
Sign up to save your podcasts
Or
يتفرد الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية، بعكس غيره من الرؤساء السابقين بصنع القرارات، في تجاهل سافر للكونغرس وللتقاليد السياسية الاميركية، ولا يتردد في معاقبة أعدائه في الطبقة السياسية والإعلام إذا تجرأوا على الوقوف بوجهه أو رفضوا قراراته. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، يشن ترامب حربا لا هوادة فيها على الصحافة الحرة.
يحمي الدستور الاميركي الحريات الاساسية، بما فيها حرية الدين، والتعبير والصحافة والتجمع. ويقول الرئيس الاميركي الثالث توماس جيفرسون، الذي صاغ "اعلان الاستقلال"، وهو من اهم الوثائق السياسية الأميركية " حريتنا تعتمد على حرية الصحافة التي لا يمكن وضع القيود عليها دون خسارتها".
في ولايته الاولى أدخل الرئيس ترامب عبارات مثل "الصحافة هي عدوة الشعب الاميركي" و "إعلام الاخبار الملفقة" في القاموس السياسي المعاصر. ترامب يستخدم هذه العبارات ضد كبريات الصحف والمجلات الاميركية وشبكات الاخبار غير المنحازة لان معظمها لا يتردد في انتقاده او كشف تضليله او مبالغاته، وكان يلجأ الى المحاكم لمقاضاتها وتغريمها.
في ولايته الثانية أحاط ترامب نفسه بمسؤولين يشاركونه هذه النظرة العدائية للإعلام الحر، ولا يترددون في ترهيب وتهديد الصحافيين بعزلهم او مقاضاتهم او حتى التحريض ضدهم. وعلى سبيل المثال المدير الجديد لمكتب التحقيقات الفدرالي (الاف بي آي) الذي عينه ترامب وصدقت عليه اكثرية مجلس الشيوخ الجمهورية كاش باتيل لديه ما يسمى "لائحة اعداء" , التي يطلق عليها اسم " اعضاء الجهاز التنفيذي للدولة العميقة". وكان باتيل قبل تعيينه قد هدد بتعقب ما اسماه "المتآمرون.. ليس فقط داخل الحكم بل في الاعلام". ودعا ايلون ماسك، الذي يعتبر اغنى انسان في العالم واحد اكثر مستشاري ترامب نفوذا الى "فرض عقوبات سجن طويلة" ضد صحافيي برنامج "ستون دقيقة" الشهير الذي تبثه شبكة سي بي أس في الشهر الماضي لأنه اعترض على كيفية تحريرهم للمقابلات، كما دعا الى طرد مراسل لصحيفة وال ستريت جورنال من وظيفته لأنه كشف عنصرية احد مساعديه.
وخلال المشادة العلنية في الاسبوع الماضي في البيت الابيض بين الرئيس ترامب ونظيره الاوكراني فلوديومير زيلينسكي غابت عن تغطية هذا الحدث التاريخي أهم شبكتي اخبار في العالم رويترز، والاسوسييتيد بريس الذي أمر ترامب بمنعهما من تغطية اخباره ونشاطاته لأكثر من سبب من بينها رفض وصف خليج المكسيك، بخليج اميركا كما قرر ترامب ان يسميه. ويدعو ترامب الى تبني قانون جديد يمنع الصحافيين من استخدام مصادر لا يتم ذكرها بالاسم في جمع المعلومات من اجل حمايتها من الانتقام، ويعتبر ذلك "تلفيقا، وقدحا مقصودا وعليهم ان يدفعوا ثمنا كبيرا لهذا التضليل السافر". وأوقف ترامب التقليد الذي يعطي جمعية المراسلين في البيت الابيض حق تقرير من يتداول على تغطية اخبار الرئيس، حيث يتولى البيت الابيض هذا الدور الان.
ويجب وضع حملة الترهيب ضد الصحافة في سياق محاولات إدارة ترامب فرض القيود على الحريات المدنية للأميركيين، باسم تعقب المتهمين بالتآمر ضد ترامب كما هدد مدير الاف بي آي باتيل. وحتى بعض أعضاء الكونغرس من الديموقراطيين لم يفلتوا من هذا الترهيب، حيث تلقى بعضهم رسائل من المدعي العام لمدينة واشنطن يتحرى فيها عن ما اسماه تهديدات صادرة عنهم ضد شخصيات قريبة من ترامب. وطلب المسؤول عن أمن الحدود مع المكسيك من وزارة العدل ان تحقق بنائبة ديموقراطية تجرأت على تقديم النصائح للمهاجرين الذين تلاحقهم حكومة ترامب.
تبين التجارب الانتخابية في بعض الدول أن القادة الذين يطمحون الى التفرد بالسلطة، قادرون على تحقيق ذلك ليس بوسائل القمع التقليدي والسجون والتعذيب، بل بالسيطرة التدريجية على القضاء وتحييد أو إضعاف وسائل الاعلام لمساعدة الحكم الاوتوقراطي في خلق نظام دعائي وتضليلي يسمح بتحديد السردية السياسية التي يطمح بها الحاكم بأمره.
