
Sign up to save your podcasts
Or
أدت هجمات إسرائيلية غير مسبوقة إلى إغراق لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء 17 و 18 سبتمبر/أيلول في حالة من الفوضى والذعر، وسقوط 37 شخصاً وأكثر من 4 آلاف جريح بتفجير أجهزة الـ"بيجر" للاستدعاء أو النداء الآلي، وكذلك اجهزة الاتصال اللاسلكية .
مع وجود مئات من الجرحى والمعاقين وخروجهم من الخدمة، أقر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بالضربة "القاسية والكبيرة وغير المسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان".
تُعتبر هذه العملية الأمنية - السيبرانية أكبر عملية في تاريخ صراعات إسرائيل في الشرق الأوسط، وتدل على نوع جديد من الحروب التي تجمع بين الحرب الكلاسيكية والحرب غير المتناظرة والحرب الإلكترونية، وتشهد على أهمية التقنيات الحديثة والطائرات المسيّرة والصواريخ وكذلك الذكاء الاصطناعي. وتبدو الفجوة كبيرة بين إسرائيل وخصومها من إيران إلى حماس وحزب الله.
منذ تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، أثار اختراق الاستخبارات الإسرائيلية قلق حزب الله. وقد قُتل ما لا يقل عن 450 من مقاتلي حزب الله، بينهم نحو ثلاثين قائداً ميدانياً والقائد العسكري فؤاد شكر، نتيجة عمليات اغتيال استهدفتهم بعيداً عن الجبهة.
هناك إذًا فجوة تكنولوجية بين إيران من ناحية، وإسرائيل (المدعومة أمريكياً وغربياً بشكل عام) من ناحية أخرى. ومن الواضح أن هذه الفجوة التكنولوجية تترجم إلى فجوة عميقة بنفس القدر في ميزان القوى بين المعسكرين.
إنه درس تاريخي، حيث كان للتقنية دوماً الدور الحاسم في الحروب وتفوق إمبراطوريات ودول على أخرى. نتذكر تفوق العثمانيين من خلال اختراع مدافع عملاقة مكّنتهم من دك حصون منيعة مثل القسطنطينية. وبعد ذلك، نعلم دور السفن الحربية والسلاح النووي في حسم حروب القرن العشرين.
يتضح بجلاء أن الانتصارات في المواجهات لا تعتمد على تطور آلات الحروب فحسب، بل أيضاً على الإعداد والتخطيط والتفوق العلمي.
ويبقى نمط الحروب ذاته يعتمد على عنصر المباغتة أو البحث عن وسائل مبتكرة للقتل والتدمير. لكن تفجير أجهزة الاتصال التي تُستخدم بشكل مزدوج مدنياً وعسكرياً، يطرح تحديات توجب التفكير بمخاطر تسخير التفوق التكنولوجي في حرب بلا رحمة ودون تفكير بالتداعيات على المدنيين أو على صناعة أجهزة الاتصال وإمكانية تأثرها.
يمكن للثورة الرقمية أن تسجل انحرافات، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يزيد من التدمير وأن يسهل المهام القتالية. ويشير كل ذلك إلى أهمية وضع مدونات سلوك ضمن الاتفاقيات الدولية حول الحروب، حتى لا تسقط كل الضوابط ويدفع الثمن الضعفاء الذين يوصفون بحطام الحروب.
4.7
33 ratings
أدت هجمات إسرائيلية غير مسبوقة إلى إغراق لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء 17 و 18 سبتمبر/أيلول في حالة من الفوضى والذعر، وسقوط 37 شخصاً وأكثر من 4 آلاف جريح بتفجير أجهزة الـ"بيجر" للاستدعاء أو النداء الآلي، وكذلك اجهزة الاتصال اللاسلكية .
مع وجود مئات من الجرحى والمعاقين وخروجهم من الخدمة، أقر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بالضربة "القاسية والكبيرة وغير المسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان".
تُعتبر هذه العملية الأمنية - السيبرانية أكبر عملية في تاريخ صراعات إسرائيل في الشرق الأوسط، وتدل على نوع جديد من الحروب التي تجمع بين الحرب الكلاسيكية والحرب غير المتناظرة والحرب الإلكترونية، وتشهد على أهمية التقنيات الحديثة والطائرات المسيّرة والصواريخ وكذلك الذكاء الاصطناعي. وتبدو الفجوة كبيرة بين إسرائيل وخصومها من إيران إلى حماس وحزب الله.
منذ تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، أثار اختراق الاستخبارات الإسرائيلية قلق حزب الله. وقد قُتل ما لا يقل عن 450 من مقاتلي حزب الله، بينهم نحو ثلاثين قائداً ميدانياً والقائد العسكري فؤاد شكر، نتيجة عمليات اغتيال استهدفتهم بعيداً عن الجبهة.
هناك إذًا فجوة تكنولوجية بين إيران من ناحية، وإسرائيل (المدعومة أمريكياً وغربياً بشكل عام) من ناحية أخرى. ومن الواضح أن هذه الفجوة التكنولوجية تترجم إلى فجوة عميقة بنفس القدر في ميزان القوى بين المعسكرين.
إنه درس تاريخي، حيث كان للتقنية دوماً الدور الحاسم في الحروب وتفوق إمبراطوريات ودول على أخرى. نتذكر تفوق العثمانيين من خلال اختراع مدافع عملاقة مكّنتهم من دك حصون منيعة مثل القسطنطينية. وبعد ذلك، نعلم دور السفن الحربية والسلاح النووي في حسم حروب القرن العشرين.
يتضح بجلاء أن الانتصارات في المواجهات لا تعتمد على تطور آلات الحروب فحسب، بل أيضاً على الإعداد والتخطيط والتفوق العلمي.
ويبقى نمط الحروب ذاته يعتمد على عنصر المباغتة أو البحث عن وسائل مبتكرة للقتل والتدمير. لكن تفجير أجهزة الاتصال التي تُستخدم بشكل مزدوج مدنياً وعسكرياً، يطرح تحديات توجب التفكير بمخاطر تسخير التفوق التكنولوجي في حرب بلا رحمة ودون تفكير بالتداعيات على المدنيين أو على صناعة أجهزة الاتصال وإمكانية تأثرها.
يمكن للثورة الرقمية أن تسجل انحرافات، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يزيد من التدمير وأن يسهل المهام القتالية. ويشير كل ذلك إلى أهمية وضع مدونات سلوك ضمن الاتفاقيات الدولية حول الحروب، حتى لا تسقط كل الضوابط ويدفع الثمن الضعفاء الذين يوصفون بحطام الحروب.
26 Listeners
2 Listeners
5 Listeners
3 Listeners
104 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
58 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
119 Listeners
33 Listeners
3 Listeners
24 Listeners