هجوم قوات المعارضة السورية باتجاه حلب شكلت مفاجأة اول من أمس الأربعاء، واستمرت المعارك أمس، بوصول مجموعات من الجيش السوري الوطني، المدعوم من تركيا، إلى مشارف حلب وقطع الطريق الدولية بينها وبين دمشق، وكان لافتا عدم تدخل الطيران الحربي الروسي لمساندة قوات النظام السوري، التي انهارت دفاعاتها وتكبدت خسائر بشرية كبيرة.

ورغم أن التركيز الإعلامي انصب على مشاركة هيئة تحرير الشام، التي تعتبر منظمة إرهابية، في القتال الا ان مصادر محلية اكدت ان الاقتحامات الرئيسية نفذتها عناصر الجيش السوري الوطني، الذي فوجئ بسهولة تحقيق أهدافه، ما شجعه على الاندفاع لدخول حلب.

لكن يبدو أن أنقرة تعارض ذلك، وأنها أبلغت القوات المهاجمة، بوجوب الاكتفاء بالسيطرة على مناطق كان النظام وحلفاؤه الإيرانيون، يستخدمونها لقصف مناطق في ريفي حلب وادلب، ولذلك سمي الهجوم عملية ردع العدوان.

وفي دمشق، اكدت مصادر مطلعة ان رئيس نظام، بشار الأسد، زار موسكو أمس لبضع ساعات، قابل خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثم عاد.

ورغم الطابع المفاجئ للهجمات، إلا أن عددا كبيرا من المراقبين كان على علم بالتحضير لها، كما أن أجهزة النظام السوري أبلغت بشأنها عبر قنوات عدة.

وفيما أعلن في طهران عن مقتل القائد الإيراني للقوات الاستشارية في المعارك، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن "التطورات الميدانية في سوريا مخطط أمريكي صهيوني، لإرباك الأمن والاستقرار في المنطقة، عقب إخفاقات الكيان الصهيوني وهزائمه أمام المقاومة"، مشيرا إلى حربي لبنان وغزة.

وكان معظم المحللين ربط بين هذه التطورات والاتفاق على وقف إطلاق النار في لبنان، باعتبار أنها تبقي الضغوط على إيران ونظام الأسد، للتوقف عن تسليح حزب الله وفقا للاتفاق الجديد.

ويعتقد خبراء عسكريون، أنه لن يسمح لقوات المعارضة بتشكيل خطر على النظام، غير أنها يمكن أن تستعيد أراضي كانت تحت سيطرتها في منطقة خفض التصعيد، كما حددت عام 2018، ثم انتزعت منها بعد معارك عام 2020.

أما زيارة الأسد لموسكو، فقد تقنعه هذه المرة بالنظر ايجابيا الى المصالحة مع تركيا كما يريدها بوتين.