حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة شهرين للتفاوض وانجاز اتفاق نووي جديد مع إيران، لكن طهران ترفض التهديدات الأمريكية،  والدول الأخرى الموقعة على اتفاق 2015 تريد المشاركة في أي مفاوضات.
 

تستمر الهجمات الجوية الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن، مرفقة بتحذيرات شبه يومية لإيران، وعقوبات تركز خصوصا على الأفراد وشركات الشحن التي تنقل النفط الإيراني إلى الصين.

وكشفت مصادر عدة أمس، أن الرسالة التي بعث بها الرئيس الأمريكي إلى المرشد الإيراني، حددت مهلة شهرين للتفاوض والتوصل إلى اتفاق نووي جديد بديل من اتفاق العام 2015.

ووصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الرسالة بأنها عبارة عن تهديد، لكنها تزعم أن فيها فرصا أيضا.

وقال إن طهران ستدرس التهديدات والفرص في الرسالة وسترد عليها قريبا، لكنها ترفض مبدئيا المفاوضات المباشرة ما دامت واشنطن تتعامل بالضغط والتهديد والعقوبات.

وإذ تلوح إيران بالتفاوض غير المباشر، فإنها تعرض مواصلة النمط المتبع في الاتصالات الأمريكية الإيرانية حتى الآن، وهو يستغرق وقتا طويلا، ولا يبدو أنه يلبي السرعة التي يرغب فيها الرئيس دونالد ترامب وإدارته للحصول على اتفاق جديد.

وكرر المرشد علي خامنئي في الآونة الاخيرة وصف عروض التفاوض الأمريكية بأنها مجرد خداع.

ولم يوضح عراقجي طبيعة التهديدات أو الفرص التي أشار إليها. لكن المعلومات المتداولة تتحدث عن علاقة التعاون متعددة المجالات يمكن أن تنشأ بين الولايات المتحدة وإيران، في حال قبلت الأخيرة بتقييد برنامجها النووي مجددا. وبخفض مستوى برنامجها الصاروخي ووقف كل أشكال الدعم لميليشياتها في لبنان والعراق واليمن وغزة.

وبطبيعة الحال، فإن الاتفاق إذا حصل وبهذه الشروط سيحدد برنامجا زمنيا لرفع العقوبات. أما إذا لم تسر المفاوضات بالوتيرة أو بالوجهة التي يريدها الجانب الأميركي، فإن واشنطن ستستمر في تفعيل سياسة الضغوط القصوى لمزيد من العقوبات، وصولا إلى التنسيق مع إسرائيل للقيام بعمل عسكري ضد المنشئات النووية الإيرانية.

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الخارجية الروسية قالت أمس إن موسكو مستعدة للتفاعل مع كل الأطراف في شأن الاتفاق النووي الإيراني، ولا يمكن تحديد مصيره من دون روسيا والصين. ولا بد أن تكون فرنسا وبريطانيا وألمانيا معنية أيضا بمصير اتفاق كانت شريكة في التوقيع عليه.