
Sign up to save your podcasts
Or
انعقد خلال الأسبوع المنقضي منتدى التعاون الصيني الإفريقي التاسع في بكين، في ظل حماسة يبدو أنها تريد استعادة زخم اللقاء بين الطرفين بعد جائحة كوفيد 19.
وبالرغم من أن هذا المنتدى يأتي في ظرف صيني صعب على المستوى الاقتصادي بسبب تباطؤ النمو، إلا أن القيادة الصينية حرصت على إنجاحه ودعم علاقاتها بالدول الإفريقية طبقا لسياستها الاستراتيجية.
ويبدو من خلال ما دار من نقاشات أن الصين لا تهتم بإفريقيا لذاتها، بل ربما تعتبرها أكثر من مجرد أداة لمواجهة الغرب. ونفهم ذلك أولا في مستوى التصريحات الصينية حول رؤيتها للعلاقات الدولية، فقد تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ عن ضرورة تشكل كتلة الجنوب الشامل كي تتمكن من حقها في التنمية بعيدا عن عقلية الاستعمار الغربي.
وقد اعتبر الرجل الأول في الصين أن الخيار الغربي في دول الجنوب قد فشل، وعلى الجنوب أن يعول على ذاته والصين جزء منه. يطرح هذا الخطاب الصيني تساؤلا أولا: لما استحضار ذلك الأخر الغربي والحال أن الموضوع يتعلق فقط بتعاون ثنائي؟ ثم ثانيا ما الفرق بين ما تطرحه الصين اليوم لإفريقيا وما تطرحه دول ذلك الغرب؟
والواضح من خلال الحديث عن كتلة الجنوب الشامل أن الصين تريد استعمال هذه القوة أساسا في إطار منافستها نفسها مع القوى الغربية من أجل صياغة نظام عالمي تكون فيه هي الفاعل الأبرز.
كما يظهر استعمال أفريقيا الأداة من جهة ثانية من خلال التركيز الصيني على أن التعاون مع بكين يشترط الاعتراف بالصين الموحدة، وفي ذلك دعوة صريحة لعدم التعامل مع تايوان وكأنها دولة ذات سيادة.
وهنا أيضا يوجد نوع من التجنيد للموقف الأفريقي ضد التوجهات السياسة الأمريكية الخارجية بالخصوص، لأن واشنطن تعد الحليف العسكري والسياسي الأول لتايوان.
وتطرح بكين أيضا نفسها نموذجا بديلا عما تعتبره نموذجا غربيا في الحكم والحوكمة. فقد أعلن القادة الصينيون في هذا اللقاء عن برنامج لتكوين القيادات الإفريقية في مجالات الحوكمة وقيادة الدول. والسؤال المطروح هنا أي نموذج سياسي تقترح الصين بديلا عما تعتبره نموذجا غربيا؟ بالتأكيد لن يكون نظام حكم يعتمد على الديمقراطية.
لذلك نفهم شدة التركيز على الحوكمة أكثر من الحكم في الخطاب الصيني. لا مناص في هذا المجال من أن يكون حكم الحزب الواحد على الطريقة الصينية وما تدعو إليه بكين باعتبار الديمقراطية نموذجا غربيا يفرز الهيمنة حسب الدعاية الصينية الروسية. بهذا المعنى، تكون أفريقيا بمثابة حصانة للصين ذاتها أمام جاذبية الديمقراطية داخلها.
4.7
33 ratings
انعقد خلال الأسبوع المنقضي منتدى التعاون الصيني الإفريقي التاسع في بكين، في ظل حماسة يبدو أنها تريد استعادة زخم اللقاء بين الطرفين بعد جائحة كوفيد 19.
وبالرغم من أن هذا المنتدى يأتي في ظرف صيني صعب على المستوى الاقتصادي بسبب تباطؤ النمو، إلا أن القيادة الصينية حرصت على إنجاحه ودعم علاقاتها بالدول الإفريقية طبقا لسياستها الاستراتيجية.
ويبدو من خلال ما دار من نقاشات أن الصين لا تهتم بإفريقيا لذاتها، بل ربما تعتبرها أكثر من مجرد أداة لمواجهة الغرب. ونفهم ذلك أولا في مستوى التصريحات الصينية حول رؤيتها للعلاقات الدولية، فقد تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ عن ضرورة تشكل كتلة الجنوب الشامل كي تتمكن من حقها في التنمية بعيدا عن عقلية الاستعمار الغربي.
وقد اعتبر الرجل الأول في الصين أن الخيار الغربي في دول الجنوب قد فشل، وعلى الجنوب أن يعول على ذاته والصين جزء منه. يطرح هذا الخطاب الصيني تساؤلا أولا: لما استحضار ذلك الأخر الغربي والحال أن الموضوع يتعلق فقط بتعاون ثنائي؟ ثم ثانيا ما الفرق بين ما تطرحه الصين اليوم لإفريقيا وما تطرحه دول ذلك الغرب؟
والواضح من خلال الحديث عن كتلة الجنوب الشامل أن الصين تريد استعمال هذه القوة أساسا في إطار منافستها نفسها مع القوى الغربية من أجل صياغة نظام عالمي تكون فيه هي الفاعل الأبرز.
كما يظهر استعمال أفريقيا الأداة من جهة ثانية من خلال التركيز الصيني على أن التعاون مع بكين يشترط الاعتراف بالصين الموحدة، وفي ذلك دعوة صريحة لعدم التعامل مع تايوان وكأنها دولة ذات سيادة.
وهنا أيضا يوجد نوع من التجنيد للموقف الأفريقي ضد التوجهات السياسة الأمريكية الخارجية بالخصوص، لأن واشنطن تعد الحليف العسكري والسياسي الأول لتايوان.
وتطرح بكين أيضا نفسها نموذجا بديلا عما تعتبره نموذجا غربيا في الحكم والحوكمة. فقد أعلن القادة الصينيون في هذا اللقاء عن برنامج لتكوين القيادات الإفريقية في مجالات الحوكمة وقيادة الدول. والسؤال المطروح هنا أي نموذج سياسي تقترح الصين بديلا عما تعتبره نموذجا غربيا؟ بالتأكيد لن يكون نظام حكم يعتمد على الديمقراطية.
لذلك نفهم شدة التركيز على الحوكمة أكثر من الحكم في الخطاب الصيني. لا مناص في هذا المجال من أن يكون حكم الحزب الواحد على الطريقة الصينية وما تدعو إليه بكين باعتبار الديمقراطية نموذجا غربيا يفرز الهيمنة حسب الدعاية الصينية الروسية. بهذا المعنى، تكون أفريقيا بمثابة حصانة للصين ذاتها أمام جاذبية الديمقراطية داخلها.
26 Listeners
2 Listeners
5 Listeners
3 Listeners
105 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
58 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
33 Listeners
3 Listeners
24 Listeners