بمجرد وصولهم الى السلطة ألغى العُمّاليون الخطة المثيرة للجدل تلك التي كانت تقضي بترحيل طالبي اللجوء من مهاجري القوارب إلى رواندا. ورغم أن المحافظين قطعوا أشواطا بعيدة في تنفيذ الخطة المذكورة وأنفقوا عليها ما لا يقل عن ثلاث مئة مليون جنيه استرليني لجعلها قابلة للتنفيذ، إلا أن العماليين لم يترددوا في التخلص منها واستبدالها بخطة مختلفة تعتمد استهداف عصابات المهربين.
يريدون نشر مئات الضباط في أوروبا لاستهداف شبكات عصابات المهربين وتفكيكها.
لا بد هنا من تعاون وثيق مع دول الاتحاد الأوروبي
لكن التحدي الكبير بالنسبة للعماليين هو تحدي الوقت متى ستأتي مقاربتهم التي تقوم على أنقاض خطة الترحيل الى رواندا ... متى ستأتي أكلها.
بربرا اعلامية بريطانية:
"إن لم يتمكن العماليون من إثبات نجاح خطتهم في أقرب وقت فسيكون لذلك عواقب سياسية.. قد يعتقدون بطريقة ما أنه بالنظر الى المستوى الكبير الذي وصلوا اليه وبالنظر الى أن لديهم عدد كبير من النواب الجدد يمكنهم الإفلات من عدم الالتزام بما وعدوا به ... أعتقد أن الشارع لن يمنحهم وقتًا طويلاً لإظهار قدرته على تحطيم اللعبة.
وليس بديهيا أن يستجيب الاتحاد الأوروبي دون شروط للتعاون مع مقاربة حكومة العماليين.
توني ترافرس، خبير الشؤون الحكومية بكلية لندن للاقتصاد:
"المزيد من التعاون مع الاتحاد الأوروبي على الضفة الأخرى للقناة الانجليزية قد يتطلب الخضوع لشروط الاتحاد ...هناك طرق أعتقد أن حكومة العماليين ستعتمد عليها لتحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي لكنها ستصادف شروطا قد يضعها الأوروبيون عندما يتعلق الأمر مثلا بالاستفادة من قواعد البيانات هذا ربما سيتطلب من المملكة المتحدة قبول المزيد من طالبي اللجوء... نقطة الى السطر."
خطة الحكومة العمالية التي ستستعمل ما تبقى من الأموال التي كانت مرصودة لخطة الترحيل إلى رواندا تهدف إلى كسر نموذج العمل الذي اعتمده المهربون إلى يومنا هذا.
شارلي جوهاست نائب برلماني من حزب المحافظين:
"خطة العماليين إن جاز ت تسميتها بهذا الاسم يجب بدءا أن تكون قابلة للتنفيذ
وأعتقد أنه لو كان الأمر يستدعي حلا بسيطًا لتمكنت الحكومة السابقة من السيطرة على المشكلة في وقت أبكر.
كما نعلم فإن العمل مع شركائنا الدوليون يضع تحديات لمشكلة الهجرة فليس من السهل حل المشكلة المتعلقة بالجريمة المنظمة والاتجار بالأشخاص."
وينبه مراقبون الى أن تنفيذ الخطة الجديدة لمحاربة الهجرة غير القانونية سيتم بخلفية محاربة الإرهاب والتي ستفترض حزما أمنيا لسنا ندري عمليا إن كان سيطال المهربين أم سيكتفي بعصابات المهربين.
دانيال كاوزنسكي نائب برلماني سابق عن حزب المحافظين.
"أنا منزعج للغاية لأن العماليين ألغوا مخطط الترحيل الى رواندا فما فعلوه سيكون بمثابة ضوء أخضر لهذه العصابات الإجرامية لكي تواصل عملها في القناة الإنجليزية، سترون هذا الصيف كيف سيعبر آلاف المهاجرين غير الشرعيين إلى شواطئنا لأنه لا يوجد رادع يقف أمامهم."
ولأن خطة العماليين لا تبدو في نظر الكثيرين عملية بدأ الحديث عن لما لا أن يؤمن الطريق أمام المهاجرين غير القانونيين للمجيء الى بريطانيا وطلب اللجوء. ما يعيد المشكلة الى المربع الأول.