
Sign up to save your podcasts
Or
خرج الدخان الأبيض في الفاتيكان، مساء الثامن من أيار/مايو، معلناً اختيار الحبر الأعظم الجديد. وكانت المفاجأة الأولى في سرعة التوافق أو الحسم بعد يومين على انعقاد مجمع الكرادلة، وتمثلت المفاجأة الثانية في اختيار الأمريكي الجنسية روبرت فرانسيس بريفيست وذلك لأول مرة في تاريخ الحاضرة، في تجاوز لقاعدة متفق عليها ضمناً بتجنب وصول أمريكي إلى هذا المنصب.
بعد حقبة التجديد والخروج عن التقليد للبابا الراحل فرنسيس، أتى اختيار عضو رهبنة الأوغسطينيين، والمعروفة بارتباطها بالتقاليد بقدر ارتباطها بالعمل الخيري.
بعد التغييرات والانقسامات، كان لا بد من تقديم شخصية مطمئنة وقادرة. ويجمع البابا الجديد بين الارتكاز على الحداثة والاهتمام بالمهمشين، وتحبيذ الوحدة والروح الجماعية.
تم التداول بقائمة قصيرة للخلافة تراوحت بين الأفريقي روبرت سارة المحافظ جداً، والإيطالي بييترو بارولين، الرجل الثاني في حقبة فرانسيس، وأتت مفاجأة ليون الرابع عشر، في استمرارية لدرب ليون الثالث عشر، البابا الذي صاغ العقيدة الاجتماعية للكنيسة، ولا سيما من خلال الرسالة العامة "الأشياء الجديدة" التي نشرت في عام 1891.
وباختصار، فإن هذا الوعد يمثل حبرية راسخة في الحداثة ومهتمة بالفقراء والمستبعدين و"الأطراف" في العالم على هدى فرنسيس الأول الذي كان ظاهرة.
فهو أول آت من الرهبنة اليسوعية للجلوس على كرسي القديس بطرس. وهو أول بابا قادم من أميركا اللاتينية، في زمن باتت معظم الكثلكة - ديموغرافيا - معجونة بالوقائع الكولونيالية - من أميركا اللاتينية إلى الفيليبين وصولا بأفريقيا - رغم أن الأساسي من عماراتها الفكرية والوجدانية لم يزل اوروبيا.
كان من اللافت ترداد البابا الجديد لكلمة السلام عدة مرات في خطبته الاولى، تعبيراً عن قلقه من العودة إلى دورة الحروب وتصدع العولمة وصعود النزعات المتشددة وأزمات الهجرة. والعبارة الأخرى كانت العدالة الاجتماعية في عالم يسيطر عليه أساطين المال.
يمثل "البابا الأمريكي" رمزية هائلة في عالم يخضع لحوكمة دونالد ترامب المترنحة وغير المنتظمة . لا يعد البابا معاديا لترامب، مع انه سبق له انتقاد الرئيس الأمريكي مرارا وتكرارا، وخاصة فيما يتعلق بالطرد الجماعي والعشوائي للمهاجرين.
بالرغم من ذلك، وصف سيد البيت الأبيض اختيار البابا الجديد بأنه "شرف عظيم" لبلاده، ولكن من المرجح أن يكون التعايش بين الرجلين حساسا. ومن المتوقع أن تتعزز سلطة الأساقفة الأمريكيين، الذين اصطدموا مع إدارة ترامب.
لن يكون ليون الرابع عشر مقداماً في إصلاحاته كما فرنسيس، لكنه لن يجاري الثورة المحافظة لليمين الجديد حول العالم.
4.7
33 ratings
خرج الدخان الأبيض في الفاتيكان، مساء الثامن من أيار/مايو، معلناً اختيار الحبر الأعظم الجديد. وكانت المفاجأة الأولى في سرعة التوافق أو الحسم بعد يومين على انعقاد مجمع الكرادلة، وتمثلت المفاجأة الثانية في اختيار الأمريكي الجنسية روبرت فرانسيس بريفيست وذلك لأول مرة في تاريخ الحاضرة، في تجاوز لقاعدة متفق عليها ضمناً بتجنب وصول أمريكي إلى هذا المنصب.
بعد حقبة التجديد والخروج عن التقليد للبابا الراحل فرنسيس، أتى اختيار عضو رهبنة الأوغسطينيين، والمعروفة بارتباطها بالتقاليد بقدر ارتباطها بالعمل الخيري.
بعد التغييرات والانقسامات، كان لا بد من تقديم شخصية مطمئنة وقادرة. ويجمع البابا الجديد بين الارتكاز على الحداثة والاهتمام بالمهمشين، وتحبيذ الوحدة والروح الجماعية.
تم التداول بقائمة قصيرة للخلافة تراوحت بين الأفريقي روبرت سارة المحافظ جداً، والإيطالي بييترو بارولين، الرجل الثاني في حقبة فرانسيس، وأتت مفاجأة ليون الرابع عشر، في استمرارية لدرب ليون الثالث عشر، البابا الذي صاغ العقيدة الاجتماعية للكنيسة، ولا سيما من خلال الرسالة العامة "الأشياء الجديدة" التي نشرت في عام 1891.
وباختصار، فإن هذا الوعد يمثل حبرية راسخة في الحداثة ومهتمة بالفقراء والمستبعدين و"الأطراف" في العالم على هدى فرنسيس الأول الذي كان ظاهرة.
فهو أول آت من الرهبنة اليسوعية للجلوس على كرسي القديس بطرس. وهو أول بابا قادم من أميركا اللاتينية، في زمن باتت معظم الكثلكة - ديموغرافيا - معجونة بالوقائع الكولونيالية - من أميركا اللاتينية إلى الفيليبين وصولا بأفريقيا - رغم أن الأساسي من عماراتها الفكرية والوجدانية لم يزل اوروبيا.
كان من اللافت ترداد البابا الجديد لكلمة السلام عدة مرات في خطبته الاولى، تعبيراً عن قلقه من العودة إلى دورة الحروب وتصدع العولمة وصعود النزعات المتشددة وأزمات الهجرة. والعبارة الأخرى كانت العدالة الاجتماعية في عالم يسيطر عليه أساطين المال.
يمثل "البابا الأمريكي" رمزية هائلة في عالم يخضع لحوكمة دونالد ترامب المترنحة وغير المنتظمة . لا يعد البابا معاديا لترامب، مع انه سبق له انتقاد الرئيس الأمريكي مرارا وتكرارا، وخاصة فيما يتعلق بالطرد الجماعي والعشوائي للمهاجرين.
بالرغم من ذلك، وصف سيد البيت الأبيض اختيار البابا الجديد بأنه "شرف عظيم" لبلاده، ولكن من المرجح أن يكون التعايش بين الرجلين حساسا. ومن المتوقع أن تتعزز سلطة الأساقفة الأمريكيين، الذين اصطدموا مع إدارة ترامب.
لن يكون ليون الرابع عشر مقداماً في إصلاحاته كما فرنسيس، لكنه لن يجاري الثورة المحافظة لليمين الجديد حول العالم.
26 Listeners
2 Listeners
5 Listeners
3 Listeners
15 Listeners
108 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
120 Listeners
1 Listeners
4 Listeners