفياتٍ نتيجةَ السكتَات الدماغية وتلف الرئة والربو والتهابات الجهاز التنفسي.

 خالد الركابي أحدُ سكنة منطقة المهدية تحدث لمونت كارلو الدولية عن معاناة هذه المناطق طوال أيام السنة وتحديدًا خلال فصل الصيف،يضيف الركابي أن الوضع الصحي لسكنة هذه المناطق سيء جدًا ودائما ما تسجل حالات إختناق بين كبار السن والأطفال.

في الخامس من يناير  الماضي أفادت تقاريرٌ بأن بغداد إحتلت المرتبة الأولى عالميًا على مستوى تلوث الهواء ،في حين إحتلت البلاد  المرتبة السادسة عالميًا بالتلوث ذاته.

الدكتورة هالة التميمي خبيرةٌ بيئية:

الوضع في بغداد خطير جدًا فالمستويات التي وصل اليها تلوث الهواء في بغداد جعل الأمور تخرج عن السيطرة،وبإمكان البغداديون الشعور بالروائح الكريهة المتمثلة بروائح الدخان والكبريت،يجب ان يكون هنااك تحرك عاجل لمعالجة هذه الظاهرة.

 وتزامنًا مع تدهور حال هواء بغداد أغلقت السلطات العراقية مئة وأحد عشر معملاً للطابوق في مناطق مختلفة منها،رافقت ذلك توجيهات بتحويل مصانع الطابوق لإستخدام الغاز بدلاً من النفط الثقيل، خلال ثمانية عشر شهرًا،لكن رغم ذلك مايزال وجه بغداد شبيهًا بفتاة أنهكها العمل في منجم للفحم،سوداء ملامحها، لذا  يحاول ناشطون بيئيون بمبادراتهم أن يغسل وجهها القمر مجددًا رغم التحديات الصعبة