يتكون داخل الإنسان الشغف وحب المعرفة منذ يومه الأول، يحاول أن يدرك العالم الصغير من حوله ومع مرور الوقت يهتم بفهم عالمة الكبير، فهم الكون من حولنا كان دوما أحد الاهتمامات التي شغلت العقل البشري على اختلاف العصور، فنجد أفكا را
فلسفيه محضة عن كون ثابت لامتناهي عند الفيلسوف الاغريقي ارسطو وفكره اخرى لحركه الأجرام السماوية تنشأ من مشاهدات
وحسابات العالم الإيطالي جاليليو جاليلي. وصولا إلى مفهوم نيوتن ووصفه للحركة على نطاق واسع في جميع أنحاء الكون،
وتظل كل تلك المحاولات الفلسفية والتجريبية تسعى لتوصف جانبا من الكون، ويأتي القرن ١٩ بمفاهيمه الجديدة ليخبرنا قصة
مختلفة عن هذا الكون .
مثل العديد من الأفكار الفيزيائية الحديثة قد يقودنا السؤال من أين بدأت الفكرة الجديدة عن الكون الي العبقري ألبرت أينشتاين ففي
عام ١٩١٥ وضع أينشتاين أسس نظريته العلمية "النسبية العامة" والتي يضع فيها توصيف هندسي لما يسمى الزمكان رباعي
الأبعاد وهو الفضاء ذو الأبعاد المكانية الثلاثة التي نعرفها؛ الطول والعرض والارتفاع، مضاف إليها الزمن كبعد رابع. وتصف
النظرية كيف ينحني الزمكان بتأثير الطاقة والكتلة داخله، تبدأ النظرية بأن الزمكان موجود ولا يحتويه أي شيء وإنما يحتوي
الزمكان كل شيء فيزيائي، وعليه فإن السؤال عما هو خارج الزمكان أو ما يحدده هو سؤال غير مطروح في إطار النسبية العامة .
الى هنا فإن النظرية تتحدث عن انحناءات في زمكان ثابت لا يتغير كما كانت الفكرة الراسخة عند معظم العلماء .
في عام ١٩٢٢ قدم العالم الروسي ألكسندر فريدمان حلول رياضية مختلفة لمعادلات ا
ما هو الانفجار العظي م ؟
لم يكن الانفجار العظيم انفجارا بالفعل، ولكن يعني بدأ الزمكان في التوسع في جميع الاتجاهات في وقت واحد. تعتبر لحظة بداية
التمدد هي نقطة بداية الزمن أي اللحظة التي تم حساب جميع اللحظات اللاحقة منها. يظن علماء الفلك أن التمدد بدأ من حالة
تسمى ب المتفردة كان فيها الكون المنظور -أي الكون الذي يصلنا منه الضوء- لا متناهي في الكثافة. وهنا يجب القول ان المتفردة
ليست نقطة في الزمكان وإنما هي حالة تمثل حدود النظرية. حالة المتفردة تعني أن النظرية لا تعمل في هذا النطاق وهناك العديد
من النماذج الرياضية التي تحاول تفسير هذه المرحلة .
في اول ٠.٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠١ قبل الثانية الأولى تمدد الكون في كل الاتجاهات بسرعة كبيرة
جدا جدا فيما يسمى بمرحلة التضخم. بعد قرابة الملي ثانية من بداية الزمن، كان الكون حارا جدا، حيث كانت حرارته ما بين ٤
إلى ٦ تريليونات درجة مئوية. بعد ذلك انخفضت درجة الحرارة تدريجيا الى ان سمحت بتكوين الجسيمات الأولية –الجسيمات
التي ليس لها أي مكون داخلي- مثل الكواركات والتي تكونت منها البروتونات والنيوترونات والتي تشكل أنوية الذرات. في أثناء
الثلاث دقائق الأولى من عمر الكون، كونت البروتونات والنيوترونات معا انوي ة الذرات؛ مثل نظير ذرة الهيدروجين المسمى
ديوتيريوم، الهيليوم وكمية صغيرة من الليثيوم. ومع انخفاض الحرارة أكثر توقفت عملية إنتاج الانوية .
بعد مرور حوالي ٣٨٠ ألف سنة من الانفجار العظيم، انخفضت درجة الحرارة أكثر وأكثر لدرجة تسمح بأن توجد الإلكترونات
في مداراتها حول أنوية الذرة وتكونت ذرات الهيدروجين والهليوم بشكل كامل، في هذا الوقت كان الكون في حالة من البلازما . وبدا الكون بعد تلك المرحلة في اشعاع الضوء والذي نقوم بقياسه الآن فيما يسمى بقياس "الخلفية الاشعاعية الميكروية " للكون
والذي يعتبر من أقوى الأدلة على الانفجار العظيم والذي تم اكتشافه عام ١٩٦٥ .
بعد قرابة ١٨٠ مليون سنة من لحظة التمدد بدأ الهيدروجين والهيليوم في الاحتراق وتكوين النجوم الأولى ليدخل الكون بذلك
مرحلة "الفجر الكوني" التي انتهت تقريبا بعد ٥٠٠ مليون سنة من الانفجار العظيم. في هذا الوقت بدأت المجرات الصغيرة التي
تكونت في بداية الكون في الاندماج معا لتكوين مجرات أكبر وبعد حوالي مليار سنة تشكلت الثقوب السوداء الهائلة في مراكز تلك المجرات الكبيرة، بعد ذلك ولمدة عدة مليارات من السنين استمر الكون في التطور. كما نشئه بشكل بطيء المجموعات
المجرية والخيوط الطويلة من الغاز والغبار الكوني والتي يمكننا أن نراها باستخدام التلسكوبات الفضائية اليوم .
منذ حوالي ٤.٥ مليار سنة تكون نظامنا الشمسي والكوكب الأزرق الذي نحيا عليه اليوم، وبالرغم من فهمنا واكتشفنا لكثير من
جوانب الكون إلا أنه هناك العديد من الأسئلة التي لم نستطع الإجابة عليها إلى الآن، إجابة كل سؤال تفتح الابواب الي العديد من
التساؤلات الجديدة لندرك أننا كلما تعلمنا عن الكون زادنا هذا شغفا لمعرفة أعمق
أفكار مغلوطة حول الانفجار العظي م :
- الانفجار العظيم لا يفسر نشأة الكون وإنما يفسر تطور الكون ومراحل هذا التطور .
- لم يكن هناك انفجار ولم تكن هناك شظايا الانفجار وإنما هو تمدد الزمكان بسرعة عالية جدا .
- المتفردة ليست مكان أو نقطة بداية للكون وإنما هي حالة تمثل حدود النظرية العلمية .
- توسع الكون يحدث في كل الاتجاهات بشكل منتظم وعليه كل نقطة تصلح مركز للكون.
#اختراعات #علوم #أبحاث #نشأة_الكون #الانفجار_العظيم #أوروبا #الكون #نجوم
#كواكب #ابحاث #اديان #اسلام ##eldddir_space #eldddir
#eldddir_ocean #eldddir_space #big_bang_theory #ماذا_يحدث
مشاركتك تسهم في صنع المحتوى. تواصل معانا الآن