تشهد أوكرانيا إقبالا واسعا للنساء على وظائف كانت تقتصر سابقا على الرجال، خاصة في قطاعات البناء والزراعة والطاقة، وذلك بسبب مشاكل سوق العمل وتداعيات تعبئة الرجال للخدمة في الجيش الأوكراني حيث ترك هذا الأمر خلل في القوى العاملة في البلاد.

قيادة الرافعات والحفارات الى جانب سائقي الجرارات والشاحنات والحافلات وغيرها، مهن لم تعد حكرا على الرجال في أوكرانيا خلال الفترة الأخيرة فقد دخلت النساء بقوة الى مجالات كانت تعتبر تخصصا ذكوريا الى حد ما وفق ماتقول تاتيانا كارديل مديرة البرامج النشطة بمركز التوظيف الأوكراني.

تاتيانا كارديل - مديرة البرامج النشطة بمركز التوظيف الأوكراني:

تعتبر النساء جزء كبير من سوق العمل في أوكرانيا وعددهم في ارتفاع مستمر ويقارب في الفترة الأخيرة نحو 80 بالمئة وذلك تعتبر المرأة الأوكرانية اليد العاملة الرئيسية في البلاد

تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا وحاجة البلاد الى تعبئة الرجال للخدمة العسكرية ظروف فرضت واقعا جديدا على المرأة الأوكرانية وكانت السبب الرئيسي وراء اقتحامها هذه المهن الخشنة.

أكثر من ثلاثمائة وظيفة شاغرة مفتوحة لمشغلي الحفارات ومعدات البناء في أوكرانيا مؤخرا، هذا النقص دفع السلطات إلى اطلاق برامج تدريب للنساء والتشجيع عليها، التقينا أولغا وهي واحدة من المواطنات الأوكرانيات اللواتي التحقن بهذا التدريب.

تصريح أولغا - مواطنة أوكرانية:

أنا جد مهتمة بوظيفة مشغل حفارة ولذلك التحقت بهذا البرنامج حيث اقترحوا علي التدريب هنا وأنا متحمسة لذلك

رفعت العديد من الشركات الأوكرانية عدد موظفيها من النساء في وظائف كانت تقتصر سابقا على الرجال وذلك بشكل كبير بعدما  أدركت التحدي الجديد في نقص اليد العاملة وفق ما يؤكد سيرهي كيريتشينكو المدير الإقليمي لمؤسسة توزيع الوقود.

سيرهي كيريتشينكو المدير الإقليمي لمؤسسة توزيع الوقود:

قبل الحرب كان عدد الموظفين متساوي تقريبا 50 بالمئة للرجال و50 بالمئة للنساء في مختلف الوظائف، لكن للأسف ومع الحرب أصبح هذا العدد بنسبة 80 بالمئة مقابل 20 لصالح النساء

يقول الخبراء هنا أن القدرة الكبيرة على التكيف والمرونة التي أظهرتها النساء الأوكرانيات في مواجهة الظروف الصعبة ستساهم بشكل كبير في إعادة اعمار البلاد بعد الحرب حيث تكون الحاجة الماسة الى الايدي الماهرة.