مقترح جديد للهدنة في غزة لكن الحكومة لا تزال بعيدة عن مزاج إنهاء الحرب، والوضع الإنساني في القطاع يبلغ أسوأ مراحله بعد خمسين يوماً من الحصار الكامل بلا أي مساعدات.

لم تشهد عقدة مفاوضات غزة أي تغيير، فإسرائيل لا تريد إنهاء الحرب، لكنها تطالب بالإفراج عن المحتجزين، وحماس مستعدة لإطلاقهم جميعا شرط وقف الحرب، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

مقترحات كثيرة طرحتها مصر وقطر منذ انهيار الاتفاق السابق لوقف إطلاق النار، لكنها رفضت من جانب إسرائيل التي قدمت أيضا بدورها مقترحا الأسبوع الماضي، يتضمن نزع سلاح حماس وتسليم جميع الأسرى مقابل البحث في إنهاء الحرب وشكل اليوم التالي في غزة، لكن حماس رفضته.

ويوم الأحد الماضي جاء وفد إسرائيلي إلى القاهرة، فيما وصل إليها أمس وفد من قيادة حماس. وذكر أن هناك مقترحا جديدا عرضه رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو في واشنطن.

ويبدو أن الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي تطرقا إليه خلال اتصال هاتفي بينهما يوم الثلاثاء. وكان متوقعا أن تدرس الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل هذا المقترح.

لكن الانقسامات داخل الحكومة لا تزال تحول دون التوافق على وقف الحرب. بل أن المصادر أفادت بأن الاتجاه هو نحو توسيع رقعة الاحتلال في قطاع غزة، وليس الانسحاب منه.

ولذلك قال رئيس الوزراء القطري إن سلوك إسرائيل لا يدل على رغبتها في صفقة، لكن في الأثناء ازداد الوضع الإنساني سوءا في القطاع.

وكشفت تصريحات للسفير الأمريكي الجديد في إسرائيل مايك هاكابي عن حقيقة الموقف، إذ قال إن دخول المساعدات إلى غزة مرهون بتوقيع حماس على صفقة لتبادل الأسرى.

ومنذ الثاني من آذار/ مارس الماضي، أُغلقت كل المعابر ومنع إدخال أي غذاء أو مواد طبية أو وقود. وتتفق منظمات الإغاثة الدولية على أن الأزمة الانسانية بلغت أسوأ مراحلها منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وقال فيليب لازاريني مفوض وكالة الاونروا إن غزة أصبحت موطنا لليأس، وإن الجوع يتمدد فيها ويتفاقم بشكل متعمد.

واعتبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن إسرائيل تهدف إلى القضاء على قدرة المدنيين على البقاء عبر تدمير سبل العيش. وكان الحصار المفروض على غزة حال دون إدخال لقاحات ضد شلل الاطفال، ما يعوق المرحلة الرابعة من التلقيح لتعزيز الوقاية من هذا المرض.