4.7
33 ratings
يتفرد الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية، بعكس غيره من الرؤساء السابقين بصنع القرارات، في تجاهل سافر للكونغرس وللتقاليد السياسية الاميركية، ولا يتردد في معاقبة أعدائه في الطبقة السياسية والإعلام إذا تجرأوا على الوقوف بوجهه أو رفضوا قراراته. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، يشن ترامب حربا لا هوادة فيها على الصحافة الحرة.
يحمي الدستور الاميركي الحريات الاساسية، بما فيها حرية الدين، والتعبير والصحافة والتجمع. ويقول الرئيس الاميركي الثالث توماس جيفرسون، الذي صاغ "اعلان الاستقلال"، وهو من اهم الوثائق السياسية الأميركية " حريتنا تعتمد على حرية الصحافة التي لا يمكن وضع القيود عليها دون خسارتها".
في ولايته الاولى أدخل الرئيس ترامب عبارات مثل "الصحافة هي عدوة الشعب الاميركي" و "إعلام الاخبار الملفقة" في القاموس السياسي المعاصر. ترامب يستخدم هذه العبارات ضد كبريات الصحف والمجلات الاميركية وشبكات الاخبار غير المنحازة لان معظمها لا يتردد في انتقاده او كشف تضليله او مبالغاته، وكان يلجأ الى المحاكم لمقاضاتها وتغريمها.
في ولايته الثانية أحاط ترامب نفسه بمسؤولين يشاركونه هذه النظرة العدائية للإعلام الحر، ولا يترددون في ترهيب وتهديد الصحافيين بعزلهم او مقاضاتهم او حتى التحريض ضدهم. وعلى سبيل المثال المدير الجديد لمكتب التحقيقات الفدرالي (الاف بي آي) الذي عينه ترامب وصدقت عليه اكثرية مجلس الشيوخ الجمهورية كاش باتيل لديه ما يسمى "لائحة اعداء" , التي يطلق عليها اسم " اعضاء الجهاز التنفيذي للدولة العميقة". وكان باتيل قبل تعيينه قد هدد بتعقب ما اسماه "المتآمرون.. ليس فقط داخل الحكم بل في الاعلام". ودعا ايلون ماسك، الذي يعتبر اغنى انسان في العالم واحد اكثر مستشاري ترامب نفوذا الى "فرض عقوبات سجن طويلة" ضد صحافيي برنامج "ستون دقيقة" الشهير الذي تبثه شبكة سي بي أس في الشهر الماضي لأنه اعترض على كيفية تحريرهم للمقابلات، كما دعا الى طرد مراسل لصحيفة وال ستريت جورنال من وظيفته لأنه كشف عنصرية احد مساعديه.
وخلال المشادة العلنية في الاسبوع الماضي في البيت الابيض بين الرئيس ترامب ونظيره الاوكراني فلوديومير زيلينسكي غابت عن تغطية هذا الحدث التاريخي أهم شبكتي اخبار في العالم رويترز، والاسوسييتيد بريس الذي أمر ترامب بمنعهما من تغطية اخباره ونشاطاته لأكثر من سبب من بينها رفض وصف خليج المكسيك، بخليج اميركا كما قرر ترامب ان يسميه. ويدعو ترامب الى تبني قانون جديد يمنع الصحافيين من استخدام مصادر لا يتم ذكرها بالاسم في جمع المعلومات من اجل حمايتها من الانتقام، ويعتبر ذلك "تلفيقا، وقدحا مقصودا وعليهم ان يدفعوا ثمنا كبيرا لهذا التضليل السافر". وأوقف ترامب التقليد الذي يعطي جمعية المراسلين في البيت الابيض حق تقرير من يتداول على تغطية اخبار الرئيس، حيث يتولى البيت الابيض هذا الدور الان.
ويجب وضع حملة الترهيب ضد الصحافة في سياق محاولات إدارة ترامب فرض القيود على الحريات المدنية للأميركيين، باسم تعقب المتهمين بالتآمر ضد ترامب كما هدد مدير الاف بي آي باتيل. وحتى بعض أعضاء الكونغرس من الديموقراطيين لم يفلتوا من هذا الترهيب، حيث تلقى بعضهم رسائل من المدعي العام لمدينة واشنطن يتحرى فيها عن ما اسماه تهديدات صادرة عنهم ضد شخصيات قريبة من ترامب. وطلب المسؤول عن أمن الحدود مع المكسيك من وزارة العدل ان تحقق بنائبة ديموقراطية تجرأت على تقديم النصائح للمهاجرين الذين تلاحقهم حكومة ترامب.
تبين التجارب الانتخابية في بعض الدول أن القادة الذين يطمحون الى التفرد بالسلطة، قادرون على تحقيق ذلك ليس بوسائل القمع التقليدي والسجون والتعذيب، بل بالسيطرة التدريجية على القضاء وتحييد أو إضعاف وسائل الاعلام لمساعدة الحكم الاوتوقراطي في خلق نظام دعائي وتضليلي يسمح بتحديد السردية السياسية التي يطمح بها الحاكم بأمره.
26 Listeners
2 Listeners
5 Listeners
3 Listeners
1,173 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
3,101 Listeners
0 Listeners
1 Listeners
3 Listeners
0 Listeners
123 Listeners
4 Listeners
4 Listeners