
Sign up to save your podcasts
Or
أربكت نتائج الانتخابات الأوروبية الأخيرة وصعود اليمين المتطرف المشهد السياسي في عدد من الدول الأوروبية، أهمها فرنسا نظرا لمكانتها السياسية والاستراتيجية داخل البناء الأوروبي، ولإمكانية انعكاسها السلبي على تماسك فرنسا الداخلي وموقعها العالمي.
صعود اليمين المتطرف في فرنسا ليس حديثاً اذ بدأ الاختراق منذ منتصف الثمانينات مع جان- ماري لوبات ،أما المنحى التصاعدي لليمين المتشدد فقد بدأ منذ عام 2002، عندما تمكن لوبان، مؤسس حزب "الجبهة الوطنية" الذي أصبح الآن يسمى "التجمع الوطني"، من إزاحة مرشح الحزب الاشتراكي من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، وهو ما شكل سابقة في تاريخ الجمهورية الخامسة . وحينها تم تطبيق مبدأ " الاتحاد الجمهوري" من اليمين واليسار والوسط ضد أقصى اليمين ، وهذا مكن جاك شيراك من التغلب بسهولة على غريمه .
بيد ان نتيجة الانتخابات الأوروبية في التاسع من يونيو الحالي ( 31,5 بالمائة) لصالح التجمع الوطني ، أتت تكريساً لصعود منتظم منذ وصول مارين لوبان مرتين إلى نهائيات الانتخابات الرئاسية في 2017 و 2022 .
اعتمد اليمين المتطرف على الأولوية الوطنية والشعبوية وأسلوب مواجهة المؤسسات القائمة من اجل الترويج لشعاراته ، وكان هناك عوامل مؤثرة اخرى مثل التخويف من الآخر وربط مشكلات الامن بتزايد الهجرة واللجوء، وتم ايضا استغلال الفشل الاقتصادي والتضخم لجذب الكثيرين من الطبقات الشعبية والوسطى .
هذا وتتمركز الأغلبية الموالية لأقصى اليمين في ضواحي المدن الكبرى وفي الضواحي المنعزلة، المحرومة من الخدمات الكافية . وبعد عام 2022، قضم اليمين المتشدد مزيداً من الأصوات في ضواحي باريس الكبرى، تضاف لتعزيز رصيده في بعض المناطق الشمالية الشرقية والجنوبية.
واللافت تمكن " التجمع الوطني" من تحقيق تقدم عند مختلف الفئات العمرية والطبقية. وهذه الديناميكية في الاندفاع تنقل التصويت لصالح اليمين المتطرف من تصويت عقابي ضد المؤسسة الحاكمة او ضد شخصية الرئيس او الحكومة إلى امكانية التحول لحزب يطمح ليكون البديل كي يمارس السلطة . وأكثر ما ساعده ان الكثير من الحكومات المتعاقبة اخذت تتبنى بعض افكارة في قوانين تتصل بالهجرة او بشؤون اخرى، وهذا عزز فرصه وجعله يطرق ابواب السلطة من دون تردد. والادهى كذلك، ان اليمين المتشدد استفاد ملياً من هشاشة وتراجع اليمين التقليدي وتهميشه لنفسه، كي يتجاوزه ويأخذ مكانه .
عشية الدور الاول من الانتخابات التشريعية المبكرة تؤكد استطلاعات الرأي ثبات تصدر التجمع الوطني وحلفائه من اليمين، وسيزداد حرج الرئيس ماكرون إذا لامس هذا التكتل الأكثرية المطلقة وفرض عليه المساكنة وفتح الباب على مصراعيه لازمة حكم لا سابق لها.
4.7
33 ratings
أربكت نتائج الانتخابات الأوروبية الأخيرة وصعود اليمين المتطرف المشهد السياسي في عدد من الدول الأوروبية، أهمها فرنسا نظرا لمكانتها السياسية والاستراتيجية داخل البناء الأوروبي، ولإمكانية انعكاسها السلبي على تماسك فرنسا الداخلي وموقعها العالمي.
صعود اليمين المتطرف في فرنسا ليس حديثاً اذ بدأ الاختراق منذ منتصف الثمانينات مع جان- ماري لوبات ،أما المنحى التصاعدي لليمين المتشدد فقد بدأ منذ عام 2002، عندما تمكن لوبان، مؤسس حزب "الجبهة الوطنية" الذي أصبح الآن يسمى "التجمع الوطني"، من إزاحة مرشح الحزب الاشتراكي من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، وهو ما شكل سابقة في تاريخ الجمهورية الخامسة . وحينها تم تطبيق مبدأ " الاتحاد الجمهوري" من اليمين واليسار والوسط ضد أقصى اليمين ، وهذا مكن جاك شيراك من التغلب بسهولة على غريمه .
بيد ان نتيجة الانتخابات الأوروبية في التاسع من يونيو الحالي ( 31,5 بالمائة) لصالح التجمع الوطني ، أتت تكريساً لصعود منتظم منذ وصول مارين لوبان مرتين إلى نهائيات الانتخابات الرئاسية في 2017 و 2022 .
اعتمد اليمين المتطرف على الأولوية الوطنية والشعبوية وأسلوب مواجهة المؤسسات القائمة من اجل الترويج لشعاراته ، وكان هناك عوامل مؤثرة اخرى مثل التخويف من الآخر وربط مشكلات الامن بتزايد الهجرة واللجوء، وتم ايضا استغلال الفشل الاقتصادي والتضخم لجذب الكثيرين من الطبقات الشعبية والوسطى .
هذا وتتمركز الأغلبية الموالية لأقصى اليمين في ضواحي المدن الكبرى وفي الضواحي المنعزلة، المحرومة من الخدمات الكافية . وبعد عام 2022، قضم اليمين المتشدد مزيداً من الأصوات في ضواحي باريس الكبرى، تضاف لتعزيز رصيده في بعض المناطق الشمالية الشرقية والجنوبية.
واللافت تمكن " التجمع الوطني" من تحقيق تقدم عند مختلف الفئات العمرية والطبقية. وهذه الديناميكية في الاندفاع تنقل التصويت لصالح اليمين المتطرف من تصويت عقابي ضد المؤسسة الحاكمة او ضد شخصية الرئيس او الحكومة إلى امكانية التحول لحزب يطمح ليكون البديل كي يمارس السلطة . وأكثر ما ساعده ان الكثير من الحكومات المتعاقبة اخذت تتبنى بعض افكارة في قوانين تتصل بالهجرة او بشؤون اخرى، وهذا عزز فرصه وجعله يطرق ابواب السلطة من دون تردد. والادهى كذلك، ان اليمين المتشدد استفاد ملياً من هشاشة وتراجع اليمين التقليدي وتهميشه لنفسه، كي يتجاوزه ويأخذ مكانه .
عشية الدور الاول من الانتخابات التشريعية المبكرة تؤكد استطلاعات الرأي ثبات تصدر التجمع الوطني وحلفائه من اليمين، وسيزداد حرج الرئيس ماكرون إذا لامس هذا التكتل الأكثرية المطلقة وفرض عليه المساكنة وفتح الباب على مصراعيه لازمة حكم لا سابق لها.
26 Listeners
2 Listeners
6 Listeners
3 Listeners
14 Listeners
103 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
121 Listeners
1 Listeners
6 Listeners