التعامل مع النص المنزل هو واحد من مواضيع القرآن الكريم الحساسة، وقد بيّنت الآيات الكريمة أن لكتب الله المنزلة قوانين، وفي حال تعاملَ المنزلُ عليهم معه بالتغافل كان لذلك التعامل مآل وعقوبة، وفي المقابل إن تعاملوا معه بالإقبال كان لذلك مآل آخر، وعلى هذا الأساس تتحدث بعض الآيات فتقول ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنْ الْكِتَابِ ﴾ الأعراف (37) أي ينالهم ما نصّت عليه قوانين الكتاب نفسه جزاء للتعامل معه باستهزاء أو ماشابه ذلك، موضوع كهذا يحتم علينا أن نتعامل مع الكتاب بفهم وإحساس حتى نتساير مع متطلباته بالتطبيق العملي.
في هذه الحلقة وهي بعنوان " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض " نتحدث فيها أولًا عن واحدة من قوانين التعامل مع التوراة فيما نصت عليه وبينته لأتباعها، وعن مآلات التعامل معها بضعف، ثم ننتقل بعد ذلك إلى موعظة أصحاب السبت التي عرضته سورة الأعراف كمثال من أمثلة عدم تطبيق حكم من أحكام الله، كان ذلك الحكم بمثابة البلاء والاختبار لهم، وبقي مثلًا وموعظة لمن خلفهم، نتأمل في ذلك المثل وننظر كيف كانت عقوبة التهاون أمر يبدو للناظر بسيطًا يسهل التهاون فيه.
﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴾ الأعراف (145)
﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ الأعراف (146)
﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ الأعراف (147)
﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ الأعراف (163)
﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ الأعراف (164)
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ الأعراف (165)﴿ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴾ الأعراف (166)
﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ الأعراف (167)