
Sign up to save your podcasts
Or
حلت منذ أيام الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب متعددة الأبعاد في السودان، من دون أن تفلح الجهود الإقليمية والدولية في وضع حد للعنف الذي حول هذا البلد الأفريقي- العربي إلى أكبر مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين. أضف إلى ذلك الخسائر الباهظة في كل القطاعات وأخيراً قدرت وزارة الزراعة والغابات خسائر القطاع الزراعي لوحده بأكثر من 10 مليارات دولار.
بالرغم من منعطف استعادة القوات السودانية المسلحة العاصمة الخرطوم في الشهر الماضي، وتبشيرها بالحسم العسكري ، تدلل التطورات في غرب السودان على احتمال استمرارية الحرب الدامية والمنسية.
والأدهى من ذلك ، استمرار الاستعصاء السياسي حسبما أشار بوضوح فشل المؤتمر الدولي الذي انعقد في لندن الثلاثاء الماضي ، في غياب الولايات المتحدة، وفي سابقة لم تتعود عليها الدبلوماسية البريطانية انعقد اللقاء بغياب ممثلي الأطراف السودانية . وعلى كل ٍّشكل المؤتمر اعترافاً بالعجز الضمني عن التوصل إلى خريطة طريق لوقف الكارثة الزاحفة على السودان.
للتذكير بدأت هذه الحرب قبل عامين بصراع على السلطة بين الجنرالين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دوقلو المعروف باسم "حميدتي" ومقاتليهما: القوات المسلحة السودانية من جهة وقوات الدعم السريع، التي كانت في السابق الميليشيا المساعدة للجيش.
في البدايات، اجبرت نجاحات الميليشيا العسكرية الحكومة السودانية على نقل العاصمة إلى بورتسودان. لكن في الأشهر الأخيرة، أدى التحول في ميزان القوى بين المعسكرين إلى تحول الصراع.فبعد عام ونصف من الهزائم والتراجعات في مواجهة الميليشيات شبه العسكرية، فرض الجيش السوداني نفسه أواخر عام 2024 في وسط البلاد. واستولى على ولاية سنار، ثم الجزيرة، وأخيراً (في نهاية مارس/آذار) العاصمة الخرطوم. حيث يقع القصر الرئاسي في قلب المدينة، وهو الآن تحت سيطرة الجيش.
واللافت ان هذه السيطرة قطعت الطريق على توجه الدعم السريع للإعلان مع حلفائه من هذا المكان الرمزي عن تشكيل حكومتهم الموازية.
في هذا الوقت يستمر القتال والموت الزؤام.
في آخر الاخبار السودانية نسجل المعاناة الإنسانية في ام درمان ، وسقوط المزيد من القتلى في الفاشر نتيجة هجمات الدعم السريع، وكل ذلك يعني استمرار النزف .
في الخلاصة ، تدخل الحرب عامها الثالث، وقد تغيّر كثيرٌ من معالم المعركة، وتغيّر ميزان القوى في ميدان القتال، وأثّر ذلك على مواقف الفاعلين الإقليميين والدوليين، لكن من دون القول بامكانية الحسم من دون أي حل سياسي. ظن انصار البرهان ان انتصارات القوات المسلحة اخذت تؤدي إلى فرض إرادة الدولة السودانية. لكن انصار حميدتي ومع الإعلان عن الحكومة الموازية يرفضون الإقرار بذلك وتستمر دوامة الاستعصاء
4.7
33 ratings
حلت منذ أيام الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب متعددة الأبعاد في السودان، من دون أن تفلح الجهود الإقليمية والدولية في وضع حد للعنف الذي حول هذا البلد الأفريقي- العربي إلى أكبر مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين. أضف إلى ذلك الخسائر الباهظة في كل القطاعات وأخيراً قدرت وزارة الزراعة والغابات خسائر القطاع الزراعي لوحده بأكثر من 10 مليارات دولار.
بالرغم من منعطف استعادة القوات السودانية المسلحة العاصمة الخرطوم في الشهر الماضي، وتبشيرها بالحسم العسكري ، تدلل التطورات في غرب السودان على احتمال استمرارية الحرب الدامية والمنسية.
والأدهى من ذلك ، استمرار الاستعصاء السياسي حسبما أشار بوضوح فشل المؤتمر الدولي الذي انعقد في لندن الثلاثاء الماضي ، في غياب الولايات المتحدة، وفي سابقة لم تتعود عليها الدبلوماسية البريطانية انعقد اللقاء بغياب ممثلي الأطراف السودانية . وعلى كل ٍّشكل المؤتمر اعترافاً بالعجز الضمني عن التوصل إلى خريطة طريق لوقف الكارثة الزاحفة على السودان.
للتذكير بدأت هذه الحرب قبل عامين بصراع على السلطة بين الجنرالين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دوقلو المعروف باسم "حميدتي" ومقاتليهما: القوات المسلحة السودانية من جهة وقوات الدعم السريع، التي كانت في السابق الميليشيا المساعدة للجيش.
في البدايات، اجبرت نجاحات الميليشيا العسكرية الحكومة السودانية على نقل العاصمة إلى بورتسودان. لكن في الأشهر الأخيرة، أدى التحول في ميزان القوى بين المعسكرين إلى تحول الصراع.فبعد عام ونصف من الهزائم والتراجعات في مواجهة الميليشيات شبه العسكرية، فرض الجيش السوداني نفسه أواخر عام 2024 في وسط البلاد. واستولى على ولاية سنار، ثم الجزيرة، وأخيراً (في نهاية مارس/آذار) العاصمة الخرطوم. حيث يقع القصر الرئاسي في قلب المدينة، وهو الآن تحت سيطرة الجيش.
واللافت ان هذه السيطرة قطعت الطريق على توجه الدعم السريع للإعلان مع حلفائه من هذا المكان الرمزي عن تشكيل حكومتهم الموازية.
في هذا الوقت يستمر القتال والموت الزؤام.
في آخر الاخبار السودانية نسجل المعاناة الإنسانية في ام درمان ، وسقوط المزيد من القتلى في الفاشر نتيجة هجمات الدعم السريع، وكل ذلك يعني استمرار النزف .
في الخلاصة ، تدخل الحرب عامها الثالث، وقد تغيّر كثيرٌ من معالم المعركة، وتغيّر ميزان القوى في ميدان القتال، وأثّر ذلك على مواقف الفاعلين الإقليميين والدوليين، لكن من دون القول بامكانية الحسم من دون أي حل سياسي. ظن انصار البرهان ان انتصارات القوات المسلحة اخذت تؤدي إلى فرض إرادة الدولة السودانية. لكن انصار حميدتي ومع الإعلان عن الحكومة الموازية يرفضون الإقرار بذلك وتستمر دوامة الاستعصاء
3,459 Listeners
26 Listeners
3 Listeners
6 Listeners
3 Listeners
3,683 Listeners
694 Listeners
14 Listeners
1 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
8 Listeners
16 Listeners