في صفحات هذا الكتاب، يتجلى العقل كقوة جوهرية نافعة، وقدرة تميز الإنسان. نتعرف من خلاله على فضائل العقل وأهميته، وندرك أن الذكاء يتخذ صوراً شتى ويظهر في مواقف متنوعة.
تأخذنا القصة عبر أبواب الكتاب المتعددة. نرى أمثلة للذكاء عند الأنبياء، الذين اصطفاهم الله، وكيف كانت لهم فطنة قوية. نمر بقصص الصحابة الكرام، مثل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وغيرهما، ونرى كيف كانت لهم كلمات وأفعال تدل على قوة فطرتهم ونباهتهم. ثم ننتقل إلى أخبار الخلفاء، والوزراء، والسلاطين والحجاب والشرطة، والقضاة، لنرى كيف استخدموا ذكاءهم في تدبير شؤون الحكم وفصل الخصومات وإصلاح الأمور. كما نجد قصصاً عن فطنة العلماء والزهاد، وكيف كان لهم نصيب وافر من هذه الصفة.
لا يقتصر الذكاء في هذا الكتاب على عليّة القوم، بل نرى أمثلة رائعة لذكاء وفطنة الأعراب وعامتهم، بل وحتى من الأطفال والنساء. يروي الكتاب كيف استخدم الأذكياء حيلهم للتخلص من المآزق الصعبة، وكيف كانت لهم أجوبة مسكتة تقطع الطريق على الخصم. كما يبيّن كيف يمكن بالذكاء أن يتغلب المرء على الرؤساء.
في كل قصة وحكاية، نجد درساً وعبرة. نتعلم كيف أن الاستدلال بالعقل وفهم الأمور هما سبيل النجاة والصلاح. يذكر الكتاب أن الفطنة ليست شيئاً يكتسب بمجرد العلم، بل هي موهبة وعطاء.
وهكذا، يطوف بنا كتاب "الأذكياء" بين دروب الذكاء والفطنة، مقدماً نماذج من الماضي لتكون منارة للحاضر، مؤكداً أن العقل إذا صقل بالعلم والتجربة، كان أداة قوية للإنسان في حياته. هذا الكتاب يدعونا للتأمل في عقول الرجال والاستفادة من تجارب الأذكياء.