لي صديق أعرفه منذ أن جئت للسويد، عرفته وأنا لا أحمل إلا بطاقة اللاجئين التي دخلت بها البرلمان لكي أتحدث في جلسة عن اليمن. كان أنديرش أوسيربيري مهتمّا باليمن وكان في ذلك الوقت عضوا في البرلمان، ويبعث رسائل لوزيرة الخارجية عن القضايا اليمنية التي تتعلّق بحقوق الإنسان.

كنت ممتنّة جدًّا لاهتمامه. ليس أنا فقط ولكن الكثير من المهاجرين هنا يشعرون بأنه قريب منهم. هو يعيش في منطقة يكثر فيها من هم من خلفيات مهاجرة، ورغم كثرة الجرائم فيها إلا أنّه يرفض أن يترك هذه المنطقة. يستطيع أنديرش أن يتحدّث العربية فهو يحفظ بضع كلمات تعلّمها، ويستخدمها في كلّ مرّة يعرف أنّ هناك شخصًا من خلفية عربية.

صحيفة سويدية وصفته بأنه ليس معروفا على المستوى العام ولكنّه معروف في منطقة يارفا، وهي من المناطق التي يُطلق عليها ضعيفة، ويسكن أغلبها أشخاص من خلفيات مهاجرة. بعد نجاح حزبه على مستوى مديرية استوكهولم انتقل من البرلمان ليعمل في البلدية كنائب للعمدة، ولكنها في إجازة حضانة، وبالتالي أصبح أنديرش عمدة بلدية استوكهولم.

يوصف أنديرش في صحيفة سويدية بأنه أقوى سياسي في استوكهولم، وساهم في الكثير من المشاريع التي تركّز على المناطق الضعيفة التي تحتاج للكثير من القرارات التي تتعلّق بالحفاظ على الشباب والأطفال الذين للأسف يتعرضون للاستهداف من قبل عصابات تجعلهم يعملون في الجريمة وقد يعرّضهم هذا للقتل.

من الجميل أنّ السياسيّ يستطيع أن يخدم بلده، ليس الجميع يهتمّ بقضايا تتعلّق بالمهاجرين، وربما المهاجرون بالنسبة لهم مجرد مصدر للإزعاج، ويريدون التخلّص منهم، ولكن القلائل من يحاولون أن يجدوا نقاط تواصل، ويُشعرون المهاجرين بأنهم مرحّب بهم، وهكذا يفعل أنديرش.