لم يرد هذا الاسم في القرآن اسمًا إنما ورد فعلًا كما في قوله تعالى :{ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} وقوله :{وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ }.
وجاءت السنة بإثبات هذا الاسم لله عز و جل ،منها قوله صلى الله عليه وسلم : (إذا حكمتم فاعدلوا ،و إذا قتلتم فأحسنوا ،فإن الله محسن يحب المحسنين ) رواه الطبراني،وأبو نعيم بإسناد جيد.
ومعنى اسم الله (المحسن )يرجع إلى الفضل والإنعام والجود والإكرام والمن والعطاء،والإحسا ن وصف لازم له سبحانه ،لا يخلو موجود عن إحسانه طرفة عين بالإيجاد والإنعام والإمداد ،قال تعالى :{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ } وقال تعالى :{ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }.
و أعظم الإحسان التوفيق لهذا الدين وشرح الصدر للزوم طاعة رب العالمين ،والتثبيت على الحق والهدى إلى الممات ،إلى أن يتوج ذلك بأعظم الكرامة و أجلُّ الإحسان بدخول الجنان يوم القيامة ،ورؤية الكريم الرحمن المحسن المنان ،نسأله سبحانه من فضله العظيم و إحسانه الجزيل .
ثم إن الله سبحانه يحب من عباده أن يتقربوا إليه بمقتضى معاني أسمائه ،فهو الرحمن يحب الرحماء ،وهو الكريم يحب الكرماء ،محسن يحب المحسنين ،قال تعالى :{ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }.