السيدة موزة بنت حمد بن سالم بن سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدية، زوجة السلطان برغش ثاني سلاطين الأسرة البوسعيدية بسلطنة زنجبار. تزوجت السيدة موزة من السيد برغش ابن السلطان سعيد بن سلطان، وأنجبت ثلاث بنات: نونو وشريفة وعلياء، وولدين هما: سيف وخالد، تُوفى سيف في حياة والده السلطان برغش
(1287-1305هـ/ 1870-1888م)، وكانت وفاته في 5 ذي القعدة 1298هـ/ 30 سبتمبر 1882م. أما خالد فتُوفى في عهد السلطان خليفة بن حارب
(1329-1380هـ/ 1911-1960م) في رمضان 1345هـ/ مارس 1927م.كانت السيدة موزة بنت حمد صاحبة النفوذ في عهد زوجها السلطان برغش، وبعد وفاة أخته السيدة خولة سنة 1875م أصبحت السيدة موزة المستشارة الأولى لزوجها، وصاحبة النفوذ داخل القصر السلطاني "بيت العجائب" وكان السلطان برغش يستشيرها في بعض أمور الدولة، ففي حادثة تثبت ثقة السلطان برغش بها، أثناء رحلته إلى أوروبا حيث يعد السلطان برغش أول السلاطين الذين سافروا إلى بريطانيا لزيارة الملكة في عام 1875م، وفي هذه الرحلة لم يصطحب زوجته السيدة موزة معه وربما كان هذا القرار له أهميته ويثبت كذلك بعد نظر السلطان برغش وثقته في زوجته السيدة موزة في الإمساك بزمام الأمور في حال حدث طارئ يهدد الأمن الداخلي لزنجبار أثناء غيابه، وهو ما حدث بالفعل حيث ظهر بعض التمرد من قبل السيد خليفة بن سعيد أخو السلطان برغش، وكان علم بذلك السيد علي بن سعود نائب السلطان برغش وتدارك الأمر هو وزوجة السلطان برغش السيدة موزة، وظهر دورها هنا من خلال بعض القرارات التي أخذتها وقام بتنفيذها السيد علي، فاستطاع السيطرة على الأمر، وألقى القبض على السيد خليفة ومنعه من الخروج حتى عودة السلطان برغش إلى زنجبار.ظهر الدور الأهم للسيدة موزة أثناء مرض زوجها السلطان برغش فعلى على عكس جميع زوجات سلاطين زنجبار من قبل، كانت الوحيدة التي ترافق زوجها في معظم رحلاته إلى مسقط، وعندما أصيب زوجها السلطان برغش بداء السل، رافقته في رحلته العلاجية إلى عُمان للاستشفاء من عين ماء حارة تقع في بلدة غلا ببوشر، في مركبه البخاري (الدخاني) المسمى إنيانزه، وعندما وصل غلا استحم من العين لكنه لم يستفد منها لذلك همَّ بالرجوع إلى زنجبار، هنا حاول أخوه السلطان تركي بن سعيد
(1287-1305هـ/ 1871-1888م)منعه من السفر ليحقق حلمه باستعادة شقي الإمبراطورية العُمانية الآسيوي والأفريقي كما كانت في عهد والدهما السلطان سعيد بن سلطان؛ لكن ظهر فطنة وسرعة بديهة وحسن تصرف السيدة موزة فعندما علمت بخطة السلطان تركي أمرت القبطان بالسفر دون علم السلطان تركي، فخرج المركب قبل وصوله وجنوده إلى المركب، وتحرك المركب تحت إمرة السيدة موزة ولم يتوقف لحماية زوجها السلطان برغش من الحجر عليه؛ لكن السلطان برغش تُوفى في الباخرة في طريق العودة إلى زنجبار ليلة الخميس 14 رجب 1305هـ/ 27 مارس 1888م ، ودُفن بجوار أبيه وأخويه خالد وماجد في المقبرة الملكية (السلطانية) وعمره 51 عاماً.كما يظهر مكانة السيدة موزة ونفوذها من خلال ما أفادت به الوثائق العثمانية حيث أشارت إلى إكرام السلطان العثماني للسيدة موزة لمكانة زوجها السلطان برغش ودوره في توطيد العلاقات مع الدولة العثمانية، حيث قام السلطان العثماني بتوجيه والي الحجاز للترحيب بالسيدة موزة بنت حمد والقيام بكل ما هو مطلوب لتسهيل أداء فريضة الحج وذلك في عام 1895م. وتوفيت السيدة موزة في 13 شوال 1336هـ/ 21 يوليو 1918م في عهد السلطان خليفة بن حاب البوسعيدي.