تناولت المجلات الفرنسية مواضيع عدة لهذا اليوم 9 تشرين الثاني / نوفمبر 2025 من بينها تصويت مجلس الامن دعما لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية ، كما تزايد ظاهرة العنف في فرنسا بحسب ما صرح وزير الداخلية السابق برونو ريتايو، الى جانب دور النساء في المقاومة في أوكرانيا، والوضع بين الصين والولايات المتحدة بعد لقاء ترامب وشي جين بينغ. المجلات تناولت أيضا مسألة تغطية الإعلام الفرنسي للحروب، كما دور الذكاء الاصطناعي في الحد من الهدر الغذائي. 

Courrier international : المغرب يعلن النصر

حدث تاريخي، هكذا علّقت صحيفة "تيل كيل" المغربية بعد تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دعماً لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية تحت السيادة المغربية. 

 من جهته موقع "لوديسك" أكد أن هذا التصويت "يُكرّس انتصاراً دبلوماسياً حاسماً للرباط"، موضحاً أن النص "يُشكّل تحولاً ملحوظاً في العقيدة الأممية التي ظلت طويلاً تتركز على مبدأ تقرير المصير الذي تدافع عنه جبهة البوليساريو وراعيها الجزائر".

في المقابل علّقت صحيفة "لو ماتان دالجيري" قائلة إن الأمر يمثل "صفعة جديدة للدبلوماسية الجزائرية"، واصفة ما حصل في مجلس الأمن "بالانهيار الدبلوماسي" فالعواصم التي كانت حتى الأمس القريب تصطفّ خلف الجزائر، باتت تنظر اليوم في اتجاه آخر. حتى موسكو وبكين، اللتان كان يُنظر إليهما طويلاً على أنهما حليفان ثابتان، اختارتا الحياد، ما يجسد حالة الإحباط بحسب الأسبوعية.  

JDD : برونو ريتايو "رأيتُ الانحدارَ إلى الوحشيةِ بأمِّ عينيَّ"

يستعرض برونو ريتايو، وزير الداخلية الفرنسي السابق ورئيس حزب الجمهوريين، تجربته في الوزارة منتقدًا ما وصفه بـ"فشل السلطة" أمام تصاعد العنف والهجرة غير المنضبطة. يرى ريتايو أن التقدميين يسعون لطمس الواقع، مؤكدًا أن العنف ظاهرة مجتمعية عميقة، مشيرا الى أنه خلال ولايته، اتخذ إجراءات لتشديد سياسة الهجرة، منها تقليص التجنيس وتسوية الأوضاع، وتشديد مكافحة الاتجار بالمخدرات. ينتقد الوزير السابق ضعف التنسيق مع وزارة الخارجية، خصوصًا في ملف التأشيرات، ويدعو إلى سياسة أكثر حزمًا تجاه الجزائر التي يعتبرها معادية لمصالح فرنسا. كما يدعو من خلال المقابلة الى إلغاء المساعدة الطبية للأجانب غير الشرعيين، وإعادة فرض جريمة الإقامة غير القانونية، مؤكدا أن الاندماج شرط أساسي للتجنيس. 

ريتايو رأى أن الإرادة السياسية قادرة على إعادة ضبط الأمن والهجرة رغم غياب الأغلبية البرلمانية.

L’OBS: أوكرانيا، نساء في الصفوف الأمامية للمقاومة الصامتة

في الأراضي الأوكرانية المحتلة من قبل روسيا، تتصدر النساء الصفوف الأمامية للمقاومة، مجسدة دورًا حاسمًا في المواجهة. تعرض الأسبوعية شهادات لنساء اعتقلن بتهمة "التجسس" وتعرضن للتعذيب. يانا سوبوروفا، مديرة قناة تيليغرام "ميليتوبول هي أوكرانيا"، حُكم عليها بالسجن 14 عامًا بتهم الإرهاب والتجسس، تروي الآن قصص المقاومة عبر الإنترنت.

