
Sign up to save your podcasts
Or
صدمة السابع من تشرين الأول أكتوبر 2023، هزت إسرائيل قيادة سياسية وجيشا ومجتمعا، وكان من الطبيعي أن تحدث تغييرا على كل المستويات، لذا فهي لم تتعامل مع هجوم حماس كما فعلت في ردودها السابقة على صواريخ غزة، في 2008 و2014 و2021، بل اعتبرت أن حجم خسائرها البشرية وعدد رهائنها المدنيين والعسكريين والضربة المعنوية لأمنها وهيبتها في ذلك اليوم، كانت حربا على وجودها نفسه، ودرجتها فورا في سياق معاداة السامية.
وبالتالي أعدت لرد غير مسبوق بتفاصيله كافة، الخطط العسكرية والأسلحة المستخدمة وحتى الأهداف التي حددتها خلال مرحلة القصف الجوي التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع، قبل أن تبدأ حربها البرية المفتوحة على قطاع غزة، ولا تزال مستمرة فيها إلى اليوم.
ولا يلوح في الأفق أي وقف لإطلاق النار رغم القلق الدائم على المحتجزين في غزة، ورغم السعي الدبلوماسي الأميركي المتواصل.
جاءت تلك الصدمة فيما كانت إسرائيل تشهد صراعا وانقساما داخليين بين حكومة يهيمن عليها اليمين الديني المتطرف، ومعارضة علمانية ترفض التغييرات المقترحة لمكانة القضاء في النظام وصلاحياته.
غير أن هجوم حماس وحد الإسرائيليين حول ضرورة الحرب لاستعادة الردع على نحو نهائي.
وطوال الشهور 12 الماضية، لم ينخفض التأييد للحرب بشكل يدفع الحكومة إلى التفكير في إنهائها، ومع تراجع قوة حماس والفصائل الأخرى في غزة، انتقل التأييد بنسبة كبيرة إلى دعم الحرب الدائرة الأن ضد حزب الله في لبنان، بغية إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم ومناطقهم.
وفي حال تدحرج التوتر مع إيران إلى حرب إقليمية، فإن حكومة بنيامين نتانياهو تبدي استعدادا لخوضها، مستندة بشكل خاص إلى تعهدات أميركية معلنة بالدفاع عن إسرائيل، وإلى تعزيز مستمر للقوات الأميركية في المنطقة.
ورغم الكارثة الإنسانية الهائلة التي أحدثتها الحرب في غزة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال ترفض البحث في أي من الاقتراحات الدولية، سواء بالنسبة إلى خيار حل الدولتين لمعالجة جذور الصراع مع الفلسطينيين، أو إلى إدارة غزة بعد الحرب، بل تخطط لوجود عسكري دائم فيها، فيما يطرح بعض وزرائها المتطرفين مشاريع للاستيطان في قطاع غزة.
4.7
33 ratings
صدمة السابع من تشرين الأول أكتوبر 2023، هزت إسرائيل قيادة سياسية وجيشا ومجتمعا، وكان من الطبيعي أن تحدث تغييرا على كل المستويات، لذا فهي لم تتعامل مع هجوم حماس كما فعلت في ردودها السابقة على صواريخ غزة، في 2008 و2014 و2021، بل اعتبرت أن حجم خسائرها البشرية وعدد رهائنها المدنيين والعسكريين والضربة المعنوية لأمنها وهيبتها في ذلك اليوم، كانت حربا على وجودها نفسه، ودرجتها فورا في سياق معاداة السامية.
وبالتالي أعدت لرد غير مسبوق بتفاصيله كافة، الخطط العسكرية والأسلحة المستخدمة وحتى الأهداف التي حددتها خلال مرحلة القصف الجوي التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع، قبل أن تبدأ حربها البرية المفتوحة على قطاع غزة، ولا تزال مستمرة فيها إلى اليوم.
ولا يلوح في الأفق أي وقف لإطلاق النار رغم القلق الدائم على المحتجزين في غزة، ورغم السعي الدبلوماسي الأميركي المتواصل.
جاءت تلك الصدمة فيما كانت إسرائيل تشهد صراعا وانقساما داخليين بين حكومة يهيمن عليها اليمين الديني المتطرف، ومعارضة علمانية ترفض التغييرات المقترحة لمكانة القضاء في النظام وصلاحياته.
غير أن هجوم حماس وحد الإسرائيليين حول ضرورة الحرب لاستعادة الردع على نحو نهائي.
وطوال الشهور 12 الماضية، لم ينخفض التأييد للحرب بشكل يدفع الحكومة إلى التفكير في إنهائها، ومع تراجع قوة حماس والفصائل الأخرى في غزة، انتقل التأييد بنسبة كبيرة إلى دعم الحرب الدائرة الأن ضد حزب الله في لبنان، بغية إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم ومناطقهم.
وفي حال تدحرج التوتر مع إيران إلى حرب إقليمية، فإن حكومة بنيامين نتانياهو تبدي استعدادا لخوضها، مستندة بشكل خاص إلى تعهدات أميركية معلنة بالدفاع عن إسرائيل، وإلى تعزيز مستمر للقوات الأميركية في المنطقة.
ورغم الكارثة الإنسانية الهائلة التي أحدثتها الحرب في غزة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال ترفض البحث في أي من الاقتراحات الدولية، سواء بالنسبة إلى خيار حل الدولتين لمعالجة جذور الصراع مع الفلسطينيين، أو إلى إدارة غزة بعد الحرب، بل تخطط لوجود عسكري دائم فيها، فيما يطرح بعض وزرائها المتطرفين مشاريع للاستيطان في قطاع غزة.
26 Listeners
2 Listeners
5 Listeners
3 Listeners
104 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
58 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
33 Listeners
3 Listeners
24 Listeners