
Sign up to save your podcasts
Or
تأتي الغارة الاسرائيلية العنيفة ضد المقر المفترض لقيادة حزب الله السياسية في الضاحية الجنوبية من بيروت، قبل عشرة أيام من الذكرى الاولى لقيام حزب الله بفتح جبهة إسناد غزة بعد حدث السابع من اكتوبر وبدء عملية " طوفان الأقصى" .
واذا تأكد نجاح اسرائيل في استهدافها، فإنه يأتي تتمة لسلسلة من العمليات والاغتيالات بدأت بتصفية القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر ، وتواصلت مع عمليتي تفجير " البيجر" واجهزة الاتصال ، ومحاولات اغتيال عدة قادة عسكريين أبرزهم ابراهيم عقيل وقيادة قوة الرضوان . ومنذ بداية هذا الأسبوع قامت إسرائيل بحملة جوية تدميرية طالت الجنوب والبقاع ومناطق لبنانية اخرى، وحسب وزير الخارجية اللبناني وصل عدد النازحين إلى نصف مليون نسمة.
شكل كل ذلك تجاوزاً للخطوط الحمراء وسقوط كل قواعد الاشتباك ، وجسدت تغولاً اسرائيلياً لا سابق له، مع مخاطر الانغماس في حرب شاملة او حرب اقليمية واسعة، إلى درجة ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يقول بان الشرق الأوسط على شفا " حرب شاملة "، بينما يتكلم وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن عن لحظة حرجة في الشرق الأوسط والعالم.
ربما لم يكن من قبيل الصدفة ان يأتي الهجوم الاسرائيلي على حارة حريك بالتزامن مع خطاب "حربي" ألقاه بنيامين نتانياهو على منبر الامم المتحدة في نيويورك .
ساد التشاؤم اوساط المراقبين عند الاستماع للهجة رئيس الوزراء الإسرائيلي العالية وتهديداته لايران وحزب الله، من دون ذكره المبادرة الفرنسية - الاميركية لوقف اطلاق نار مؤقت لمدة 21 يوما على جبهة لبنان . ودلل النهج الهجومي لنتنياهو على استراتيجيته غير المعلنة التي تقضي بالاستفادة من مرحلة ما قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية وزيادة هامش مناورته خلالها من اجل تسجيل نقاط في خروجه من غزة إلى الضفة الغربية ولبنان ، وعلى ما يبدو تتحدى هذه الاستراتيجية مسعى ادارة بايدن للجم اي تصعيد يؤدي إلى حرب شاملة ، والتوجه الاميركي يتقاطع مع توجه إيراني مماثل ويدلل على ذلك تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن " الشعب الاميركي الصديق" والاستعداد للتفاوض مع واشنطن من اجل اتفاق نووي جديد.
ضمن هكذا معادلات معقدة ، تعتمد إسرائيل نهجاً من دون ضوابط ويمكن ان يؤدي لخروج الأمور عن السيطرة وان يتكرر سيناريو غزة في لبنان.
4.7
33 ratings
تأتي الغارة الاسرائيلية العنيفة ضد المقر المفترض لقيادة حزب الله السياسية في الضاحية الجنوبية من بيروت، قبل عشرة أيام من الذكرى الاولى لقيام حزب الله بفتح جبهة إسناد غزة بعد حدث السابع من اكتوبر وبدء عملية " طوفان الأقصى" .
واذا تأكد نجاح اسرائيل في استهدافها، فإنه يأتي تتمة لسلسلة من العمليات والاغتيالات بدأت بتصفية القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر ، وتواصلت مع عمليتي تفجير " البيجر" واجهزة الاتصال ، ومحاولات اغتيال عدة قادة عسكريين أبرزهم ابراهيم عقيل وقيادة قوة الرضوان . ومنذ بداية هذا الأسبوع قامت إسرائيل بحملة جوية تدميرية طالت الجنوب والبقاع ومناطق لبنانية اخرى، وحسب وزير الخارجية اللبناني وصل عدد النازحين إلى نصف مليون نسمة.
شكل كل ذلك تجاوزاً للخطوط الحمراء وسقوط كل قواعد الاشتباك ، وجسدت تغولاً اسرائيلياً لا سابق له، مع مخاطر الانغماس في حرب شاملة او حرب اقليمية واسعة، إلى درجة ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يقول بان الشرق الأوسط على شفا " حرب شاملة "، بينما يتكلم وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن عن لحظة حرجة في الشرق الأوسط والعالم.
ربما لم يكن من قبيل الصدفة ان يأتي الهجوم الاسرائيلي على حارة حريك بالتزامن مع خطاب "حربي" ألقاه بنيامين نتانياهو على منبر الامم المتحدة في نيويورك .
ساد التشاؤم اوساط المراقبين عند الاستماع للهجة رئيس الوزراء الإسرائيلي العالية وتهديداته لايران وحزب الله، من دون ذكره المبادرة الفرنسية - الاميركية لوقف اطلاق نار مؤقت لمدة 21 يوما على جبهة لبنان . ودلل النهج الهجومي لنتنياهو على استراتيجيته غير المعلنة التي تقضي بالاستفادة من مرحلة ما قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية وزيادة هامش مناورته خلالها من اجل تسجيل نقاط في خروجه من غزة إلى الضفة الغربية ولبنان ، وعلى ما يبدو تتحدى هذه الاستراتيجية مسعى ادارة بايدن للجم اي تصعيد يؤدي إلى حرب شاملة ، والتوجه الاميركي يتقاطع مع توجه إيراني مماثل ويدلل على ذلك تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن " الشعب الاميركي الصديق" والاستعداد للتفاوض مع واشنطن من اجل اتفاق نووي جديد.
ضمن هكذا معادلات معقدة ، تعتمد إسرائيل نهجاً من دون ضوابط ويمكن ان يؤدي لخروج الأمور عن السيطرة وان يتكرر سيناريو غزة في لبنان.
26 Listeners
2 Listeners
5 Listeners
3 Listeners
104 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
58 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
33 Listeners
3 Listeners
24 Listeners