تنفذ شبكة النساء التي تدعى "زلا مافكا"، والتي تأسست في ميليتوبول، عمليات سرية غير عنيفة تشمل نشر ملصقات ورسائل رمزية، وحرق الأعلام الروسية، كما توزيع منشورات سرية لتعزيز الروح الوطنية.

تقول الصحيفة في مواجهة القمع والمخاطر المستمرة، تواصل هؤلاء النساء المقاومة الصامتة، ويأكدن أن دورهن في الحرب ليس فقط دفاعيًا، بل أيضًا رسالة تحدٍ وشجاعة تعكس إرادة أوكرانيا في الصمود.

Courrier international : الصين والولايات المتحدة، هدنة لا سلام

نقلا عن الأسبوعية البريطانية The Economist يشير المقال الى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح نفسه تقييمًا غير تقليدي بلغ "12 من 10"، معبّرًا عن رضاه التام عن اللقاء الذي جمعه بالرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية. 

القمة الأولى منذ عام 2019، أفضت إلى تهدئة مؤقتة في العلاقات بين واشنطن وبكين، إذ وافقت الصين على تأجيل القيود على صادراتها من المعادن النادرة، بينما جمدت الولايات المتحدة خططها لرفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية. كما ستستأنف بكين شراء فول الصويا الأميركي، مقابل خفض جزئي للرسوم العقابية الأميركية وفتح محدود لتصدير بعض أشباه الموصلات.

غير أن هذه "الهدنة التجارية" بحسب المجلة تبقى هشة، فالاتفاق لا يتضمن أي تعديل على الرسوم الأميركية البالغة 47%، كما يحتفظ ترامب بحق فرض قيود جديدة في أي وقت، ما يجعل مستقبل العلاقات بين البلدين مفتوحًا على كل الاحتمالات.

Marianne : حروب خارج دائرة الضوء

يشير المقال إلى أن الحروب والنزاعات في مناطق مثل السودان، وتيغراي، والكونغو، كما مالي، والصين، وأفغانستان أدت إلى مقتل الملايين ونزوح عشرات الملايين، لكنها غالبًا ما تغيب عن الإعلام الفرنسي بسبب بعدها أو بسبب ما وصفه الكاتب بقلة "ربحيتها". في المقابل، تهيمن حروب مثل غزة وأوكرانيا على التغطية الإعلامية بسبب تأثيرها المباشر على أوروبا وأمنها، ما يؤدي إلى تضخيم الانفعالات مثل معاداة السامية والاستقطاب السياسي. الكاتب يرى أن هذا التفاوت يحد من فهمنا العالمي ويقوض قيم الكرامة والمساواة. ويؤكد أن الإعلام يجب أن يسعى لتحقيق التوازن وتوسيع الأفق ليعكس جميع المآسي الإنسانية وليس فقط تلك التي تؤثر على الغرب مباشرة.

L’OBS: الذكاء الاصطناعي ضد الهدر الغذائي

تستعين المطاعم والمؤسسات الحكومية في فرنسا بنظام مبتكر يُعرف باسم Kikleo للحد من الهدر الغذائي وتحسين جودة الوجبات. يعتمد النظام على ذكاء اصطناعي للتعرف البصري على بقايا الطعام في الأطباق، حيث تُلتقط صور لكل طبق، ويتم تحليل كمية ونوع الطعام المهدور. هذه البيانات تمكن المسؤولين من معرفة وزن النفايات وتكلفتها وأثرها البيئي، وتعديل الحصص الغذائية والقوائم وفق تفضيلات الزبائن. 

وتقدم كاميرات مراقبة في المدارس، المستشفيات، والمطاعم، بيانات دقيقة حول النفايات، كما الكلفة والأثر البيئي. يشير المقال الى انه في خلال عامين، ساهم النظام في توفير 400 ألف وجبة، وخفض ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون ، كما توفير مليوني يورو.

تخطط Kikleo للتوسع في أوروبا وزيادة عدد المواقع المستفيدة، مؤكدة دور التكنولوجيا في الجمع بين الكفاءة الاقتصادية وحماية البيئة.