
Sign up to save your podcasts
Or
مع تغير مفاهيم العمل تبرز مشاريع ريادية تضيف لمسة مختلفة إلى الحياة البسيطة، ومنها هذا المشروع في المدينة القديمة للموصل، والذي سيسلط عليه الضوء مراسلنا من الموصل محمد طلال.
هنا في عُمق الأزقة الضيقة في المدينة القديمة للموصل، وعند ركن يُحيط به ركام الحرب، يَبرزُ مطعم صغير يقدمُ أطباقاً عراقية لها خصوصية، تعمل فيه كوادرَ نسائية فقط. صاحبة المشروع الدكتورة نُهاد عبد الوهاب، انعطفت بحياتها المهنية من عميدة سابقة لكليةِ الصيدلة الى صاحبة مطعم.
الدكتورة نهاد عبد الوهاب:
"المشروع خيري أكثر مما هو ربحي وفكرته جاءت لمساندة النساء الأرامل والمطلقات والخريجات والمتعففات في المدينة القديمة، وهن الأكثر تضرراً من الحرب ومعارك التحرير. أقدم أكلات تراثية فقط ولا أرغب بأن يكون هناك أكلات دخيلة في مطعمي."
تنافس روائحُ الطبخ الشهية رائحة أنقاضِ الحرب، ويعلن صوتُ أواني الطهي عن بِدء يوم عملٍ جديد لنساء مطلقات وأراملَ من الموصل، عبثت المعاركُ بأسرهم وفقدن معيلهن وبقين وحدهن في مواجهة الحياة.
أم عمار عاملة في المطعم:
"استشهد زوجي على يد تنظيم الدولة الإسلامية قبل سنوات وأصبحت وحيدة، لدي أطفال صغار وأنا المعيلة لهم. منذ بدء عملي في هذا المطعم تغيّر وضعي نحو الأفضل وأصبح حالي المادي مقبولاً نوعاً ما".
لم يقتصر العمل هنا على شريحة الأرامل والمطلقات فحسب، بل شمل خريجات لم تحالفهن المحسوبية في الحصول على تعيين أو وظيفة.
شيف المطعم هوازن علي تحدثت لإذاعة مونت كارلو الدولية عن السبب الذي دفعها للعمل في المطعم، والذي تمثل بإنهائها رحلة الدراسة في كلية الإدارة والاقتصاد ولم تستطع العثور على تعيين حكومي أو فرصة عمل باختصاصها، لذا قررت الالتحاق بكادر المطعم لتساعد والدها بمصاريف الحياة.
بوصلة الأنوف لا تُخطئ في إيصال الزبائنِ الى هذا المكان خصوصا أن الأكلات التي يقدمها مقتصرة على الشعبية والتراثية، وقد غادر أغلبها المطابخ بعد أن استوطنتها الأكلات السريعة بمسمياتها المغرية.
نوار علي زبون:
هناك الكثير من المطاعم الفاخرة في مدينة الموصل، لكننا أخترنا أنا ورفاقي هذا المطعم كونه جديد وأحببنا أن نجرب الطعام فيه، خصوصاً أن الأكلات المقدمة فيه تراثية وكثير منها لم تعد أمهاتنا تقوم بطبخها، إضافة الى تشجيعنا النساء العاملات فيه على العمل.
مثلُ هذه المشاريع، حتى وإن بدت بسيطة، تُسهم في إعالة النساء لأنفسهن وتغير حياتهن وتسد أعباء الحاجة والعوز في مدينة أرهقتها الحروب والأزمات المتتالية.
4.5
22 ratings
مع تغير مفاهيم العمل تبرز مشاريع ريادية تضيف لمسة مختلفة إلى الحياة البسيطة، ومنها هذا المشروع في المدينة القديمة للموصل، والذي سيسلط عليه الضوء مراسلنا من الموصل محمد طلال.
هنا في عُمق الأزقة الضيقة في المدينة القديمة للموصل، وعند ركن يُحيط به ركام الحرب، يَبرزُ مطعم صغير يقدمُ أطباقاً عراقية لها خصوصية، تعمل فيه كوادرَ نسائية فقط. صاحبة المشروع الدكتورة نُهاد عبد الوهاب، انعطفت بحياتها المهنية من عميدة سابقة لكليةِ الصيدلة الى صاحبة مطعم.
الدكتورة نهاد عبد الوهاب:
"المشروع خيري أكثر مما هو ربحي وفكرته جاءت لمساندة النساء الأرامل والمطلقات والخريجات والمتعففات في المدينة القديمة، وهن الأكثر تضرراً من الحرب ومعارك التحرير. أقدم أكلات تراثية فقط ولا أرغب بأن يكون هناك أكلات دخيلة في مطعمي."
تنافس روائحُ الطبخ الشهية رائحة أنقاضِ الحرب، ويعلن صوتُ أواني الطهي عن بِدء يوم عملٍ جديد لنساء مطلقات وأراملَ من الموصل، عبثت المعاركُ بأسرهم وفقدن معيلهن وبقين وحدهن في مواجهة الحياة.
أم عمار عاملة في المطعم:
"استشهد زوجي على يد تنظيم الدولة الإسلامية قبل سنوات وأصبحت وحيدة، لدي أطفال صغار وأنا المعيلة لهم. منذ بدء عملي في هذا المطعم تغيّر وضعي نحو الأفضل وأصبح حالي المادي مقبولاً نوعاً ما".
لم يقتصر العمل هنا على شريحة الأرامل والمطلقات فحسب، بل شمل خريجات لم تحالفهن المحسوبية في الحصول على تعيين أو وظيفة.
شيف المطعم هوازن علي تحدثت لإذاعة مونت كارلو الدولية عن السبب الذي دفعها للعمل في المطعم، والذي تمثل بإنهائها رحلة الدراسة في كلية الإدارة والاقتصاد ولم تستطع العثور على تعيين حكومي أو فرصة عمل باختصاصها، لذا قررت الالتحاق بكادر المطعم لتساعد والدها بمصاريف الحياة.
بوصلة الأنوف لا تُخطئ في إيصال الزبائنِ الى هذا المكان خصوصا أن الأكلات التي يقدمها مقتصرة على الشعبية والتراثية، وقد غادر أغلبها المطابخ بعد أن استوطنتها الأكلات السريعة بمسمياتها المغرية.
نوار علي زبون:
هناك الكثير من المطاعم الفاخرة في مدينة الموصل، لكننا أخترنا أنا ورفاقي هذا المطعم كونه جديد وأحببنا أن نجرب الطعام فيه، خصوصاً أن الأكلات المقدمة فيه تراثية وكثير منها لم تعد أمهاتنا تقوم بطبخها، إضافة الى تشجيعنا النساء العاملات فيه على العمل.
مثلُ هذه المشاريع، حتى وإن بدت بسيطة، تُسهم في إعالة النساء لأنفسهن وتغير حياتهن وتسد أعباء الحاجة والعوز في مدينة أرهقتها الحروب والأزمات المتتالية.
39 Listeners
4 Listeners
26 Listeners
6 Listeners
3 Listeners
5 Listeners