
Sign up to save your podcasts
Or
إسرائيل مرشحة للتشدد في مواقفها، سياسياً وعسكرياً، بعد انكشاف المجاعة في غزة واتجاه مزيد من الدول الأوروبية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.
مع إعلان رئيس الوزراء البريطاني نية الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول/ سبتمبر المقبل، صحت توقعات باريس بأن إعلانا مماثلا صدر عن الرئيس الفرنسي سيخلق زخما دبلوماسيا ويجتذب دولا أُخرى.
وجاء مؤتمر حل الدولتين في الأمم المتحدة والوثيقة الختامية التي توصل إليها ليشكل دفعا دبلوماسيا إضافيا وخلفية سياسية متينة، لا للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة فحسب، بل أيضاً وخصوصا لكسر الحصار الإسرائيلي الذي قاد إلى المجاعة.
فهذه المجاعة هي التي غيرت المزاج الدولي الغربي الذي كان يؤثر الصمت لئلا يغضب الإدارة الأمريكية ورئيسها المتمسكة بالدعم المطلق لإسرائيل حتى في ممارساتها المدانة حول العالم.
ورغم أن دونالد ترامب نفى تماما أن يكون قد بحث خلال لقائه مع رئيس الوزراء كير ستارمر خطط بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطينية، إلا أن طبيعة العلاقة بين الدولتين تفترض على الأقل أن يكون ترامب قد أخذ علما بالأمر.
وفي أي حال، كانت مواقف الرئيس الأمريكي في الأيام الأخيرة واضحة بمطالبته إسرائيل بتغيير نمط الحرب، وزيادة مراكز توزيع المساعدات. فيما كانت مصادر أمريكية تنثر هنا وهناك أن واشنطن تعمل على اتفاق ينهي الحرب.
غير أن إسرائيل رفضت البحث في وقف إطلاق النار تحت الضغوط، ولم تغير نهجها اليومي، إذ قتل وجرح أمس عشرات الأشخاص خلال انتظارهم المساعدات.
وقبل وصول المبعوث الامريكي ستيف ويتكوف اليوم إلى إسرائيل، تبدو الأخيرة أكثر اتجاها إلى التشدد ردا على الزلزال الدبلوماسي الذي تتعرض له حربها على غزة. فلا شك أنها كانت تستبعد الموقف البريطاني الذي اقترب كثيرا من الاعتراف بدولة فلسطين.
ومع أن رئيس الوزراء ستارمر ربط اعترافه بصيغة شرطية تسمح بالعودة عنه عند الضرورة، إلا أن الخطوات الحيوية التي دعا إسرائيل إلى اعتمادها مقابل التخلي عن الاعتراف من شأنها أن تنسف حكومة بنيامين نتنياهو. فالأخير لا يستطيع استجابة مطالب ستارمر بوقف الحرب وإنهاء الوضع الإنساني المتدهور في غزة. ولا تأكيد أنه لن يكون هناك ضم للضفة الغربية، كما لا يمكنه التزام عملية سلام تفضي إلى حل الدولتين.
4.7
33 ratings
إسرائيل مرشحة للتشدد في مواقفها، سياسياً وعسكرياً، بعد انكشاف المجاعة في غزة واتجاه مزيد من الدول الأوروبية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.
مع إعلان رئيس الوزراء البريطاني نية الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول/ سبتمبر المقبل، صحت توقعات باريس بأن إعلانا مماثلا صدر عن الرئيس الفرنسي سيخلق زخما دبلوماسيا ويجتذب دولا أُخرى.
وجاء مؤتمر حل الدولتين في الأمم المتحدة والوثيقة الختامية التي توصل إليها ليشكل دفعا دبلوماسيا إضافيا وخلفية سياسية متينة، لا للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة فحسب، بل أيضاً وخصوصا لكسر الحصار الإسرائيلي الذي قاد إلى المجاعة.
فهذه المجاعة هي التي غيرت المزاج الدولي الغربي الذي كان يؤثر الصمت لئلا يغضب الإدارة الأمريكية ورئيسها المتمسكة بالدعم المطلق لإسرائيل حتى في ممارساتها المدانة حول العالم.
ورغم أن دونالد ترامب نفى تماما أن يكون قد بحث خلال لقائه مع رئيس الوزراء كير ستارمر خطط بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطينية، إلا أن طبيعة العلاقة بين الدولتين تفترض على الأقل أن يكون ترامب قد أخذ علما بالأمر.
وفي أي حال، كانت مواقف الرئيس الأمريكي في الأيام الأخيرة واضحة بمطالبته إسرائيل بتغيير نمط الحرب، وزيادة مراكز توزيع المساعدات. فيما كانت مصادر أمريكية تنثر هنا وهناك أن واشنطن تعمل على اتفاق ينهي الحرب.
غير أن إسرائيل رفضت البحث في وقف إطلاق النار تحت الضغوط، ولم تغير نهجها اليومي، إذ قتل وجرح أمس عشرات الأشخاص خلال انتظارهم المساعدات.
وقبل وصول المبعوث الامريكي ستيف ويتكوف اليوم إلى إسرائيل، تبدو الأخيرة أكثر اتجاها إلى التشدد ردا على الزلزال الدبلوماسي الذي تتعرض له حربها على غزة. فلا شك أنها كانت تستبعد الموقف البريطاني الذي اقترب كثيرا من الاعتراف بدولة فلسطين.
ومع أن رئيس الوزراء ستارمر ربط اعترافه بصيغة شرطية تسمح بالعودة عنه عند الضرورة، إلا أن الخطوات الحيوية التي دعا إسرائيل إلى اعتمادها مقابل التخلي عن الاعتراف من شأنها أن تنسف حكومة بنيامين نتنياهو. فالأخير لا يستطيع استجابة مطالب ستارمر بوقف الحرب وإنهاء الوضع الإنساني المتدهور في غزة. ولا تأكيد أنه لن يكون هناك ضم للضفة الغربية، كما لا يمكنه التزام عملية سلام تفضي إلى حل الدولتين.
3,393 Listeners
26 Listeners
2 Listeners
6 Listeners
3 Listeners
3,666 Listeners
676 Listeners
14 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
5 Listeners
16 Listeners